ما الذي يجعل الوجه يبدو جميلًا؟
نعلم جميعًا أنه لا ينبغي لنا الحُكم على الأشخاص استنادًا إلى مظهرهم، فإن مظهر شخص ما لا يخبرنا بأي شيء عن كيفية الاعتماد عليه أو أي شيء آخر عن شخصيته. لكن من الصعب تجاهل مظهر الشخص، فهناك شيء ما في الأشخاص الجذابين يجعلنا نرغب في النظر إليهم، فالجمال لديه السلطة علينا!
لكن ما هو الجمال؟
لا توجد إجابة بسيطة، بدأ الباحثون في بحث كيفية تأثير الجمال على سلوك البشر والحيوانات الأخرى. ومن خلال هذا العمل، اكتشفوا بعض المميزات التي تجعل الفرد جذابًا للآخرين مثل التماثل. فإن الوجوه التي نعتبرها جذابة تميل إلى أن تكون متماثلة، كما أن الوجوه الجذابة أيضًا متوسطة، في الوجه المتماثل، يبدو الجانبان الأيسر والأيمن مثل بعضهما البعض. إنها ليست صور مرآة مثالية. لكن أعيننا تقرأ الوجوه بنسب متشابهة على كلا الجانبين كمتماثل.
الطبيعة أو التنشئة:
هل نولد بتفضيلٍ لأنواعٍ معينة من الوجوه؟ أم هو مجرد شيء يتعلمه الناس، دون أن يدركوا ذلك؟
عملت الطبيبة النفسية جوديث لانجلويس مع فريق من الباحثين مع الأطفال الصغار والرُضع، وأظهر الباحثون لكل طفل صورًا لوجهين، كان وجه منهم أكثر جاذبيةً من الآخر. ثم قام العلماء بتسجيل طول المدة التي استغرقها الرضع في كل وجه. أمضى الأطفال فترة أطول في مشاهدة الوجوه الجذابة أكثر من الوجوه غير الجذابة، وهذا يعني أنهم يفضلون الوجوه الجميلة، تشير هذه النتائج إلى أن الناس يفضلون الوجوه الجميلة في وقتٍ مبكرٍ جدًا من الحياة. كما أن الأشياء المألوفة أكثر جاذبية، كما تقول Coren Apicella “ربما تكون الوجوه المتوسطة أكثر جاذبيةً لأنها تبدو متعارف عليها اكثر، إنها تميل أيضًا إلى أن تكون أكثر صحةً من الناس غير المتناسقة، كل الناس لديهم نفس عدد الجينات، لكن الأشخاص ذوي الوجوه الأكثر توسطًا يميلون إلى أن يكون لديهم تنوع أكبر في الجينات التي يولدون بها.
طلب الباحثون من الناس تقييم صور وجوه شابات على مقياس من خمس نقاط، ثم اختار العلماء ست صور بأقل التصنيفات وستة بأعلى التصنيفات، وقد اختاروا ست صور أخرى كانت لها متوسط التصنيفات، طلب من حوالي 300 طالب جامعي عرض الصور بترتيبٍ عشوائي من مجموعات الصور الثلاث، وكان على الطلاب الإجابة عن سؤالٍ حول الشخص في الصورة الأخيرة. على سبيل المثال، ما مدى احتمالية كونها شائعة؟ أو ودية؟ أو ذكية؟ صنّف كل من الرجال والنساء الأشخاص ذوي الوجوه غير الجذابة على أنهم أقل ذكاءً وأقل اجتماعًا وأقل احتماليةً لمساعدة الآخرين، حصل الناس أصحاب الجاذبية المتوسطة تصنيفات مشابهة للأشخاص الجذابين للغاية لكلٍ شيء باستثناء الاجتماعية.
ثم كرر Griffin and Langlois التجربة مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبع وتسع أعوام، لقد حصلوا على نفس النتائج! ويقول ليتل: “المظهر هو أول شيء نحكم فيه على الناس”. ومع ذلك، يقول: “إن الإدراك بأن هذه التحيزات موجودة هي خطوة مهمة”. ويشير إلى أن الأشخاص الجذابين ليسوا أكثر ذكاءً في الواقع، فكلما نعرف الناس فإن المظهر الجسدي يصبح أقل أهمية. وتقول شين: “مع العلم أن التحيز موجود، ومع الاعتراف بأننا جميعًا نحمله معنا، وأن اتخاذ خطوات لتقليل التحيز الخاص بك أمر مهم، فيمكن أن يمنعنا ذلك من التمييز ضد أشخاص غير جذابين، أو ببساطة غير متساوين”.
كتابة: يارا عبدالوهاب
مراجعة: راندا
تصميم: نهى عبدالمحسن
تحرير: إسراء وصفي