الصحة العقلية/النفسية

1- تعريف الصحة العقلية/النفسية:
يُشير مُصطلح الصحة العقلية/النفسية (Mental Health) إلى حالة من العافية والرفاهية المعرفية والسلوكية والعاطفية -الأمر كله يتعلق بكيفية التفكير والشعور والسلوك-
يُستخدم هذا المُصطلح أحيانًا ليُشير إلى عدم وجود اضطراب عقلي، لكن تُشدد مُنظمة الصحة العالمية (WHO) على أنَّ الصحة العقلية “ليست مُجرد عدم وجود اضطراب عقلي”، بل هي حالة تُساعد الفرد على تكريس قدراته الخاصة، والتَكيُّف مع أنواع الإجهاد العادية، والعمل بتفانِ وفعالية، والإسهام في مُجتمعه.

اليوم العالمي للصحة العقلية/النفسية:
يُمثل اليوم العالمي للصحة العقلية/النفسية، الذي يتم الاحتفال به في 10 أكتوبر من كل عام، برعاية مُنظمة الصحة العالمية، فرصة لزيادة الوعي بقضايا الصحة العقلية، وتعبئة الجهود لدعم الصحة العقلية.
هذا العام 2019 موضوعه: “منع الانتحار”.
كل عام يُنهي حوالي 800000 شخص حياتهم الخاصة، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يُحاولون الانتحار.

ووفق معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) يظهر أنَّه في عام 2017، كان ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يُعانون من القلق، وحوالي 160 مليون شخص يُعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد، و100 مليون آخرين من شكل أكثر اعتدالًا من الاكتئاب المعروف باسم اكتئابٌ جُزْئِيّ (dysthymia).

2- تأثيرات الصحة العقلية/النفسية:
يُمكن أنْ تُؤثر الصحة العقلية على الحياة اليومية والعلاقات وحتى على الصحة البدنية.
تشمل الصحة العقلية أيضًا قدرة الشخص على الاستمتاع بالحياة -لتحقيق التوازن بين أنشطة الحياة والجهود المبذولة لتحقيق المرونة النفسية، الصحة العقلية/النفسية مُهمة في كل مرحلة من مراحل الحياة، من الطفولة والمُراهقة إلى مرحلة البلوغ.

3- الاضطرابات العقلية/النفسية الشائعة:
أكثر أنواع الأمراض النفسية شيوعًا هي: اضطرابات القلق (anxiety disorders)، واضطرابات المزاج (mood disorders)، واضطرابات الفصام (schizophrenia disorders).

1- اضطرابات القلق (anxiety disorders):
يُعاني الشخص من خوف شديد أو قلق مُرتبط بأشياء أو مواقف مُعينة.
سيُحاول مُعظم الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب القلق، تجنب التعرض لأي شيء يُثير قلقهم.

من أمثلة اضطرابات القلق ما يلي:

– اضطراب الهلع:
يُعاني الشخص من شلل الرعب المُفاجيء أو الشعور بالكارثة الوشيكة.
– الرهاب (Panic disorder):
قد يشمل ذلك: الرهاب البسيط (خوف غير مُتناسب من الأشياء)، والرهاب الاجتماعي (الخوف من التعرض لحُكم الآخرين)، ورهاب الخوف (الخوف من المواقف التي يكون فيها الإفلات من العقاب أو التحرر منه صعبًا)، هناك آلاف الأنواع من الرهاب.

• اضطراب الوسواس القهري (OCD):
  هو حالة شائعة صحية عقلية، تتميز بأفكار مُحزنة وتطفلية هوسية، وأفعال جسدية أو عقلية مُتكررة.
  يُصيب الرجال والنساء والأطفال، ويُمكن أنْ يتطور في أي عمر. يُصاب بعض الأشخاص بهذا المرض مُبكرًا، وغالبًا ما يكونون في سن البلوغ، ولكنه عادة ما يتطور أثناء البلوغ المُبكر.
  قد يكون اضطراب الوسواس القهري مُؤلمًا، ويتداخل بشكل كبير مع حياتك، لكن العلاج يُمكن أنْ يُساعدك في إبقائه تحت السيطرة.
• اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
  يُمكن أنْ يحدث للشخص بعد تجربة حادث صادم أو مأساوي، يتسبب هذا في شعورهم بالخوف أو الصدمة أو العجز، ويُمكن أنْ يكون له آثار طويلة الأجل، بما في ذلك ذكريات عن الحادث، وصعوبة النوم، والقلق.

2- اضطرابات المزاج (mood disorders):
وتُعرف هذه أيضًا باسم: “الاضطرابات العاطفية” أو “الاضطرابات الاكتئابية”، المرضى الذين يُعانون من هذه الظروف لديهم تغييرات كبيرة في المزاج، والتي تشمل عادة إما الهوس (الغبطة) أو الاكتئاب.
من أمثلة اضطرابات المزاج ما يلي:
– الاكتئاب الشديد:
لا يعود الفرد مُهتمًا، ولا يستمتع بالأنشطة والأحداث التي أحبها سابقًا، هناك فترات شديدة أو طويلة من الحزن.

• الاضطراب الثنائي القطب (Bipolar disorder):
  المعروف سابقًا باسم “مرض الهوس الاكتئابي” أو “الاكتئاب الهوسي”.
  ينتقل الفرد من نوبات النشوة (الهوس) إلى الاكتئاب (اليأس).
• اضطراب الاكتئاب المُستمر: المعروف سابقًا باسم “عسر الولادة”، وهو الاكتئاب المُزمن الخفيف (طويل الأجل).
  يُعاني المريض من أعراض مُشابهة للاكتئاب الشديد ولكن بدرجة أقل.
• الاضطراب العاطفي الموسمي (S.A.D):
  وهو نوع من الاكتئاب الشديد الذي ينجم عن قلة ضوء النهار، وهو الأكثر شيوعًا في البلدان البعيدة عن خط الاستواء، خلال أواخر فصلي الخريف والشتاء وأوائل الربيع.

3- اضطرابات الفصام أو الانفصام في الشخصية (schizophrenia disorders):

هل مرض انفصام الشخصية هو اضطراب واحد، أم أنه مجموعة من الأمراض ذات الصلة، لم يتم تحديد هذا بعد، إنها حالة مُعقدة للغاية.
يبدأ الفصام عادة بين سن 15 و25 عامًا، ويميل الذكور إلى إظهار الأعراض في سن أصغر قليلًا من الإناث.
في كثير من الحالات يتطور الاضطراب ببطء شديد، بحيث لا يعلم الفرد أنه قد مرَّ به لعدة سنوات.
ومع ذلك، في حالات أخرى، يُمكن أنْ يضرب فجأة ويتطور بسرعة.
وفيما يلي قائمة الأعراض الرئيسية لاضطراب الفصام:
– الأوهام:
يعتقد المريض مُعتقدات خاطئة، والتي يُمكن أنْ تتخذ أشكالًا مُتعددة، مثل أوهام الاضطهاد أو أوهام العظمة.
قد يشعرون أنَّ الآخرين يُحاولون السيطرة عليهم عن بعد، أو ربما يعتقدون أنهم يتمتعون بقدرات استثنائية.
– الهلوسة:
يُعد سماع الأصوات أكثر شيوعًا من رؤية الأشياء التي لا وجود لها، أو الشعور بها أو تذوقها أو شمها، إلا أنَّ المُصابين بالفصام قد يُواجهون مجموعة واسعة من الهلوسات.
– اضطراب الأفكار:
قد يقفز الشخص من موضوع إلى آخر دون سبب منطقي.

4- العلامات المُبكرة للاضطرابات العقلية/النفسية:
لا يُمكن معرفة ما إذا كان شخص ما يُعاني من مشكلة في الصحة العقلية أم لا، ومع ذلك إذا ظهرت علامات مُعينة في فترة زمنية قصيرة، فقد تُقدم أدلة:
– الانسحاب من الأشخاص أو الأنشطة التي يستمتعون بها عادة.
– النوم أو الأكل أكثر من اللازم، أو القليل جدًا.
– الشعور كما لو أنَّ لا شيء يهم.
– انخفاض الطاقة باستمرار.
– تعاطي المُخدرات أكثر من المُعتاد (بما في ذلك الكحول والنيكوتين).
– عرض المشاعر غير المعهود.
– الارتباك.
– عدم القدرة على إكمال المهام القياسية، مثل الحصول على العمل أو طهي وجبة.
– الأفكار المُستمرة أو الذكريات التي تظهر مرة أخرى بانتظام.
– التفكير في إيذاء النفس أو الآخرين.
– سماع الأصوات.
– الأوهام.

 

المصدر

 

كتابة: حماد بن عيسى

مراجعة: ايات احمد

تحرير: اسراء وصفى

تصميم: عاصم عبد المجيد