نقص فيتامين د.. كم أشعر بالإرهاق
لقد خلق لنا الله الداء والدواء، وأوجد لنا حياةً في كل ما خلق، فهذه الشمس تمدنا بالطاقة والدفء، وأيضاً هي مصدرنا الأساسي لفيتامين د الذي يحتاجه أجسامنا، لما له من دورٍ كبيرٍ في الحفاظ على عظامنا سليمةً صحية.
فمن منا لم يشعر يوماً بالإرهاق الشديد والإعياء وآلاما في عظامه دون بذل مجهوداً كبير، وربما تساءل عن أسباب هذا الشعور، فنحن في هذا المقال بصدد التحدث عن نقص فيتامين د وأعراضه وربما ستجد إجابات ما تريد معنا الآن.
ما هو فيتامين د؟
بادىءٍ ذي بدء يجب أن نعرف ما هو فيتامين د؟ هو فيتامين يصنعه الجسم عند تعرضه لضوء الشمس، ويُصنّع أيضاً داخل الجسم من تحويل الكوليسترول إلى كالسيتريول (calcitriol) من خلال عدة تفاعلات وهو الصورة النشطة لفيتامين د التي يستفيد بها الجسم.
ولكن لماذا يُعَد فيتامين د ذو أهمية قصوى لكلٍ منا؟؟؟
وظائف فيتامين د
تكمُن أهمية فيتامين د لأجسامنا في ثلاث نقاط أساسية:
- هيكل عظمي صحي قوي
يساعد فيتامين د على بناء عظام صحية قوية؛ مما يؤدي لحمايتنا من خطر إصابة هشاشة العظام لكبار السن، والكساح للأطفال الذي يجعل عظامهم لينة وهشة وقابلة للكسور بسهولة.
- امتصاص الكالسيوم
أيضاً من فوائد فيتامين د للجسم المساعدة على امتصاص الكالسيوم والذي له دورٌ فعال في بناء العظام، فعند دخول فيتامين د للجسم فإنه يتحول إلى الصورة النشطة والتي بدورها تساعد على امتصاص الكالسيوم.
- فيتامين د والغدد الجاردرقية
تعمل الغدد الجاردرقية على توازن نسبة الكالسيوم في الدم بمعدلها الطبيعي، وذلك عند وجود الكالسيوم الكافي وفيتامين د النشط بنسبته الطبيعية، ولكن عند نقص فيتامين د أو الكالسيوم فإن الغدد تعيد توازن الكالسيوم من العظام مما يؤدي لهشاشتها.
وهناك عدة عوامل تؤدي لنقص فيتامين د سنذكر بعضها فيما يلي.
ما هي أسباب نقص فيتامين د؟
تعددت أسباب نقص هذا الفيتامين ومن أهمها:
- قلة التعرض لضوء الشمس.
- عدم تناول الكميات الكافية من فيتامين د اللازمة للجسم.
- أصحاب البشرة السمراء لديهم صعوبة في امتصاص ضوء الشمس، لذا غالباً يعانون من نقص فيتامين د.
- عدم قدرة الكلية على تحويل فيتامين د من صورته الغير نشطة لصورته النشطة التي نستفيد بها.
- قلة امتصاص الجسم لفيتامين د.
- السمنة تؤثر على نسبة فيتامين د أيضاً، فزيادة الخلايا الدهنية تقلل من نسبة الفيتامين في الدم.
- الحمل والرضاعة يؤديان لنقص فيتامين د عند النساء.
ولكن كيف تشعر بنقص الفيتامين في جسمك؟ وما هي الأعراض التي تظهر عليك عزيزي القارىء؟
أعراض نقص فيتامين د
يؤثر نقص هذا الفيتامين على الحالة الصحية لديك، حيث له الكثير من الأعراض التي تظهر عليك عند نقصه.
هذه الأعراض تنقسم إلى:
- أعراض نقص الفيتامين على النساء والكبار
- الشعور بالتعب والإرهاق في أوقاتٍ كثيرة.
- سهولة الإصابة بالعدوى، لدور فيتامين د الهام في تقوية جهازك المناعي.
- هشاشة العظام وتعرضها للكسر بسهولة.
- آلام شديدة بالعظام والظهر.
- تساقط الشعر لدى النساء.
- آلام في العضلات.
- أعراض نقص الفيتامين على الأطفال
- التأخر عند المشي في مرحلة الطفولة.
- التأخر في التسنين.
- ضعف عام وآلام في العضلات.
- آلام في أطرافهم السفلية لضعف عظامهم.
- الأعراض النفسية
- الاكتئاب، حيث ثبت علميا تأثير فيتامين د على الناقلات العصبية المحسنة للحالة المزاجية.
- القلق والاضطراب.
- تغير بالحالة المزاجية في أوقات كثر.
إن أعراض نقص فيتامين د والكالسيوم قد تتشابه، وأيضا قد تتشابه هذه الأعراض مع أمراض أخرى، فليس
من الضروري عند ظهور هذه الأعراض عليك أو إحداها أن يكون لديك نقص بالفيتامين.
فإذا كنت تريد التحقق مما أصابك، فمن الأفضل زيارة الطبيب المختص وعمل الفحوصات اللازمة.
تحليل نسبة فيتامين د
إن قياس نسبة فيتامين د في الدم من أدق الطرق لمعرفة إذا كان لديك نقص بالفيتامين أم لا.
- فإذا كانت نسبتك تتراوح بين (20ng\ml – 50 ng\ml) فأبشر، أنت لديك معدلك الكافي من الفيتامين.
- أما إذا كانت نسبتك ما بين (12ng\ml – 20 ng\ml) فإنه معدل غير كافٍ لشتى احتياجات جسمك.
- ولكن إذا كانت نسبتك أقل من 12ng\ml فإنك تعاني من نقصٍ شديد في فيتامين د مما قد يسبب لك مشكلاتٍ كثر، سنعرف عنها فيما يلي.
أضرار نقص فيتامين د
يعد وجود فيتامين د بالقدر الكافي في أجسادنا من أحد أسباب تقليل حدوث الإصابة ببعض الأمراض، واحتمالية دوره في معالجتهم أيضاً، لذا فنقصه قد يؤدي للإصابة بمثل هذه الأمراض:
- أمراض القلب والضغط العالي.
- مرض السكر.
- الإصابة بالكساح وهو مرض لين العظام عند الأطفال.
- الإصابة بنوبات الصرع خاصة بالأطفال.
- ضعف المناعة وسهولة العدوى بالميكروبات.
- هشاشة العظام لكبار السن والسيدات.
- الإصابة بالسرطان، كسرطان القولون، والبروستاتا، والثدي بالسيدات.
ولكي تتجنب عزيزي القارىء حدوث هذه الأضرار، فاتباع الخطة العلاجية المناسبة مع طبيبك المختص يكون هو الحل الأمثل.
طرق علاج نقص فيتامين د
تنقسم طرق علاج نقص الفيتامين إلى ثلاث محاور:
- التعرض بكثرة لضوء الشمس
ولأن تعرضنا للشمس يساعد على تكوين فيتامين د، لذا عليك استشارة طبيبك عن مدة تعرضك للشمس المسموحة دون ضرر جلدي، و لا تسرف في استخدام واقي الشمس، إذ أنه يمنع دخول الشمس من الجلد وبالتالي يمنع تكوين الفيتامين.
- تناول المكملات الغذائية
إذا كنت تعاني من نقص شديد في فيتامين د، فلن تكون الشمس هى الحل الكافي لتعويض هذا النقص، لذا الأفضل الذهاب للطبيب لإعطائك المكملات الغذائية وتحديد الجرعة المناسبة لك.
- تناول المواد الغذائية
إن تناول المكملات الغذائية لا تكفي بمفردها، لذا ينصحك طبيبك أيضا بتناول المواد الغذائية التي تعد مصدراً لفيتامين د، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
- مصادر الألبان كاللبن، والزبادي، والجبن.
- بعض الأسماك مثل السلمون، والماكريل، وسمك التونة.
- صفار البيض.
- كبد البقر.
- المشروم.
- بعض المشروبات كعصير البرتقال ولبن الصويا.
عزيزي القارىء لا تقلق فنقص فيتامين د ليس مرض بعينه، ولكن نقصه هو من يؤدي لبعض الأمراض، فإذا اتبعت آليات العلاج المذكورة سوف تعوض هذا النقص وتحافظ على معدلك طبيعياً.
كم تحتاج لجسمك؟
لكي تحافظ على معدلك الطبيعي من فيتامين د، عليك مراعاة تناول الجرعة اليومية المناسبة لعمرك ولكن تحت إشراف الطبيب، وتنقسم إلى:
- الرضع من (0-12) شهور: 400 – 1500Mg.
- الأطفال من (1-8) سنوات: 600 – 3000Mg.
- البالغين والمرضعات والحوامل: 600 – 4000Mg.
- أما كبار السن ما فوق ال70 ربيعا: 800- 4000Mg.
وهذه المعدلات يحددها لك طبيبك المختص لما يناسب سنك وحالتك الصحية ونسبة نقص الفيتامين لديك، ولا يجب تجاوز هذه الجرعات، لما لها من آثار جانبية، مثل:
- القيء
- الضعف العام
- زيادة التبول
- الإمساك
- ضعف الشهية
- التشويش
وها قد وصلنا لنهاية الرحلة معاً بعد أن علمنا أهمية فيتامين د لأجسامنا، فعليك الاهتمام بصحتك دائما ومراجعة الطبيب إذا لزم الأمر، فصحتك تاجك لا تهملها أبداً.
كتابة: وسام شعبان
هذا المقال هو ملكية فكرية لصاحبه، ولايمثل ما به من معلومات أو آراء مؤسسة الجرعة اليومية من العلوم.