الفيزياء والفلك

فيغا النجم الشمالي في الماضي والمستقبل

ماذا نعرف عن Vega؟
فيغا هو نجم ساطع يقع على بعد 25 سنة ضوئية من الأرض، وهو مرئي في سماء نصف الكرة الأرضية الشمالي. النجم هو جزء من كوكبة ليرا، ومع النجمين دينب (Deneb) والتير(Altair) فإنهم يشكلون مجموعةً من النجوم تعرف باسم مثلث الصيف.

 

كم يبلغ عمر هذا النجم؟
بلغ عمر النجم حوالي 450 مليون سنة وهذا يجعله شابًا مقارنةً بالنظام الشمسي الخاص بنا (الذي يبلغ عمره 4.6 مليار سنة)، تساعد دراسات التي يجريها الفلكيون على هذا النجم بأن يعرفوا المزيد عن الأنظمة الشمسية التي هي في المراحل الأولى من تكوينها. ولأن محور الأرض يتأرجح، فإن تصورنا للشمال يتحول تدريجيًا إلى نجوم مختلفة على مدار 26000 عام. كانت فيغا نجمة الشمال منذ عدة آلاف من السنين، وسوف تستعيد هذا الوضع في حوالي 12000 سنة قادمة.

 

أين تقع Vega؟
تقع فيغا تقريبًا في خطوط العرض في منتصف الليل في منتصف الصيف. يقع هذا النجم تحت الأفقي ليظهر لمدة 7 ساعات فقط في اليوم ويمكن رؤيته في أي ليلة من السنة. و إلى الجنوب الأبعد، يقع Vega تحت الأفق لفترة أطول، ولكن في ألاسكا شمال كندا ومعظم أوروبا، لا يتحدد له موقع.

 

وهناك ملاحظات عن النجم Vega، فلأن الضوء الأزرق الفاتح للنجم مشرق للغاية فالنجم له حجم واضح هو 0.03- يتميز بأثرٍ بارز في الثقافات القديمة، بدءً من الصينية إلى البولينيزيين إلى الهندوس. ويأتي اسم فيغا من الكلمة العربية “وقوع”، والتي تعني “السقوط”. كما أشار أحد الباحثين إلى أن اسم فيغا وتاريخ الأهداف الفلكية الأخرى يفيدان بالأهمية التقليدية لعلم الفلك في الإسلام، فبعض النجوم سمحت للمؤمنين بإحياء أوقات الصلاة والمهرجانات وكذلك لإيجاد مدينة مكة المكرمة. وكتب نضال قسوم (Nidhal Guessoum) عالم الفيزياء الفلكية في الجامعة الأميركية (American university) في الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، في مقالة نُشرت عام 2013 في دورية “نيتشر”: قال إن المئات من النجوم والمجموعات النجمية لها أسماء عربية، مثل”ألتاير” و”دينب” و”فيغا” و”ريجل”.

 

هل له استخدامات في العصر الحديث؟
1-في العصر الحديث كان فيغا أول نجم يتم تصويره بخلاف الشمس، حيث حصل علماء الفلك على الصورة من خلال عملية (daguerreotype) في مرصد كلية هارفارد، باستخدام منكسر 15 بوصة (38 سم)، في 16-17 يوليو، سنة 1850.
2-تم اختيار النجم أيضًا لأول صورة طيفية في عام 1872. كان الفلكي المبتدئ هنري دريبر أول من كسر ضوء فيغا للكشف عن العناصر المختلفة التي تشكل النجم. وارتفعت شهرة فيغا في الثقافة الشعبية في أواخر التسعينيات بعد تأليف رواية كارل ساجان “الاتصال” (1985، سيمون وشوستر) في فيلم هوليود، بطولة جودي فوستر (Jodie Foster). وتبع الفيلم عالمًا فلكيًا يعمل على البحث عن ذكاء خارج الأرض الذي يكتشف إشارة تظهر وكأنها تنبثق من النجم Vega.

 

كشفت المشاهدات المتداخلة في عام 2006 أن فيجا يبرد بسرعةٍ كبيرةٍ لدرجة أن أقطابه أكثر دفئًا بألف درجة من خط الاستواء. وفي أوائل عام 2013، أعلن علماء الفلك أنهم اكتشفوا حزام كويكب يحيط بـ Vega، مما يشير إلى إمكانية وجود كواكب داخل الصخور. يشير التصميم (الذي يشبه ذلك الموجود بالقرب من النجم Fomalhaut) إلى وجود منطقتين: منطقة خارجية بها كويكبات جليدية ومنطقة قريبة من النجم حيث توجد صخور فضائية أكثر دفئًا. ويقوم العلماء بفحص النجوم الساطعة مثل فيغا عن كثب باستخدام مهمة TESS (Transiting Exoplanet Satellite Satellite) التابعة لوكالة ناسا التي أطلقت في عام 2018 لإجراء مسح شامل للسماء. في حين أن المهمة الأساسية لـ TESS هي البحث عن الكواكب الخارجية، سيبحث القمر الصناعي أيضًا عن علامات تنوع النجوم. سيساعد فحص TESS لفيغا والنجوم المشابهة العلماء على تعلم المزيد حول المراحل الأولى من تطور النجوم.

 

المصدر

 

كتابة: محمد عبد المعين فهمي

مراجعة: نهاد حمدي الزين

تصميم: أمنية عبد الفتاح

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى