الفيزياء والفلك

الشمس تشبه حبات الذرة بالكراميل!

كشف أكبر تليسكوب شمسي في العالم عن أول صورة تفصيلية للشمس.

التقط التلسكوب Daniel K. Inouye (DKIST)، أكبر تليسكوب شمسي في العالم أول وأدق صورة للشمس حتى الآن، حيث التقطها التليسكوب الشهر الماضي.
يأمل العلماء في التمكن من دراسة ما توضحه تلك الصورة خلال نصف القرن الآتي. سيتيح لنا هذا التلسكوب الدقيق استكشاف الحقل المغناطيسي للشمس لأول مرة، وكذلك دراسة الجو الفضائي لجيران الأرض. كما أنه سيساعد في دراسة أحد أكثر الألغاز الشمسية غموضًا وهو لماذا الطبقة الخارجية للشمس أكثر حرارة من سطحها المرئي؟

بدأ العمل على بناء هذا التلسكوب في 2012، والتقط أول صورة للشمس في 10 ديسمبر 2019، ولكن هذا التلسكوب لم يكتمل حتى الآن. لم تعمل في هذا التليسكوب حتى الآن إلا أداة واحدة Visible Broadband Imager (VBI)، والتي تعمل على التقاط صور عالية الجودة لسطح الشمس وكذلك طبقات الجو السفلي. كما تم تشغيل الأداة الثانية في 24 يناير من هذا العام، والتي تعمل على تحليل الضوء تمامًا كما في المنشور الثلاثي. ثم الأداة الأخرى وهي جهاز قياس الأطياف القريب للأشعة تحت الحمراء لاستكشاف الحقول المغناطيسية للشمس. ثم الأداة الأخيرة والتي ستمكننا من التقاط صور عالية الدقة للشمس أثناء إجراء عمليات مسح ضوئي عالية السرعة للضوء. سيتم تشغيل تلك الأدوات مع استمرار أعمال البناء في المبنى المكون من 13 طابقًا، ومن المقرر بدء التشغيل الكامل في يوليو 2020.

كانت أول صورة التقطها التليسكوب صور ملونة للشمس، نظرًا لعدم اكتمال بناء التلسكوب. ولكن الصور التي ظهرت سابقًا للشمس كنقاط ساطعة وحيدة أصبحت الآن مرئية على هيئة العديد من الهياكل والأجزاء الصغيرة، وهذا يُحسب لقدرات التليسكوب الجديد. فقد صرّح “Thomas Rimmele” مدير التليسكوب في مؤتمر صحفي الذي انعقد في 24 يناير: “هذه هي الصور الأكثر دقة التي تم التقاطها للشمس حتى الآن. الآن، لقد وصلنا إلى قمة الجبل”.
من المفترض أن يعمل التليسكوب لمدة 44 عام يغطي فيها دورتين من الدورات الشمسية، حيث أن كل دورة تستغرق 22 عامًا. ومن المرجح تغيير تلك الأدوات مع مرور الزمن.

يحدث في الشمس الكثير من الانفجارات والتي بدورها تعمل على قذف أجزاء كبيرة من البلازما والتي يمكن أن تؤثر على الأقمار الصناعية وشبكات الطاقة. فواحدة من أشهر الكوارث الحديثة عام 1989 في كندا بسبب ضرب عاصفة مغناطيسية للأرض بمكان قريب من كندا؛ مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي لمدة تسع ساعات. و أيضًا في سبتمبر 2017، مع ضرب ثلاثة أعاصير لمنطقة الكاريبي، تسببت التوهجات الشمسية في إنقطاع التيار الكهربائي عن الراديو على الجانب المشمس من الأرض، وقد تصل مدة الانقطاع لثماني ساعات.

وقال “Valentin Pillet” مدير المؤسسة الوطنية للعلوم خلال مؤتمر صحفي: “إن حدثًا طبيعيًا على الأرض وآخر على الشمس، عند الجمع بينهما، يمثل تهديدًا أكبر لمجتمعنا”.
سيُساعد التليسكوب في سرعة التنبؤ بالأحداث الأكثر تطرفًا، مما يتيح استجابة أسرع أثناء المواقف الخطرة.

يبدو أن هاليكالا في هاواي المعروف باسم “بيت الشمس” هو المكان المثالي للتليسكوب الشمسي. لكن أيضًا يبدو أن هذا المكان له ارتباط وثيق بحضارة هاواي.
وفقًا لتقاليد هاواي، أخذ البركان اسمه من خدعة لعبها الإله ماوي مع الشمس عندما اشتكت أمه أن الشمس غربت سريعًا لدرجة لم تجف ملابسها. صعد ماوي إلى قمة الجبل مهاجمًا الشمس ورفض إطلاق سراحها حتى توافق على التباطؤ، ثم وافقت الشمس على التنقل ببطء لمدة ستة أشهر من السنة.

المهم حول تلك الأسطورة أن أهل هاواي اتخذوا هذا المكان كمكان روحي لهم ورفضوا بناء المرصد هناك، وأقام المئات من السكان احتجاجات لمنع بناء المرصد. التقى مسؤولو التليسكوب مع مجموعة سكان هاواي الأصليين لإيجاد حل، واتفقوا على بناء
مركز جديد لدعم العلوم عند قاعدة الجبل لتوفير الدعم خارج الموقع، ويبقى المكان مفتوحًا أمام سكان هاواي الأصليين الذين يرغبون في ممارسة دينهم على سفحه.

 

المصدر

 

كتابة: سارة محمد

مراجعة: احمد مغربى

تحرير: اسراء وصفى

تصميم: احمد محمد

اظهر المزيد

سارة محمد

عضو بقسم التدريب والتطوير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى