واحدة من أكثر الظواهر غرابة والتي ظلت لغزًا لفترة طويلة من الزمن هي ظاهرة تزحلق الصخور وترك آثار لانزلاقها على سطح الأرض. هذه الصخور توجد فوق سطح الأرض ولها أثر طويل يبلغ مئات الأقدام أحيانًا.
تحدث تلك الظاهرة على سطح من رواسب Playa، تلك الرواسب عبارة عن بحيرات قديمة جافة ومنبسطة وتوجد تلك الآثار عليها. بعض من هذه الصخور يبلغ وزنها مئات الأرطال أيضًا. والسؤال هنا كيف يمكن لهذه الأحجام من الصخور أن تتحرك كل تلك المسافات وحدها؟
للإجابة على هذا السؤال يجب علينا معرفة السطح الذي تتحرك عليه تلك الصخور وهي رواسب Playa أولًا. تلك الرواسب هي عبارة عن بحيرات جافة ومسطحة وسطحها مغطى بالطين الجاف ورواسب ناتجة من عمليات البخر لتلك البحيرات، ورواسب الطين تأتي نتيجة لعوامل التجوية والنحت لصخور المصدر القريبة من تلك البحيرات الجافة.
كان الاعتقاد السائد قديمًا أن تلك الظاهرة تحدث بواسطة الحيوانات أو بعض البشر وربما للجن علاقة بالأمر! وما أكد ذلك هو عدم وجود آثار حول الصخور ومسارها للحيوانات أو للبشر، ولكن العلماء اعتقدوا أنها بسبب الرياح وأنها هي المسؤولة عن حركتها كسائر الرمال والحصى الذي ينقل بواسطتها، وما دعم ذلك الاعتقاد هو أن مسارات الصخور موازية لحركة الرياح.
الرياح القوية هي المسؤولة عن دفع تلك الصخور وسبب في حركتها بهذا الشكل، ولكن هذا يمكن حدوثه عندما تكون رواسب Playa تلك مغمورة بمياه الأمطار فحينها يمكن لقوة صغيرة من الرياح أن تحرك تلك الصخور، ولكن تلك الظاهرة تحدث في فترة الجفاف وسطح الأرض يكون جافًا تمامًا. بالإضافة إلى الحجم والوزن الكبير جدًا للصخور الذي تستحيل الحركة معه بقوة الرياح وحدها في الظروف العادية.
حتى 2013 كان الاعتقاد السائد هو أن تلك الظاهرة تحدث بسبب الرياح القوية وأنها هي المسؤول الوحيد عن تلك الظاهرة، ولكن حل ذلك اللغز عندما راقب العلماء بحيرة جافة وحققوا في الثلج الموجود عليها وشاهدوا الصخور تتحرك ببطء، وقاموا بعرض فيديو تابع لمعهد Scripps بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولتأكيد تلك الظاهرة قاموا بوضع GPS على بعض الصخور للمراقبة عن كثب وتأكيد حل تلك الظاهرة وأن حركة الرياح مسؤولة عن ذلك، ولذلك تكون تلك المسارات في اتجاه الرياح، كما عُرف أنها تحدث ليلًا وذلك تأثُرًا بدرجة الحرارة، وأنها مسؤولة عن تجمد المياه المكثفة على سطح الأرض.
الحقيقة أن المسئول عن تلك الظاهرة هو الثلج! وقد اكتشف هذا بعد سنين عديدة من المراقبة عن كثب لتلك الصخور، ويحدث هذا لأنه ليلًا يحدث تكثف لبخار الماء على سطح الأرض، ومن ثم تتجمد تلك المياه لتكون طبقة رقيقة جدًا من الثلج تسمح بتزلج الصخور عليها بواسطة الرياح، وفي الصباح تتبخر تلك الطبقة الرقيقة مخلفة وراءها مسارًا للصخرة المتحركة. والسؤال التالي هنا كيف توصل العلماء لحل ذلك اللغز المحير؟
كتابة: حازم محمود
تحرير: إسراء وصفي
تصميم: أمنية عبدالفتاح
