الفلسفةغير مصنف

القانون الثاني: قانون العطاء

المال كالنهر، يجب أن يبقى متدفقًا وجاريًا وإلا سيبدأ بالركود والاختناق، وخنق قوته الحياتية. الجريان والسيرورة يبقيانه زاخرًا، فاعلًا، وحيويًا.

كل علاقة هي واحدة من عمليات الأخذ والعطاء. العطاء يُنتج الأخذ، والأخذ يُنتج العطاء. ما يعلو يجب أن يهبط، وما يذهب يجب أن يعود ويرجع. في الحقيقة، التلقي هو العطاء نفسه؛ لأن الأخذ والعطاء هما جانبان مختلفان من تدفق المادة في الكون. وإذا أوقفت أحدهما، عبثت بذكاء الطبيعة.

في كل بذرة وعد بآلاف الغابات. لكن البذرة يجب ألا تُكتنز وتُخزن، يجب أن تعطي من ذكائها للأرض الخصبة، من خلال عطائها تصبح الطاقة غير المنظورة مادةً منظورة. فكلما أعطيت أكثر تلقيت أكثر؛ لأنك في هذه الحالة تحافظ على الوفرة في الكون المحيط في حياتك، ففي الحقيقة أيُّ شيء له قيمة في الحياة يتكاثر كلما أعطيته. وذلك الذي لا يتكاثر من خلال العطاء، لا يستحق العطاء ولا التلقي. إذا شعرت في فعل العطاء أنك خسرت شيئًا، فإن هذه الهبة لم تُعطَ في الحقيقة، ولم تسبب أية زيادة إذا أُعطيَتْ بحقد أو ضغينة، فلا طاقة ولا جدوى من وراء هذا العطاء!

الشيء الأهم من وراء الأخذ والعطاء هو (القصد)، فهو لازم ليُحدث حالة من السعادة لدى المعطي والمتلقي، ومن ثَمَّ تحدث الزيادة. يكون المردود مناسبًا للعطاء بصورة مباشرة عندما يكون صادرًا من القلب وغير مشروط. لهذا السبب، يجب أن يكون فعل العطاء مفرحًا باعثًا في النفس السرور.

إن ممارسة العطاء من أبسط الأمور. فإذا أردت أن تفرح، امنح الآخرين فرحًا. وإذا أردت أن تُحَب، تعلم كيف تُحِب الآخرين. وإذا أردت أن تحصل على اهتمام الناس وتقديرهم، تعلم كيف تهتم بالآخرين وتقدرهم.

تطبيق عملي لقانون العطاء:
سأضع قانون العطاء موضع التنفيذ، وأتعهد بالتزام الآتي:

1- أينما أذهب وأي شخص ألقى سأقدم له هدية. قد تكون ثناءً، أو زهرةً، أو دعاء. سأعطي شيئًا لكل إنسان أتصل به.

2- اليوم، سوف أتلقى شاكرًا، حامدًا، ممتنًا كل العطايا والأقدار.

3- أتعهد أن تبقى الثروة في حيز التداول دائمًا بتقبُل كل الهدايا القيمة التي يمنحني الله إياها. سأحيا مانحًا الحنو، المحبة، العناية، الاهتمام، الرحمة، والتقدير. وكل مرة أقابل فيها إنسانًا سأدعو له بالخير في صمت.

 

المصدر: كتاب القوانين الروحية السبعة للنجاح

 

كتابة: آيات أحمد

مراجعة: مصطفى طنطاوي

تصميم: أمنية عبد الفتاح

تحرير: زياد محمد

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى