تطور التقنية ووسائل الاتصال على مر العصور
على مر السنين، تطورت الوسائل التي استخدمها بنو البشر للتواصل مع بعضهم البعض بدءًا من الدخان حتى ما وصلنا إليه في عصرنا الحالي، إن واحدة من أكبر التطورات في مجال الاتصالات جاءت في عام 1831 عندما اخترع التلغراف الكهربائي، فعلى الرغم من وجود البريد كشكل من أشكال التواصل قبل هذا التاريخ، إلا أن الهندسة الكهربائية في القرن التاسع عشر كان لها تأثير ثوري.
وفي الوقت الحالي حلت الأساليب الرقمية محل جميع أشكال الاتصال الأخرى تقريبًا، وخاصة في مجال الأعمال.
عندما أنظر إلى الوراء في كيفية تقدم الاتصالات على مر السنين أجده أمرًا لا يصدق حقًا!
الهاتف:
في عام 1849 تم اختراع الهاتف وكان عنصرًا أساسيًا في المنازل والمكاتب في غضون 50 عامًا، لكن السلك الرابط بين السماعة وباقي جسم الجهاز كان يؤثر على مرونة وخصوصية الجهاز، ثم جاء الهاتف المحمول. في عام 1973 أنشأت موتورولا هاتفًا محمولًا بدأ سلسلة من التطورات التي حولت الاتصالات إلى الأبد.
كانت الهواتف الذكية المبكرة موجهة أساسًا نحو سوق الشركات وسد الفجوة بين الهواتف والمساعدين الرقميين (PDAs)، لكنها كانت ضخمة وكان عمر البطارية فيها قصيرًا. بحلول عام 1996 كانت نوكيا تُطلق الهواتف باستخدام لوحات مفاتيح QWERTY، وبحلول عام 2010 كانت غالبية هواتف Android تعمل باللمس فقط.
في عام 2007 كشف ستيف جوبز عن أول هاتف iPhone في العالم، ومهدت Apple الطريق لجماليات الهواتف الذكية الحديثة. بعد عام تم إطلاق متجر تطبيقات مركزي به 500 تطبيق أولي يمكن تنزيله، يوجد حاليًا أكثر من مليوني تطبيق متوفر في متجر تطبيقات Apple.
الإنترنت:
منذ منتصف التسعينيات كان للإنترنت تأثير ثوري على الاتصالات، بما في ذلك ظهور اتصالات شبه فورية عن طريق البريد الإلكتروني والمراسلة الفورية والمكالمات الهاتفية عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP) والمكالمات الهاتفية التفاعلية ثنائية الاتجاه ومنتديات المناقشة والمدونات والشبكات الاجتماعية.
جعل الإنترنت التواصل أسهل وأسرع، فقد سمح لنا بالبقاء على اتصال مع الأشخاص بغض النظر عن الوقت والمكان.
البريد الإلكتروني:
كناتج ثانوي لشبكة الويب العالمية، تم تقديم البريد الإلكتروني إلى العالم في عام 1991 (على الرغم من أنه كان يعمل قبل سنوات) وقد غير حياتنا إلى حد كبير -سواء كان ذلك للأفضل أو للأسوأ فإن هذا يعتمد على وجهة نظرك-، كان المستخدمون الأوائل لمنصة المراسلة هم الأنظمة التعليمية والعسكريون الذين استخدموا البريد الإلكتروني لتبادل المعلومات، في عام 2018 كان هناك أكثر من 3.8 مليار مستخدم بريد إلكتروني أي أكثر من نصف الكوكب. بحلول عام 2022 من المتوقع أن نرسل 333 مليار بريد إلكتروني شخصي وعملي يوميًا.
على الرغم من أن البريد الإلكتروني لا يقدر بثمن ولا يمكننا تخيل العالم بدونه، إلا أن هناك بعض الأدوات التي بدأت تعطي البريد الإلكتروني عملًا مقابل الأموال، على سبيل المثال الشركة التي أطلقت في عام 2014 وصفت في كثير من الأحيان بأنها قاتل البريد الإلكتروني. ومع ذلك، في حين أن Slack أصبح أداة الدردشة والإنتاج الأكثر شعبية في العالم التي يستخدمها 10 ملايين شخص يوميًا، إلا أن البريد الإلكتروني لا يزال قويًا، تقديرًا لهذا ضمنت ترقيات Slack أن الأشخاص الذين ما زالوا يعتمدون بشدة على البريد الإلكتروني لا يتم استبعادهم من العمل التعاوني.
التقنية التي يمكن ارتداؤها:
المثال الأول للتكنولوجيا القابلة للارتداء هو سماعة الهاتف المحمول التي تعمل يدويًا والتي تم إطلاقها في عام 1999 والتي أصبحت قطعة من التكنولوجيا مرادفة للعاملين في المدن، أعطت رجال الأعمال القدرة على الرد على المكالمات أثناء التنقل والأهم من ذلك أثناء القيادة.
قبل عشر سنوات كانت فكرة أنه يمكنك إجراء مكالمة فيديو من عنصر آخر بخلاف الهاتف بمثابة حلم خيال علمي، أما الآن ومع الساعات الذكية والنظارات الشمسية الصوتية وغيرها من التقنيات القابلة للارتداء الناشئة أصبحت هذه القدرات جزءًا من حياتنا اليومية.
الواقع الافتراضي (VR):
كان الجيل القادم من VR موجودًا منذ عام 2016 فقط، لكنه بالفعل يزعزع الاتصالات. إن جمال الواقع الافتراضي -التواجد- أنه يمكنك الاتصال بشخص ما في نفس المكان الذي هو فيه وفي نفس الوقت دون إضاعة الوقت وتكلفة السفر حتى لو كان المشاركون في قارات مختلفة.
ويُحسن الواقع الافتراضي من عملية التواصل كذلك، ففي مناقشة نموذجية فإن الكثير من المعلومات هي التواصل غير اللفظي الذي يمكن نقله في الواقع الافتراضي، تعمل نغمة الصوت والتردد وحركة الرأس واليد على تحسين فهم عواطف ووجهات المشاركين.
في الواقع، يدعي MeetinVR أن هناك زيادة بنسبة 25% في مدى الاهتمام عند الاجتماع باستخدام خاصية الواقع الافتراضي مقارنة مع مؤتمرات الفيديو.
تقنية 5G:
تعد تقنية 5G (الجيل الخامس) من شبكة المحمول بسرعات أكبر في تنزيل البيانات وتحميلها وتغطية أوسع واتصالات أكثر استقرارًا، هذه الفوائد ستؤدي إلى تحسينات كبيرة في التواصل، حيث سيصبح الاتصال الفوري ممكنًا ومكالمات الفيديو المحبطة غير المكتملة شيئًا من الماضي.
يبلغ متوسط سرعة نقل 4G المتوفرة حاليًا لهواتفنا الذكية حوالي 21 ميجابت في الثانية، 5G سيكون 100 إلى 1000 مرة أسرع. تلاحظ جمعية تقنية المستهلك أنه في هذه السرعة، يمكنك تنزيل فيلم مدته ساعتان خلال 3.6 ثانية فقط مقابل 6 دقائق على 4G أو 26 ساعة على 3G. سيتعدى تأثير الجيل الخامس خمسة أضعاف هواتفنا الذكية حيث سيسمح بتوصيل ملايين الأجهزة في وقت واحد.
بالتطلع إلى المستقبل هناك بالفعل ضجة حول 6G، على الرغم من أنه لا يزال قيد البحث الأساسي وعلى بعد حوالي 15-20 عامًا، إلا أنه مثير للاهتمام من وجهة نظر الابتكار. ستشكل 6G إطار عمل اليوتوبيا المتصل الذي نتطلع إليه، وسيأتي مع ذلك تحسينات لا حصر لها في سرعة واتساق اتصالاتنا.
كتابة: سمية عبد القوي
مراجعة: شيماء وصفي
تحرير: ميرنا عزوز
تصميم: أحمد محمد