الطب

النوروفيروس (Norovirus)

هي أحد أنواع الفيروسات المُنتشِرة بكثرة، والتي نتعرض لأمراضها مرات عديدة في حياتنا وذلك لتَعدُد أنواعها، ومن المعروف الآن أنَّ الأمراض التي تُسبِبها تلك الفيروسات لها أعراض مُميَّزة منها: الغثيان والإسهال والتَقيُؤ وآلام المعدة.
تُعتبَر هذه الفيروسات من أهم المُسبِبات المعروفة التي تُؤدِي إلى التهاب المعدة، وبمعنى آخر: إنفلونزا المعدة (Stomach Flu)، يُمكِن أنْ نُمثلِها باللص الذي يُحاوِل السرقة أو الاقتحام ولكنه شديد الانتباه ويُحاوِل بكل خفة تَجنُب الشرطة، وكذلك تكون طريقة هذه الفيروسات في الانتشار في الجسم.

يُمكِن الوقاية منها بواسطة الأمصال، ولكننا يجب أنْ نضع في الاعتبار أنَّ هذه الأمصال القادرة على التَحكُم الدائم بالفيروس تكون مُعدَّلة سنويًا، وذلك بحسب الأبحاث الجديدة التي تُنشَر بواسطة د.رالف (Dr. Ralph) من جامعة شمال كارولينا؛ حيث أنَّ الفيروسات تتطور وتُحاوِل تَجنُب الجهاز المناعي للجسم.

لتلك العدوى الفيروسية أعراض وخصائص مُميَّزة، حيث تَتميَّز بأنها مُعدِية للغاية، كما أنها تُسبِب الغثيان والقىء والإسهال وألم المعدة، وبعض الناس يُمكِن أنْ يُصابوا بالحمى أو الصداع أو ألم في الجسم، وبينما يتعافى مُعظَم الناس خلال أيام قليلة، قد يُعاني صِغار وكِبار السِن من مرض حاد نتيجة لهذه الفيروسات، ولا يُوجَد شيء أو علاج مُحدَد لها، إلا الحِفاظ على كميات المياه في الجسم فهو مُهم وضروري في تلك الحالة، وكما هو الحال مع الانفلونزا، تحدث أوبئة العدوى لفيروسات النوروفيروس وتنتشر بشكل دوري (ذلك ما يتم بصورة واضحة، ويحدث أغلب الوقت في أماكن التَجمُعات المُغلَقة مثل سُفن الرحلات البحرية)، ومُعظَم الناس يتعرضون لهذه الفيروسات مِرارًا وتِكرارًا خلال حياتهم، ويُعانون بسببها الكثير من الأمراض، وفي شتاء عام 2008، وجدت المَملَكة المُتحِدة (UK) أنَّ بها ضِعف عدد حالات الإصابة بالفيروس مُقارَنة بنفس الفترة في السنة السابقة.

وكما قُلنا فإنَّ النوروفيروس ستظل من أكثر الأسباب الرئيسية المعروفة والتي تُسبِب الأمراض التي سبق ذِكرها، وبعض الأبحاث الجديدة والدراسات قد بدأت في حل الطُرق المُعقَّدة التي تُنظِم تَطوُّر تلك الفيروسات والعدوى المُستمِرة، بما في ذلك التَفاعُل المُهِم بين الفيروس وجهاز مناعة الكائن المضيف والبكتيريا المُتعادِلة.

ويجب أنْ نُسلِط الضوء أيضًا على دراسات المُتطوِعين البشريين، والتي كان لها دور هام وفعَّال بشكل كبير في دراسة المُسبِبات المَرَضِية للنوروفيروس والمناعة، وعلى سبيل المثال: أظهرت تجربتان صغيرتان أنَّ تحصين الجُسيمات الشبيهة بالنوروفيروس يُوفِّر حماية من الأمراض الحادة لدى المُتطوِّعين، وقد سهلت دراسة استجابات الأجسام المُضادَة للنوروفيروس، ومع ذلك فإنَّ مثل هذه الدراسات مُقيَّدة بالقضايا المُتأصِلة في استخدام المُتطوِّعين البشريين؛ بما في ذلك عدم القُدرة على إجراء تجارُب التهابات في أوجه قصور وراثية وجرثومية مُعيَّنة، وعدم القُدرة على الحصول على عينات من الأنسجة على مدار فترة الإصابة، وأيضًا القيود المالية الكبيرة.

وهذه الفيروسات تتمتع بكونها سريعة الانتشار بين الناس، ويُعاني ملايين الناس من مخاطرها سنويًا، كما أنَّه في خلال الأيام الأُولى من التَعافِي من الأمراض الناتجة عنها يكون المريض مُعديًا بدرجة كبيرة.

ولكي نحمي أنفسنا من تلك الفيروسات الخطيرة، يجب أنْ نكون على دراية بأهمية وضرورة غسل اليدين بشكل دوري بالماء والصابون، وخصوصًا بعد استعمال المِرحاض وقبل تَناول الطعام أو تحضيره دائمًا، بالإضافة إلى غسل الفواكه والخضروات بحرص، وأيضًا بالنسبة لهُواة أكل المحار أو غيره من المأكولات الشبيهة فيجب طبخه جيدًا قبل أكله.
وكما قُلنا أنَّه حتى وبعد التَعافِي من الإصابة بهذه الفيروسات، فإننا نكون لا نزال قادرين على نشر العدوى، لذا لا يجب علينا أن نقوم بإعداد الطعام للآخرين طالما أننا مُصابون بهذا الفيروس وتظهر علينا أعراضه.

 

المصدر

 

كتابة: محمد خالد

مراجعة: ياسمين محمد

تحرير: أسماء مالك

تصميم: أحمد محمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى