التدخين يؤثر على كل أعضاء جسدك تقريبًا!
طبقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يقتل التبغ نصف المدخنين تقريبًا، بإجمالي وفيات يبلغ 8 ملايين شخصٍ كل عامٍ، منهم 7 ملايينٍ بسبب الاستخدام المباشر للتبغ، وحوالي 1.2 مليون هم غير المدخنين الذين يتعرضون للدخان، في 80% من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
يحتوي دخان التبغ على حوالي 7000 مادة كيميائية، وحوالي 70 من هذه المواد مرتبطة مباشرةً بالتسبب في السرطان. كما يُعد التدخين أحد عوامل الخطر لسرطان الفم، المريء، الكلى، عنق الرحم، الكبد، المثانة، البنكرياس، المعدة والقولون. وفيما يلي أثره على مختلف أعضاء الجسم:
الدماغ:
يزيد التدخين من احتمالية إصابتك بجلطةٍ دماغيةٍ مرتين إلى أربع مرات، والتي تسبب -في الغالب- تلفًا في الدماغ وأحيانًا الموت.
العظام:
يجعل التدخين العظام ضعيفة وهشة، مما يمثل خطورة بشكلٍ خاص بالنسبة للنساء؛ فهن أكثر عرضةً لهشاشة العظام أصلًا بسبب نقص إفراز هرمون الإستروجين (الذي يحمي العظام) بعد سن اليأس.
القلب والأوعية الدموية:
يسبب التدخين تراكم مادة (البلاك) في الدم، مما يؤدي إلى التصاقها بجدران الشرايين وتصلبها، فتجعلها أضيق، وهذا يقلل من تدفق الدم ويزيد من خطر الجلطات، بالإضافة إلى زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. كما أن المواد الكيميائية الموجودة في دخان التبغ تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الجهاز التنفسي:
لعل الجزء الأكثر وضوحًا في الجسم المتأثر بالتدخين هو الرئتان. وللأسف، قد يستغرق ظهور أمراض الرئة الناتجة عن التدخين سنواتٍ حتى تصبح ملحوظةً، وهذا يعني أنه لا يتم تشخيصه في كثيرٍ من الأحيان حتى يتم تطوره بشكلٍ كبيرٍ. يدمر التدخين الشعب الهوائية والحويصلات الهوائية في الرئتين، ويتسبب في عدة أمراضٍ خطيرةٍ، منها:
١- مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD):
مرضٌ طويل الأجل، يزداد سوءًا بمرور الوقت، ولا يوجد له علاجٌ حتى الآن. يسبب صوت الصفير (صوتٌ عالٍ يُسمع أثناء الزفير، وأثناء الشهيق في الحالات المتأخرة)، وضيق التنفس، وضيق الصدر.
٢- انتفاخ الرئة:
أحد أنواع الانسداد الرئوي المزمن، والذي يقلل من عدد الحويصلات في الرئتين نتيجة انهيار الجدران بينها، وهذا يدمر قدرة الشخص على التنفس -حتى عند الراحة- بدون أقنعة تنفس.
٣- التهاب الشعب الهوائية المزمن:
ينتج بسبب تراكم المخاط في مجرى التنفس، مما يؤدي إلى الالتهاب والسعال طويل المدى. يمكن لأنسجة الندبات والمخاط أن يَسُدَّا الشعب الهوائية بالكامل ويسببا العدوى. لا يوجد له علاجٌ حتى الآن، ولكن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يقلل حدة الأعراض. الأمراض الأخرى الناجمة عن التدخين تشمل: الالتهاب الرئوي، الربو، السل وبالطبع سرطان الرئة.
الفم:
يسبب التدخين رائحة الفم الكريهة، وتصبغ الأسنان، وكذلك أمراض اللثة، وفقدان الأسنان، وضعف حاسة التذوق.
الجهاز التناسلي:
النساء اللائي يُدَخِّنْ قد يصعب عليهن الحمل. بالإضافة للمخاطر على الطفل، مثل: الولادة المبكرة، الإجهاض، انخفاض الوزن عند الولادة، متلازمة موت الرُضَّع المفاجيء وأمراض الرُضَّع. يسبب التدخين كذلك العجز الجنسي لدى الرجال لأنه يضر بالأوعية الدموية في القضيب، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى موت الحيوانات المنوية، أو قلة عددها.
البشرة:
يقلل التدخين من كمية الأكسجين التي يمكن أن تصل إلى الجلد، مما يسرع عملية شيخوخة الجلد ويجعلها مجعدةً ورماديةً.
الإقلاع عن التدخين يقلل من المخاطر الصحية؛ فتقل احتمالات الإصابة بسكتةٍ دماغيةٍ إلى النصف -مقارنةً بالمدخنين- في غضون عامين. تنخفض مخاطر الإصابة بسرطانات الفم، والحلق، والمريء والمثانة إلى النصف في غضون 5 سنواتٍ. ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة بمقدار النصف بعد 10 سنواتٍ. بعد عامٍ من الإقلاع عن التدخين، يقل خطر الإصابة بنوبةٍ قلبيةٍ بمقدار النصف. بعد 15 عامًا، يصير الشخص كأنه لم يدخن مطلقًا. وبشكلٍ عامٍ، حالما تتوقف عن التدخين، ستتحسن حالتك الصحية، وسيبدأ جسمك في التعافي. فحاول الإقلاع من الآن!
كتابة: محمد محسن رشوان
مراجعة: ياسمين محمد
تحرير: زياد محمد
تصميم: عاصم عبد المجيد