الفيزياء والفلك

مجرة الألعاب النارية والأشعة السينية

اكتشف العلماء انفجارًا غامضًا لضوء الأشعة السينية الشديد الذي يَتوهَج من مجرة ​​الألعاب النارية (Fireworks Galaxy) البعيدة، وليس مُجرد مُستعر أعظم (supernova).
ولكي نكون مُنصفين، فقد بدأ ينفجر لبعض الوقت -على الأقل منذ عام 1917- (أي أنَّه قد استغرق 25 مليون سنة، وهي التي يستغرقها الضوء للسفر من تلك المجرة إلى الأرض)، عندما لمح علماء الفلك لأول مرة نجمًا كبيرًا ينفجر إلى مُستعر أعظم هناك.
ومنذ ذلك الحين اكتشف العلماء ما يَقرُب من اثنى عشر انفجارًا نجميًا في المجرة المُزدَحِمة، ولكن لا شيء يُشبه تمامًا تلك البقعة الخضراء الغامضة لضوء الأشعة السينية المَرئي والتي اكتشفها العلماء في تلك المرة.

ما الذي يجعل هذه البقعة مُميَّزة؟
بالنسبة للمُبتدئين؛ إنَّها ليست سوبرنوفا، إنَّ توقيع الأشعة السينية الذي اكتشفه مرصد نوستار (NOSTAR) التابع لناسا هو أكثر حيوية من توقيع المُستعر الأعظم النموذجي، ولكن الأهم من ذلك أنَّ انفجار الأشعة السينية النشط ظهر أيضًا واختفى من المجرة في حوالي 10 أيام -مَظهَر أكثر إشراقًا من المُستعر الأعظم-، والذي يُمكن أنْ يَسطُع ويتلاشى على مدى مئات الأيام.

لذا، فإنَّ الانفجار الأخضر للطاقة غير المَرئية قد لا يكون مُستعرًا أعظمًا، ما هو إذًا؟
تُقدِم دراسة نُشِرَت في 9 أغسطس في مجلة الفيزياء الفلكية (Astrophysics) بعض التخمينات، ومنها:
قال مُؤلفو الدراسة -الذين لمحوا الانفجار الغامض للطاقة عن طريق الصدفة أثناء دراسة المُستعرات العُظمى في مجرة ​​الألعاب النارية- أنَّ الانفجار الغامض ينطوي على الأرجح على أحد أقوى الأجسام في الكون، وربما ثقب أسود أو نجم نيوتروني يُمزِق أحدهما الجيران النجوم.

حيث أنّ الثقوب السوداء تتوهج حوافها الخارجية بإشعاع شديد عندما يتم سحب الأجسام القريبة إلى مدار الثقب الأسود، ومن المُمكِن وفقًا للبيان المُصاحِب للدراسة أنْ يكون مصدر الانفجار الأخضر هو ثقب أسود يلتهم نجمًا قريبًا، بينما يتمزق الثقل الساحق للثقب الذي يُحيط بالنجوم، يُمكن أنْ يبدأ الحُطام النجمي في الدوران حول الثقب الأسود، ويمكن للحُطام الأقرب إلى أُفق حَدَث الثقب أنْ يدور بسرعة كبيرة بحيث يُصبح أكثر حرارة بمئات المرات من شمس الأرض، مُشِعًا بذلك تلك الأشعة السينية.

يُمكن أنْ يكون النجم النيوتروني هو الجاني هنا، إنَّ النجوم النيوترونية التي تشغل تقريبًا نفس كُتلة شمسنا في كرة بحجم مدينة، تُمارِس قوة جذب ثقيلة أقوى بمليارات المرات من الأرض، ومع ذلك فإنَّ هذه الجثث النجمية تدور بسرعة شديدة لدرجة أنَّه قد يكون من المُستحيل على الحُطام القريب الوصول إلى سطح الجسم، نفس السبب الذي يجعل “القفز دائريًا لجسم يدور بسرعة آلاف الأميال في الساعة” كما قال الباحث الرئيسي في الدراسة هانا إيرنشو (Hannah Earnshaw) الباحث في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا (California Institute of Technology in Pasadena) في البيان.

ومع ذلك، في بعض الأحيان يُمكن أنْ يُؤدي التَمايُل في الحقل المغناطيسي لنجم نيوتروني إلى إبطاء الدوران بدرجة كافية حتى يتم سحب الحُطام إلى هالة النجم المُتوَهِجة، وهي ميزة مُشابِهة لما قد يحوم حول ثقب أسود؛ إنَّ سحب الحُطام من هذا القبيل قد يُؤدي إلى ظُهور واختفاء مُفاجِئ لانفجار الأشعة السينية مثل ما شُوهِد هنا.

إذا كان هذا هو الحال، فمن المُحتَمَل أنْ يظهر وميض آخر من الإشعاع في نفس المكان مرة أخرى، بعد تَمايُل بعض المجال المغناطيسي في المُستقبل؛ سيستمر العلماء في مُراقَبة مجرة الألعاب النارية للحصول على عروض مُتكرِرة مُحتَمَلة لهذا الحدث غير العادي من الأشعة السينية في انتظار نجم سيء الحظ سيخرج مع إثارة ضجة.

 

المصدر

 

كتابة: محمد عبد المعين

مراجعة: رضوى أحمد

تحرير: أسماء مالك

تصميم: عاصم عبد المجيد

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى