الفيزياء والفلك

ناسا تستغني عن تليسكوب (The Spitzer)!

تودع ناسا تليسكوب “The Spitzer” وهو من التليسكوبات الفضائية الأولية التي ساعدت العلماء على إلقاء النظر على الأجزاء المترامية للكون.

تم إطلاق التليسكوب الفضائي الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء في عام 2003، حيث بدأ مهامه الأولية خلال مدة قدرها 2.5 عام، واستمر في العمل لمدة 16 عام. انفقت ناسا حوالي 1.36 مليار دولار على المشروع من البداية إلى النهاية. لكن لا أحد يستطيع أن يقول أن سبيتزر لم يرق إلى مستوى الأهداف العلمية التي أُطلق من أجلها. وقالت فاريسا موراليس “Farisa Morales” عالمة فيزياء فلكية في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في كاليفورنيا: “لقد كانت رائعة البيانات التي زودنا بها سبيتزر”. علي مدار الأعوام الستة عشر، سمحت أعمال سبيتزر الفلكيين بالمرور عبر الزمان والمكان على حدٍ سواء وذلك بفضل كفاءته الفريدة في مراقبة الكون عبر الأشعة تحت الحمراء.

وقالت سوزان دود “Suzanne Dodd” مديرة البعثة السابقة خلال مؤتمر صحفي عقدته وكالة ناسا: “نحن نرفع الحجاب الكوني عن الكون. هناك أشياء يمكن أن نلاحظها مثل: السدم وإنفجارات السوبرنوفا والنجوم المحتضرة والقائمة تطول، وهي رائعة حقًا”.

ربما كان عمل سبيتزر الأكثر شهرة هو رصد سبعة كواكب تدور حول نجم يدعى TRAPPIST-1، واستطاع العلماء تفريق المدار المعقد لتلك الكواكب، ووجدوا أن الكواكب قريبة من حجم الأرض، ثلاثة منهم قد تكون درجة حرارة سطحهم مناسبة للاحتفاظ بالماء السائل عليه. لقد جعل سبيتزر نظام TRAPPIST-1 من أكثر الأنظمة المألوفة، وقد قال مايك فيرنر “Mike Wener” وهو عالم في المشروع خلال المؤتمر الصحفي: “إنه أفضل نظام شمسي خارج نظامنا”. كما أشار فيرنر إلى أهمية مثل هذه الأبحاث مثل تلك التي مكّن فيها سبيتزر العلماء من تحليل أنظمة الكواكب التي تدور حول النجوم القزمة “White Dwarf Stars”. الكثير من أعمال سبيتزر ركزت على النجوم حديثة النشأة حيث حاول العلماء فهم دورة حياة هذه الأشياء. وقالت عالمة الفلك لويزا ريبول “Luisa Rebull”: “لا يمكننا وضع نجم في المختبر ومشاهدته وهو ينتهي. الطريقة الوحيدة لفهم كيف تتشكل النجوم، هي محاولة دراسة أكبر عدد ممكن”.

سبيتزر له شراكة أيضًا مع بعثات أخرى، في عام 2005، عندما أطلقت ناسا مركبة فضائية تدعى “Deep Impact” للتصادم مع مذنب، كان سبيتزر جاهزًا لمراقبة الدراما التي ستحدث، وقال فيرنر عن تلك الملاحظات: “كانت أول نظرة على المادة البدائية المدفونة تحت السطح الخارجي لمذنب”.

ولا يقتصر إرث التليسكوب على العلم فقط، سبيتزر مسؤول أيضًا عن الكثير من الصور المذهلة للكون من حولنا، هذه الروائع هي مجموعة كبيرة من البيانات التي تُترجم إلى ألوان يمكن للعين البشرية رؤيتها.

 

المصدر

 

كتابة: احمد مغربى

مراجعة: سارة صلاح

تحرير: اسراء وصفى 

تصميم: عاصم عبد المجيد

اظهر المزيد

أحمد مغربي

مسئول قسم الفيزياء والفلك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى