القانون الثالث: قانون “الكارما” أو السبب والمُسبِب
“الكارما” هي الفعل ونتيجته التي تنجم عنه، إنها السبب والنتيجة معًا، لأنَّ كل فعل يُولّد طاقة تعود إلينا على الشاكلة ذاتها، لا يُوجد شيء غير مألوف بالنسبة لقانون “الكارما”، من الواضح أننا إذا أردنا أنْ نُحقق السعادة في حياتنا، فيجب علينا أنْ نتعلم زرع بذورها.
وأفضل طريقة لتطبيق قانون “الكارما”، هي أنْ تُصبح على دراية واعية بالخيارات التي تتخذها في كل لحظة، فأنتَ مَن يُحدد كيف تكون القصة، وكيف ستمضي الأمور، فقط باختيارك لردات الفعل تجاه ما يحدث لك وما يحدث حولك.
فلو أساء لكَ شخص ما، يُمكنك أنْ تستغرق يومًا أو أيام في الرد والتفكير في تلك الإساءة، ويُمكنك أيضًا أنْ تتجاهل أو تعفو، كلها قرارات وخيارات تصنعها أنتَ وتُحدد بها حاضرك ومُستقبلك.
عليكَ أنْ تتوقف لحظة لتتبين القرارات والاختيارات التي تتخذها؛ لأنكَ في هذه الحالة تنقلها من الحيز اللاواعي للحيز الواعي (المسؤول)، وعندما تُصبح قراراتك واختياراتك واعية، فهذا يمنحك السلطة ويمدك بالطاقة والقوة.
وقبل العزم على اتخاذ أي قرار، يُمكنك أنْ تسأل نفسك سؤالين: ما هي النتائج التي ستنجم عن هذا الاختيار؟ وهل سيُسعدني هذا الاختيار ويُسعد مَن حولي أو ينفعهم؟
لا تتردد في التنفيذ إذا كان الجواب (نعم)، أما إذا كان (لا) فلا تتخذه، وأنتَ في قرارة نفسك تعلم (نعم) أم (لا).
يُمكنك أنْ تستشير (جسدك) عند اتخاذك لأي قرار، وتنتظر الرد باستجابة بدنية تتمثل في شعورك بالراحة تجاه هذا الاختيار أو الشعور بعدم الراحة والانزعاج، القلب وحده يعرف الجواب الصحيح، رغم اعتقاد الناس بأنه عاطفي وتغلب عليه الرقة، لكنه ليس كذلك؛ فالقلب يُدرك بالحدس والبديهة وله صلات وروابط ليست مُعتمِدة على الحظ، إنه ينقر على الكمبيوتر الكوني والمعرفة الصافية المُطلقة، أحيانًا لا يبدو عقلانيًا، لكن له قدرات حاسوبية تتسم بالدقة وتتجاوز حدود الفِكر العقلاني.
أهم ما يُميّز قانون “الكارما”، هو ترقية وعيك تجاه كل ما يحدث لك من أزمات ومِحن، فأهم سؤال يجب أنْ يُلازمك في كل مرة تتعرض فيها لموقف صعب أو تمر بضائقة ما، هو: ما الذى يُمكننى تعلُّمه من هذه التجربة؟ ولماذا يحدث هذا؟ وما هي الرسالة التي يُقدمها لي الكون؟ وكيف يُمكنني أنْ أجعل هذه التجربة مُفيدة لي وللآخرين؟
أنتَ بوعيك وتفكيرك هذا تُحوِّل مسار قراراتك واختياراتك للأفضل، وتتجه بقوة نحو غايتك فى الحياة.
قد تفقد ثروة أو تتعرض لأزمة مالية أو صحية أو نفسية، كل هذا يحدث للجميع، لكن المُفلحون فقط هم مَن يتوقفون ليتسائلوا: ما الحكمة؟ وكيف تتحول هذه المحنة إلى منحة؟
فمن خلال ما تعرضتَ له، يُمكنك أنْ تُنتِج شيئًا، كتاب أو نصيحة أو علاج أو أفكار، تُجنِّب الآخرين الخسارة والمُعاناة وتُرشدهم لتحقيق النجاح والثروة، أو تُعلمهم كيفية التعامُل مع الأزمة والخروج منها بسلام، وفي نفس الوقت، يُحقق ما أنتجته وقدمته للناس لكَ المكاسب والأرباح المادية والمعنوية، وهنا تتحقق الوفرة ويكون (الخالق) قد سخَّر لك الكون، وسخَّر لك الألم والأزمة، فكل ما عليكَ فعله هو أنْ تستغل مُعاناتك وتُحسن التصرُف، وتُفكر في طريقة لتُجنِّب الآخرين مرارة مُعاناتك.
التطبيق العملي لقانون “الكارما”:
سأنتبه لكل قراراتي، وسأفكر في نتائجها بوعي وإدراك حقيقي، لأن أفضل طريقة للاستعداد للمُستقبل هي إحسان التصرُف في الحاضر.
سأسترشد بقلبي دائمًا، ولكي أضمن عدم الالتباس والتيه، سأعمل دومًا على إصلاح قلبي ووصله بالله، حينئذ مُستحيل أنْ يُضللني حَدَسي.
المصدر: كتاب القوانين الروحانية
كتابة: آيات أحمد
مراجعة: حمّاد عيسى
تحرير: أسماء مالك
تصميم: عاصم عبد المجيد