الطب

تقنيةٌ جديدةٌ واعدةٌ للسرطان تلوح في الأفق

في دراسةٍ جديدةٍ مثيرةٍ على الفئران، استطاع الباحثون تحويل الخلايا السرطانية لسرطان الثدي إلى خلايا دهنية. النتائج التي حققها الباحثون ما هي إلا خطوةٌ واحدةٌ في طريق علاج السرطان، ولكن تلك الخطوة تشبه خطوة “نيل أرمسترونج” على سطح القمر، تحمل الكثير من الآمال التي توحي بمستقبلٍ واعدٍ في علاج السرطان.

عند جرح إصبعك أو في مراحل تكون الجنين، فإن نوعًا من الخلايا، وهي الخلايا المبطنة (Epithelial cell)، يتحور ليُكَوِّن نوعًا من الخلايا الجذعية، وهي الخلايا اللحمية المتوسطة (Mesenchyme)، التي تتحول فيما بعد إلى ما تشاء من الخلايا. هذه العملية تسمى “EMT” وهي الانتقال من الخلايا المبطنة إلى الخلايا اللحمية المتوسطة (epithelial mesenchymal transition)، عُرِفَ لفترةٍ أن السرطان يستخدم إحدى الطريقين: EMT أو (MET) (mesenchymal epithelial transition) لينتشر في الجسم ويصيب أماكن مختلفة.

قام الباحثون بزرع نوعٍ خطيرٍ من سرطان الثدي البشري في إحدى الفئران، ثم قاموا بعلاجه بمزيجٍ من علاجٍ للسكر اسمه “rosiglitazone” مع علاجٍ للسرطان اسمه “tramitinib”؛ بفضل هذه الأدوية اتخذت الخلايا السرطانية إحدى الطريقين السابقين، ولكنها لم تنتشر بل تحولت إلى خلايا دهنيةٍ عن طريق عملية تصنيع الدهون (Adipogensis).

علاج السرطان يعمل على تحويل خلايا كالخلايا السرطانية إلى خلايا جذعيةٍ. ومن ثَمَّ، يزيد من تحويل تلك الخلايا من خلايا جذعيةٍ إلى خلايا دهنيةٍ. علاج السكري قليل الأهمية، ولكن عند دمجه مع علاج السرطان يزيد من فرصة تحويل الخلايا الجذعية إلى تلك الدهنية.

خلايا سرطان الثدي التي مرت بعملية EMT لم تتحول إلى خلايا دهنيةٍ فقط، بل توقفت عن التحور أيضًا، حسبما صرح الناشر المشرف “جيرارد كريستوفُري – Gerhard Christofori”، ولكن -وللأسف- لم تنجُ كل الفئران التي تضمنتها التجربة، فبعضها أصابه الفشل، مما يظهر بعض المخاوف إن طُبِّقَت تلك التجربة على البشر.

من المثير للبهجة أن منظمة الغذاء والدواء العالمية (FDA) قد صرحت بتداول هذين النوعين من الدواء، مما يتيح الفرصة لاستخدامهما للتجربة السريرية (التجربة على مرضى بشريين). في الوقت الحالي يدرس الباحثون إذا ما كان سيتم استخدام العلاج مع العلاج الكيماوي، وهل له أن يعمل على أنواعٍ أخرى من السرطان أم لا.

مستقبلًا، قد نتمكن من استخدام العلاج المبتكر في مزيجٍ مع العلاج الكيماوي المعتاد لخلق بيئةٍ تعمل على وقف النمو الأولي للخلايا السرطانية، بجانب منع انتشارها للخلايا المجاورة. ولكن، لا زالت الدراسة مجرد أبحاثٍ قيد الأوراق والتجارب المعملية، ولا ندري كم ستأخذ وقتًا لتخرج لنا على أرض الواقع لكبح جماح مرض السرطان، ولكن هذا لا ينفي كونها خطوةً مهمةً في طريق علاج السرطان.

 

المصدر

 

كتابة: نهاد عادل

مراجعة: ياسمين محمد

تحرير: زياد محمد

تصميم: عاصم عبد المجيد

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى