الفيزياء والفلك

كشف الغموض عن مصدر غبار المريخ

بسؤال المركبة الفضائية “Opportunity” عن شروط المعيشة على المريخ الآن، فكانت الإجابة أنه لازالت غير مُتوافرة بالصورة الكافية بعد.
ومع هبوب العواصف الترابية التي غمرت الكوكب بأكمله، أعلن العلماء في ذلك الحين عن اكتشاف شيء مُذهل وهو بحيرة مائية ضخمة مخبأة تحت جليد المريخ. وعلى السطح الظاهر من الكوكب يبدو كل شيء متسخ، وجاف، ومغطى بطبقات من غبار تلك العواصف.
ليُصبح هذا إضافة لأهم مؤكدات سبل الحياة على هذا الكوكب.

على كوكب الأرض، القوى التي تعمل على رفع الغبار من الصخور هي قوى تآكل طبيعية، مثل حركة الرياح، تيارات المياه، النشاط البركاني، وحركة الأنهار الجليدية وباعتبار المريخ مكان صخري فمن الممكن أن يتبع نفس الآلية.
ولكن على كوكب المريخ، تكون الأمور المتمثلة على سبيل المثال في الماء، النشاط الجليدي، وكذلك الظواهر الطبيعية الأخرى التي بإمكانها تفكيك جسيمات الصخور مثل تأثيرات النيازك عند أدنى صورة لها، لذلك يتكون فتات خشن وليس المسحوق الناعم.

ويطرح عالم الكواكب لوجيندرا أوجها “Lujendra Ojha”سؤاله الاستعجابي عن كيفية هبوب مثل هذا الكم من العواصف الترابية على كوكب مثل المريخ على الرغم من أن مثل هذه العمليات غير نشطة عليه.
وبعمله البحثي مع زملاؤه أجروا الكثير من التحاليل ليجيبوا على سؤاله، ومنها اكتشفوا أن هناك منطقة جيولوجية غامضة على كوكب المريخ هي السبب وراء هذه الكتلة الكثيفة من الغبار والتي تُقدر بنحو 3 تريليون كيلوجرام.
ويعتقد الفريق أن هذه المنطقة والتي ينبع منها كل ذلك هي تشكيل “Medusae Fossae” الغامض والذي يتميز بكونه ترسيب وصفته منظمة ESA”” ذات مرة بأنها وحدة واسعة من أصل مُبهم، وتركيبته خفيفة الوزن لذلك يكون أكثر عرضةً للتآكل على مدى مليارات السنين.

وصرح كيفين لويس ” Kevin Lewis” –أحد أعضاء الفريق البحثي وهو عالم جيوفيزياء الكواكب- في بيان له أن المريخ لم يكن قريبًا من هذا الغبار إلا إذا كان هذا الترسيب الضخم في حالة تآكل تدريجيُا نتيجة تلوث الكوكب بمرور الزمن.

هذا واكتشفت ناسا التشكيل الجيولوجي الذي يبلغ طوله 1000 كيلومتر (حوالي 620 ميلاً) في الستينيات من القرن الماضي، ولكن لم يكن بصورة تفصيلية كما استنتجوا هم الآن حيث وجدوا أن هذا الكوكب يشتمل على أنه أكبر رواسب بركانية معروفة في مجموعتنا الشمسية بالكامل النظام وبالتالي ما حدث من غبار نجم عن أصل بركاني.
ولمعرفة مصدر الغبار أيضًا، قام الفريق بمطابقة التركيب الكيميائي لغبار المريخ مع قراءات تشكيل Medusae” Fossae” الذي قامت به المركبة الفضائية Mars Odyssey” ” التابعة لوكالة ناسا.

كما يوضح أوجها “Ojha” أن الغبار في كل مكان على سطح الكوكب غني بالكبريت والكلور وبنسبة مميزة جدًا.
ووفقاً لحسابات الفريق، فإن هذا الانخفاض الحادث في الصخور البركانية على مدار حوالي 3 مليارات سنة سيعادل طبقة غليظة عالمية من غبار المريخ في الآونة القادمة، وسيُغطَي سطح الكوكب الأحمر بطوفان من الغبار الذى يتراوح ما بين 2 إلى 12 متراً (حوالي من 7 إلى 40 قدمًا).
وفي النهاية، جميعنا نعلم أن الأرض تشتمل على العديد من الملوثات ولكن عندما يتعلق الأمر بالعواصف الترابية والغبار يأخذ المريخ المرتبة الأولى.

 

المصدر

كتابة: سارة صلاح

مراجعة: عبدالله سمير

تصميم: عمر حسن

تحرير: رنا ممدوح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى