الثقة بين البشري والآلي
تنتشر الروبوتات المتقدمة في كل مكان في المجتمع، ونحن بحاجة إلى معرفة أنه بإمكاننا أن نثق بهم. في الوقت نفسه، نحتاج إلى التأكد من أن الروبوتات تثق بنا كبشر في مسائل غير مجهزة للتعامل معها، كما يقول الباحثون في بحث نُشِر منذ عدة أشهر في المجلة الأكاديمية ACM Transactions on Interactive Intelligent Systems””. هذا العمل -وهو تعاون بين جامعة ولاية بنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومعهد جورجيا لعلماء التكنولوجيا- هو محاولة لتطوير تعريف ونموذج للثقة يمكن أن يترجم بسهولة إلى كود برمجي. وعلى الرغم من كل شيء، لا يمكن أن يكون للروبوتات “شعور غريزي” بالثقة بشخص ما كما هو الحال مع البشر.
هذا هو التعريف الذاتي الذي استقروا عليه إلى حد ما، اعتقاد يحتفظ به المؤتمن، حيث يظن أن الوصي سوف يتصرف بطريقة تحد من المخاطر في حال كانت نتائج المؤتمن في خطر.
للوصول إلى هذا التعريف، احتاج العلماء إلى معرفة مدى استعداد البشر بالفعل للثقة في الروبوتات، والعكس، وعلى مدار أربع سنوات، قاموا بمراقبة ما يزيد عن 2000 مشارك بشري لعبوا سيناريوهات تحدت نظرتهم للروبوتات.
في بعض الحالات، كان على المشاركين أن يختاروا ما إذا كانوا سيتبعون إنسانًا آليًا إلى خارج مبنى محترق أم لا، وعلى الرغم من ذلك، ففي بعض الحالات، قد لاحظوا خلل ملاحة الروبوت قبل لحظات، وفي سيناريوهات أخرى، كان على المشاركين أن يقرروا ما إذا كانوا سيساعدون إنسانًا آليًا كان يطلب المساعدة في دخول غرفة تحت الإغلاق.
وعلى العكس من ذلك، اختبرت بعض التجارب استعداد الروبوتات للثقة بالبشر، حيث لعبت الروبوتات NAO في إحدى التجارب دور المقرضين واختيار المال لإقراض الإنسان على أساس مقدار المال الذي يرجعه في كل قسط، ومع مرور الوقت، التقطت الروبوتات نمط كل إنسان، فعلى سبيل المثال، فسر الروبوت إنسانًا يرجع مالًا أكثر كمؤشر على أن الإنسان يثق في الروبوت. للأسف نجد أنفسنا حاليًا في علاقة أحادية الجانب مع الروبوتات عندما يتعلق الأمر بالثقة ببعضنا البعض.
لكن هناك علامات جيدة للمستقبل، حيث ساعد العديد من المشاركين الروبوت -إذا طلب ذلك بشكل جيد- حتى في مواجهة المخاطر الشخصية، واتبع البعض الروبوتات على طول طريق متعرج بشكل خطير عبر مبنى محترق حتى بعد رؤية نفس الروبوت يضيع قبل دقائق فقط. وفي نفس الوقت، كان على البشر أن يكتسبوا ثقة أكبر بمقرضيهم الروبوتيين، مما يوحي بأننا قد نضطر للعمل بجد من أجل كسب مكاننا بين أسيادنا الآليين المستقبليين!
كتابة: سمية عبد القوي
مراجعة: عمر ياسر
تصميم: أحمد سرور
تحرير: رنا ممدوح