علاقة العلوم البيولوجية بعلم الفيزياء!
يراود الكثير منّا التفكير في ماهية العلاقة بين علميّ الأحياء والفيزياء أو إمكانية ترابطهما، وهنا سنعرض بصورة توضيحية طبيعة كل علم ومن ثم العلاقة بينهما.
إن علم الفيزياء بإيجاز هو علم دراسة الطاقة والمادة وكيفية تفاعل الاثنين معًا عبر الزمان والمكان، كما يهتم بالإجابة عن أسئلة حول سلوك الكون والأحداث التي تحدث في الطبيعة. أما العلوم البيولوجية أو علم الأحياء فهو دراسة الحياة والكائنات الحية ويتضمن هذا العلم أصل وتطور ووظيفة وهيكل وتوزيع الكائنات الحية، كما يهتم بمواضيع تشمل تصنيف الكائنات الحية، وتوضيح مدى قدرة الكائن الحي على تنظيم بيئته الداخلية، وكيفية تفاعل الكائنات الحية في بيئة معينة ويتضمن أيضًا التكيف والوراثة.
تكمن العلاقة بين العلمين في أن الفيزياء هي التي توفر الأساس لعلم الأحياء، فبدون الفضاء والمادة والطاقة والوقت -وهي المكونات التي تشكل الكون- فالكائنات الحية لن تكون موجودة، قال الفيزيائى “ريتشارد فاينمان Richard Fainman”: “إن كل شيء على الأرض مصنوعٌ من ذرات، أي وحدات أساسية من المادة وتتحرك باستمرار”. فإن الفيزياء تساعد في تفسير كيف تستخدم الخفافيش موجات صوتية للتنقل في الظلام وكيف تعطى الأجنحة الحشرات القدرة على التحرك عبر الهواء. ويقول “فينمان” أيضًا أن علم الأحياء ساعد في اكتشاف قانون بقاء الطاقة.
ويوجد العديد من التطبيقات البيولوجية الفيزيائية الأخرى كدراسة خاصية التوتر السطحي التي تفسر سير الحشرات فوق سطح الماء، واتخاذ قطرة الماء للشكل الكروي أو شبه الكروي، وأنه يمكن فصل مكوّنات الدم حيث يتم استخدام جهاز الطرد المركزي. ولا يعتمد العلمين دائمًا على بعضهما؛ فلا تستطيع الفيزياء فك شفرات الصفات في أشرطة “DNA”. لذلك تم اكتشاف الفيزياء الحيوية وهو علم يعتمد على النظريات والأساليب المتعلقة بالفيزياء لدراسة وتفسير النظم البيولوجية.
كتابة: سارة صالح
مراجعة: هدير أحمد
تصميم: أمنية عبدالفتاح
تحرير: يمنى جودي