الطب

اكتئاب ما بعد الولادة

الأم هي أكثر فرد في العائلة يفرح بولادة طفلها، فرائحة طفلها تشبه المسك والعنبر لها، أما صوته فهو كالموسيقى، وحركاته هي الحياة بروحها، لا يوجد أحد يضاهي الأم في فرحتها بمولودها، ولكن هل يمكن أن تفقد الأم تلك المشاعر والأحاسيس؟ بل هل يمكن أن تنفر الأم من طفلها وتخاف من حمله في يدها؟!

اكتئاب ما بعد الولادة، حالة من نوبات البكاء والقلق ومشاكل في النوم تصيب الأم بعد ولادة طفلها -في أغلب الأحيان لتلك التي تلد للمرة الأولى- إما أن يكون في اليومين أو الثلاثة أيام الأولى بعد الولادة، وينتهي الأمر وتعود الأم لطبيعتها، وهنا يسمى هذا النوع من الاكتئاب الكآبة النفاسية (Baby blues)، ولكن قد يمتد الأمر إلى شهور ليصبح اكتئاب ما بعد الولادة.

أعراض الكآبة النفاسية (Baby Blues)

  • التقلبات المزاجية.
  • القلق والتوتر.
  • الحزن والبكاء.
  • الشعور بثقل المسؤلية.
  • مشاكل في النوم والشهية.
  • الشعور بالدونية، الذنب والندم.
  • عدم الراحة والقلق الشديد.
  • في بعض الحالات يصل الأمر إلى انبعاث أفكار لإيذاء النفس أو الطفل.
  • تنتابها أفكار عن أنها قد تموت أو أفكار انتحارية.

قد يظن البعض أن اكتئاب ما بعد الولادة قد يصيب الأم فقط، ولكن بعض حالات الإصابة في الآباء أثبتت عكس ذلك، الآباء قد يُصابون أيضًا باكتئاب ما بعد الولادة، وتنتابهم نفس الأعراض التي تُصيب الأمهات من قلق وتوتر وبكاء وشعور بالإرهاق والتعب، الآباء المصابون بتلك الحالة غالبًا ما يكون لديهم تاريخ مرضي مع الاكتئاب أو مشاكل أسرية في صغرهم.

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

قد يخطئ البعض بين اكتئاب ما بعد الولادة والكآبة النفاسية، لكن اكتئاب ما بعد الولادة يظهر بشكلٍ أكثر حدةً ويمتد لفترةٍ طويلة تتخطى الأسبوعين، تلك الأعراض قد تظهر مبكرًا في الأسابيع الأولى بعد الولادة، أو تظهر مبكرًا عن ذلك أثناء الحمل، وفي بعض الأحيان الاكتئاب يحدث بعد عام من الولادة، وفي هذه الحالة قد يؤثر الاكتئاب لدرجة أن الأم لا تستطيع الاعتناء بطفلها، وأعراضه تتمثل في:

  • اكتئاب شديد مع تقلبات مزاجية حادة.
  • البكاء بكثرة.
  • صعوبة الترابط بين الأم وطفلها.
  • الانعزال عن الأسرة والأصدقاء.
  • فقدان الشهية أو الأكل بكثرة عن المعتاد.
  • عدم القدرة على النوم، أو العكس النوم لفترات طويلة.
  • الشعور بالإرهاق والتعب.
  • فقدان المتعة والبهجة.
  • القلق والغضب بشكلٍ كبير.
  • فقدان الأمل.
  • الشعور بأنها أم غير صالحة أو جيدة.
  • فقدان القدرة على التركيز واتخاذ القرارات.

متى تحتاج الأم لزيارة الطبيب؟

– في حال أن الأمر استمر لأكثر من أسبوعين.
– في حالة وجود أفكار لأذية النفس أو الطفل.
– عند وجود صعوبة في تقبل الأم للطفل وعدم قدرتها على التعامل معه.
– في حالة وجود صعوبة في إتمام المهام اليومية المعتادة مع عدم وجود مشكلة بدنية.
– مع ازدياد سوء الحالة النفسية.

قالوا قديمًا إذا عُرف السبب بطل العجب، ولكن هنا ماذا قد يكون السبب؟ حتى الآن لا يوجد دليلٌ قطعي على سبب حدوث اكتئاب ما بعد الولادة، ولكن يعتقد أن بعض العوامل قد تكون المسبب لاكتئاب ما بعد الولادة، مثل:

1- التغيرات البدنية:
بعد الولادة، يحدث هبوط حاد في مجموعة من هرمونات الجسم مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب.

2- المشاكل العاطفية

بجانب ذلك هناك بعض العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة مثل:

  • أن يكون للأم تاريخ مرضي مع الاكتئاب.
  • أن يكون للأم تجربة سابقة مع اكتئاب ما بعد الولادة.
  • التعرض لمشاكل وصعوبات خلال فترة الحمل.
  • الطفل لديه مشاكل صحية أو يحتاج لرعاية خاصة.
  • في حالة إنجاب التوأم.
  • في حالة وجود مشاكل في الرضاعة.
  • وجود مشاكل مادية وأسرية.
  • الحمل لم يكن مخطط له أو غير مرغوب فيه.

كيف يمكن للأم الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة؟ وما هو العلاج؟

العلاج يتضمن الدعم النفسي والمتابعة مع الطبيب، ولكن هل من طرق لتجنب حدوث اكتئاب ما بعد الولادة للحالات المشكوك في أمرها؟
نعم، طرق الوقاية كثيرة منها:
1- وضع خطة للدعم النفسي أثناء فترة الحمل، وذلك بمساعدة الطبيب الخاص بك والأسرة.
2- استقطاع وقت من اليوم لكي ولطفلك أثناء فترة الحمل.
3- مشاركة ما تشعرين به على الأقل مع فرد واحد خلال اليوم.
4- استمداد الدعم النفسي من العائلة والأصدقاء.
5- الحصول على كمية كافية من النوم.
6- جعل تناول الطعام أولوية، فما تأكله يؤثر على حالتك النفسية بشكل كبير.
7- الخروج من المنزل والتنزه لاستنشاق هواءً نقيًا، يعمل على تجديد الطاقة ويبعث الراحة والسكينة والسرور في النفس.
8- المشاركة في مجموعات الأمهات، فمشاركة التجارب والخبرات ستعود عليك بالنفع والراحة.

المصادر 1,2

كتابة: نهاد عادل

مراجعة: فاطمة نصر

تحرير: شيماء ربيع

اظهر المزيد

نهاد عادل

كاتبة بقسم الطب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى