استطاع فريق من العلماء الكنديين أن يحددوا هدفًا خلويًا جديدًا لإضعاف بكتيريا الـ “Pseudomonas aeruginosa”، وهي نوعٌ خطيرٌ من البكتيريا والتي تهدد حياة المرضى الذين يعانون من التليف الكيسي”cystic fibrosis”. وقد حدد الباحثون وسائل جديدة لمكافحة البكتيريا المقاومة للأدوية، والتي تشكل تهديدًا عالميًا؛ إذ أنه لا يُعرف الكثير عن الآليات التي تستخدمها هذه البكتيريا لمقاومة الأدوية، وهي استراتيجية تجعل البكتيريا غيرَ متأثرة بالمضادات الحيوية، بل إنها تكون غير قابلة للقتل! مما يؤدي إلى صعوبة شديدة في الكشف عن الأمراض المُعدية وعلاجها.
وقد اكتشف فريق بحثيّ يُسمی RI-MUHC هدفًا خلويًا جديدًا يُمكن أن يُضعف البكتيريا “Pseudomonas aeruginosa”، وهو ميكروبٌ قوي وقد يكون عاليَّ التحملِ للعديد من المضادات الحيوية، وبالتالي فهو مضاد للعلاج بالمضادات الحيوية، وباكتشافِ هذا الهدف الخلوي الجديد فإن ذلك سيساعد في تحسين فاعلية المضادات الحيوية.
فبكتيريا الـ”Pseudomonas aeruginosa” المُسبِبة لعدوى الرئة، هي السبب الرئيسي لوفاة آلاف من الأشخاص الذين يعانون من مرض التليف الكيسي، ولا يُمكن علاجه حتى إذا تم تناول عدد من المضادات الحيوية في آنٍ واحد، كما أنها تُسبب أيضًا العديد من الإصابات الخطيرة الأخرى للأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
وتم إدراج P. aeruginosa ضمن “بكتيريا الكابوس” من قِبل “Centers for Disease Control and Prevention” (CDC) في الولايات المتحدة، مع حوالى 51000 إصابة مرتبطة بالرعاية الصحية، والتي تُؤدى لوفاة حوالي 400 شخصٍ كل عام. وهو سببٌ شائعٌ للعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية مثل: الالتهاب الرئوي، مجرى الدم، التهابات المسالك البولية وإصابات الأماكن التي تم إجراء عمليات جراحية بها.
والعديد من البكتيريا، مثل P. aeruginosa، عندما تنمو ببطءٍ أو لا تنمو على الإطلاق، تصبح مقاومة للمضادات الحيوية. وهذه مشكلة؛ لأن العديد من حالات العدوى المزمنة تحدث بسبب البكتيريا التي تنمو ببطء أو تدخل في حالة سباتٍ عميقٍ عندما تقيم داخل مضيفٍ حي، وهذا يؤدي إلى فشل المعالجات.
وقد وجد الباحثون أنه عندما تتعرض P. aeruginosa للإجهاد أو تفتقر إلى المغذيات، فإنها تستخدم نظام إشارات الإجهاد وإنزيم الدفاع (superoxide dismutase) لتعديل غشاء الخلية، مما يجعله أقل نفاذيةٍ للجزيئات، ويمنع المضادات الحيوية من اختراق الخلية! ووجد الباحثون أن تثبيط نشاط الإنزيم أو نظام زيادة الإجهاد يمكن أن يجعل البكتيريا أكثرَ تأثرًا للمضادات الحيوية.
وكان دائمًا سبب عدم فلاح المضادات الحيوية في مكافحة البكتيريا هو حقيقة أن أهداف المضادات الحيوية داخل الخلية البكتيرية تكون غير متوفرة أو غير نشطة. أما الآن فلقد تم تحديد صلة جديدة بين إنزيم الدفاع عن الإجهاد، وتنظيم نفاذية الغشاء ومقاومة المضادات الحيوية، وعلى المدى الطويل فإن اكتشاف هذا الهدف الخلوي يمكن أن يوسع من فائدة المضادات الحيوية ويجعلها أكثر فعالية.
كتابة: آلاء عمارة
مراجعة: آية أحمد
تصميم: عمر حسن
تحرير: هدير رمضان