كانت سنة 2018 سنةً مهمةً بالنسبة لرحلات الفضاء، لكن هذه السنة لم تنتهِ بعد، فإن المركبة OSIRIS-REx لديها مهمةٌ رئيسية لتنجزها وهي الدوران حول الكويكب Bennu القريب من الأرض. استكملت المركبة رحلتها البالغة 2 مليار كيلومتر للوصول إلي الكويكب، والآن هي على بُعد 19 كيلومتر من السطح. حيث أن المهمة الرئيسية للمركبة هي أن تقوم بمسح الكويكب مسحًا أوليًا دقيقًا، وذلك لتحسين تقديرات معدل الكتلة والسرعة للكويكب، وكذلك لإنتاج نموذج أكثر دقة لشكل الكويكب، وبالتالي تحديد مواقع تجميع العينات لاحقًا.
قبل اقتراب المركبة حول الكويكب بينو، تمتلك المركبة قدرًا كبيرًا من الحرية أثناء الطيران. ويقول دانتي لوريتا (Dante Lauretta) وهو المحقق الرئيسي في OSIRIS-REx: “أُطلق على المركبة أثناء حركتها الحرة بالطائر الطنان، فعندما تكون في حالة الجاذبية الصغرى، فإنك تخرج عن مفهومك عن الديناميكيات المدارية، حيث يمكنك تغيير الطائرات أو ترك المدار، وكذلك العودة للمدار مرةً أخرى. يمكنك القيام بكل هذه الأشياء التي لو كنت حول مدار المريخ لما استطعت القيام بها”. ووصف الأسبوع الذي قضاه في العمل مع فريق OSIRIS-REx بأنه الأسبوع الأعظم في رحلته المهنية، وأنهم رأوا حوالي 30% فقط من سطح الكويكب بالتفصيل.
دخلت المركبة مدار بينو في 31 من ديسمبر، وسيكون أصغر جسم تدور حوله المركبة. عبّر دانتي عن فخره بما أنجزوه حتى الآن قائلًا: “يفخر فريق أوزيريس-ريكس بعبور معلم رئيسي آخر خارج قائمتنا، وتظهر البيانات الأولية أن هذا الكويكب له قيمة علمية استثنائية، ولا يمكننا الانتظار لبدء استكشافنا لبينو بجدية، لقد كنا نستعد لهذه اللحظة منذ سنوات، وها نحن الآن مستعدون”.
تعمل المركبة على معرفة وتسجيل الأماكن التي يمكن أخذ عينات منها، وبالتالي تكون هذه العملية أكبر مهمة أميركية لنقل عينات من كويكب إلي الأرض منذ عهد ابولو. كما أنها ستكون أول دراسة لكويكب بدائي من هذا النوع، فهو غني بالكربون والجزيئات العضوية التي تُشكل الحياة على الأرض. حيث كانت المركبة في نهاية شهر ديسمبر للعام الماضي، كانت على ارتفاع 1.25 كيلومتر من سطح بينو. وفي فبراير 2019 ستبدأ المركبة في تنفيذ خطتها لمعرفة مواقع العينات، كما أن المركبة ستهبط على السطح لفترةٍ وجيزة لتعود إلي الأرض عام 2023.
كتابة: سارة محمد
مراجعة: نهاد حمدي الزين
تصميم: أمنية عبد الفتاح
تحرير: إسراء وصفي
