هل يمكن أن يستقر البشر على القمر؟
ماذا لو كان البشر يستطيعون السفر والعيش على القمر؟ هل هذا ممكن حقًا؟ هذا بالتحديد ما تحاول وكالة الفضاء “ناسا” التركيز عليه.
أعلنت الوكالة الفضاء الدولية “ناسا” عن خطتها، والتي سُميت ببعثات أرتميس (Artemis) لإرسال أول امرأة على سطح القمر، وذلك بحلول عام 2024. ولكن قبل البدء بمهمة تاريخية كهذه لابد من أخذ جميع الاحتياطات، لذا؛ تنوي وكالة ناسا بإرسال بعثتين إلى القمر؛ بهدف اختبار المركبة الفضائية الجديدة أوريون (Orion).
إذا نجحت ناسا في إرسال رواد الفضاء إلى القمر على مدار الأربع سنوات القادمة، ستعمل ناسا على إرسال بعثات من الناس للهبوط على القمر مرة واحدة سنويًا على الأقل.
وبناءً على هذا، قررت ناسا بناء أول قاعدة قمرية دائمة بحلول عام 2030، كما تأمل في بناء محطة فضائية تدور حول القمر لدعم الرحلات من وإلى سطح القمر.
والآن نعرض بعض الخطوات التي ستقوم بها الوكالة لدعم بعثات (Artemis).
إرسال بعثتان ناجحتان قبل البدء في إرسال الناس إلى القمر
1- أول مهمة لبعثات أرتميس هي أرتميس1 (Artemis1)، وفيها سيتم إطلاق الكبسولة أوريون على متن نظام الإطلاق الفضائي التابع لناسا -وهو صاروخ فضائي ضخم-.
لن تحمل هذه الرحلة أية ركاب، لكن ستبقى المركبة في مدار القمر لمدة ثلاثة أيام لقياس قدرتها على الذهاب والعودة. من المخطط أن تنطلق هذه المهمة في شهر نوفمبر من العام القادم.
2- تتهيأ الوكالة لإطلاق البعثة الثانية (Artemis2)، ولكن هذه المرة ستحمل البعثة أربعة رواد فضاء لجزء بعيد في القمر يبعُد ربع مليون ميل من الأرض.
ستحمل المركبة الرواد إلى جزء بعيد من الفضاء لم يسبق أن زاره أحد إلى الآن.
ستكون مدة هذه الرحلة 10 أيام، وهي مجرد اختبار لقدرة المركبة أوريون على نقل البشر من وإلى القمر. ستنطلق هذه الرحلة في أغسطس من عام 2023.
إرسال البعثة الثالثة لأرتميس والتي ستتم في عام 2024
ستنطلق هذه الرحلة لتحمل المركبة أوريون رواد الفضاء إلى القطب الجنوبي من القمر ثم إعادتهم إلى الارض مرة أخرى.
يعتبر الهبوط على القطب الجنوبي من القمر أكثر صعوبة، لذا؛ تحتاج الوكالة إلى تأمين نظام هبوط بشري -مركبة فضائية لنقل رواد الفضاء من المدار إلى سطح القمر-. وتتعاون الوكالة بالفعل مع ثلاث شركات فضائية تجارية Blue Origin وDynetics وSpaceX لتطوير نماذج أولية لهذا النظام.
يوجد في القطب الجنوبي من القمر مخزون من المياه المجمدة تحت السطح يمكن استخراجه وتذويبه لاستخدامه في أكثر من مجال.
تعمل ناسا على تصميم وتوفير بدلات فضائية جديدة تشبه بعض الشيء ما ارتداه طاقم أبوللو، إلى جانب تزويد الخوذة بأفضل وأحدث التقنيات التكنولوجية وذلك لتسهيل اتصالهم بالأرض.
بعد نجاح تلك المهمات، تصبح ناسا جاهزة لإرسال بعثات يهبط فيها البشر على القمر مرة واحدة سنويًا على الأقل.
تأمل وكالة ناسا الآن في بناء محطة تدور في مدار القمر تشبه محطة الفضاء الدولية، كما تشترك أكثر من شركة في بناء هذه المحطة مثل: روسكوموس الروسية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية، ووكالة الفضاء الكندية.
ولكن، كم سيُكلف مشروع كهذا؟
تطالب وكالة ناسا الكونجرس الأمريكي بما يقارب من 28 مليار دولار لدعم هذا المشروع، كما طلبت مبلغًا يُقدّر ب 3.2 مليار دولار لتطوير نظام الهبوط البشري، ولكن لم يوافق الكونجرس إلا على ما يقارب 630 مليون دولار.
قال بريدنشتاين رئيس وكالة ناسا أنه بدون التمويل الكامل من الكونجرس لن تصل الوكالة إلى القمر في عام 2024، على الرغم من أنها قد لا تزال تحاول الوصول إلى هناك في أقرب فرصة ممكنة.
هل ستتوفر كل تلك المبالغ؟ هل سيتم مشروع كهذا على أرض الواقع، أم سيبقى مجرد تخطيط مع وقف التنفيذ؟ حتى الآن لا يمكننا توقع أي شيء.
كتابة: سارة محمد
مراجعة: أحمد مغربي
تحرير: محمد لطفي