الحصبة
على الرغم من أنه مرض يُصيب اﻷطفال غالبًا، إلا أنه قد يُصيب المرء في أي مرحلة عمرية طالما لم يُصاب به من قبل.
-
لمحة عن التاريخ
قبل عمل اللقاح، كان يُقدّر إصابة ثلاثة إلى أربعة ملايين شخصًا كل عام في الولايات المُتحدة اﻷمريكية، منهم 400 إلى 500 حالات وفاة، 48 ألفًا يدخلون المُستشفى من أجل الرعاية، ويُصاب حوالي ألف شخص بالتهاب الدماغ.
وفي عام 1954، حدث تفشي للحصبة في بوسطن بين طلاب المدارس، لذا قام العلماء بسحب عينات من العديد من اﻷطفال المُصابين، وتمكنوا من عزل الفيروس من عينة طفل يبلغ الثالثة عشر من العمر.
في عام 1989، حدث تفشي للحصبة بين اﻷطفال الحاصلين على اللقاح، ولهذا تقرر إعطاء جرعة ثانية لجميع الأطفال، لا جرعة واحدة، وبهذا قلت أعداد المُصابين به بدرجة كبيرة.
حتى أنه أُعلن القضاء على الحصبة تمامًا في الولايات المُتحدة اﻷمريكية في عام 2000، وذلك لغياب انتقال المرض لمدة وصلت إلى اثنى عشر شهرًا مُتواصلة.
-
ما هي أسبابه؟
الحصبة مرض شديد العدوى، نتيجة لفيروس يتضاعف داخل أنف وحنجرة الشخص المُصاب، وعندما يتحدث أو يسعل أو يعطس هذا الشخص المُصاب، فإنَّ رذاذات من هذا المرض تنتشر في الجو، كما تسقط على اﻷسطح، ولهذا يسهل انتشاره بين الناس، حوالي نسبة تصل إلى تسعين بالمائة من اﻷشخاص الذين تعرضوا لهذه الرذاذات قد يُصابوا بالمرض.
-
ما هي أعراضه؟
هذا المرض يحدث على مراحل مُتتابعة، في مدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، هذه المراحل تشمل:
-
مرحلة الإصابة
في أول عشرة إلى أربعة عشرة يومًا بعد اﻹصابة، يكون الفيروس في فترة حضانة مع عدم وجود أي أعراض على اﻹطلاق.
-
مرحلة اﻷعراض غير المُحددة
حُمَّى بسيطة إلى مُتوسطة مصحوبة بسعال مُستمر، وارتشاح في اﻷنف، والتهاب في العينين، والتهاب بالحلق، تستمر هذه المرحلة حوالي يومين إلى ثلاثة أيام.
-
مرحلة الطفح الجلدي
عبارة عن بقع حمراء صغيرة، بعضها يرتفع عن السطح قليلًا، يتميز باﻵتي: يظهر أولًا على الوجه، ثم بعدها بعدة أيام ينتقل إلى اليدين والجذع، وأخيرًا إلى الفخذين والساقين والقدمين، وبعدها يبدأ في الاختفاء بنفس ترتيب ظهوره.
ويُصاحب ظهور الطفح ارتفاع في الحُمّى، تصل إلى 40 -41 سيلزيوس.
-
متى يُمكن اﻹصابة به؟
ذكرنا مُسبقًا سبب اﻹصابة، لكن لم نذكر المدة، يُمكن للشخص المُصاب أنْ ينقل العدوى لغيره في مدة حوالي ثمانية أيام، أربع أيام قبل ظهور الطفح الجلدي، وأربع أيام أُخرى بعد ظهور الطفح.
يجب التنويه بأنَّ مَن يُصاب به مرة، يُصبح لديّه مناعة ضده، ولا يُصاب به مرة أُخرى مدى الحياة.
-
ما هي مخاطره؟
▪ عدوى باﻷذن: من أشهر المخاطر حدوث عدوى بكتيرية باﻷذن.
▪ التهاب لكل من: الحنجرة والشُعب الهوائية.
▪ التهاب رئوي.
▪ التهاب في الدماغ: وهذا قد يحدث بعد الحصبة مُباشرة، أو بعدها بعدة أشهر.
-
ما هي العوامل التي تزيد من احتمالية اﻹصابة بالمرض؟
▪ شخص لم يأخذ اللقاح الخاص بالمرض.
▪ شخص مُحبّ للسفر، وقد يُسافر إلى الدول النامية المُنتشر بها المرض.
▪ شخص لديّه نقص في فيتامين أ.
-
إذا أُصيب فرد من اﻷسرة به، ما هي اﻹجراءات المُتبعة لحماية باقي اﻷسرة؟
أولًا: يجب عزل هذا الفرد في غرفة مُنفردًا، وإبقائه بعيدًا عن أقرانه، وخصوصًا اﻷطفال.
ثانيًا: يُمكن للشخص الذي تَعرَّض للفرد المُصاب أنْ يأخذ اللقاح -إذا لم يأخذه مُسبقًا- في خلال 72 ساعة من التعرُّض، وبهذا يُمكن حمايته، وحتى إذا اُصيب يكون المرض أقل حدة وأقصر في المدة.
-
ما هي وسائل الوقاية في المُطلق؟
الإجابة في كلمة واحدة، ألا وهي (اللقاح).
الجرعة اﻷُولى: تُعطى للرضع ما بين 12 إلى 15 شهرًا.
الجرعة الثانية: ما بين 4 إلى 5 سنوات للأطفال.
وإذا كان لدى العائلة رحلة سياحية إلى منطقة قد يتواجد بها المرض، يجب المُناقشة مع الطبيب المُختص في إمكانية حصول الطفل على الجرعة الثانية مُبكرًا.
-
هل يُمكن للبالغين الحصول على اللقاح؟
يُمكن، إذا كان لديّهم عمل فى أماكن بها المرض، ولا يُوجد دليل معهم بأنهم قد أخذوا اللقاح مُسبقًا.
قبل اختراع اللقاح، كان كل اﻷطفال يُصابون بالحصبة حتى وصولهم لعمر الخامسة عشر، لذا في عام 1954، قام مجموعة من العُلماء بسحب عينة دم من كل اﻷطفال المُصابين لعزل الفيروس والتعرُّف عليه، وتمكنوا في عام 1963 من إنتاج اللقاح الخاص به، وفي عام 1968 تمَّ إنتاج لقاح مُحسَّن عن اللقاح السابق، وتمَّ توزيعه بين البلدان.
واللقاح المُستخدَم حاليًا عبارة عن لقاح ضد ثلاثة أمراض: الحصبة والنكاف والحصبة اﻷلمانية.
وفي الآونة اﻷخيرة انتشرت موضة لدى الغرب، بأنْ يرفض الآباء إعطاء أي لقاح لأبنائهم، مما أدى إلى زيادة ظهور الحصبة مرة أُخرى، ففي عام 2014، ما بين 1 يناير و23 مايو، أعلن مركز مُكافحة اﻷمراض عن 288 حالة مُثبتة للحصبة: 200 منهم لم يتلقوا اللقاح، أي ما يُعادل 69 بالمائة من الحالات.
كتابة: أبرار عبدالمنعم
مراجعة: هند عادل
تحرير: اسماء مالك
تصميم: عائشة فاروق