الطب

كيف ساعد الذباب الرملي على انتشار داء الليشمانيات؟

داء الليشمانيات (leishmaniasis) هو مرض طفيلي ناجم عن طفيل الليشمانيا الذي يعيش عادة في ذباب الرملي المصاب، وينتقل الداء عن طريق لدغة ذبابة رملية مصابة. يتوطن المرض في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وينتشر في ٨٨ بلدًا في العالم، يبلغ عدد المصابين به ١٤ مليون شخص، ويعد ٣٥٠ مليون شخص آخرين عرضة للإصابة.

صرحت منظمة (أطباء بلا حدود) أن داء الليشمانيا يُعد المرض الطفيلي الأشد خطرًا بعد الملاريا، كما لاحظت المنظمة أيضًا أن مناطق انتشار المرض عادةً ما تكون المناطق البعيدة التي لا يتوفر بها إمكانيات كافية للوقاية والعلاج.

تنقسم الليشمانيا إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الجلدي والتجويفي والجلدي المخاطي، يعتقد العلماء أن هناك 20 فصيلة من الليشمانيا تستطيع أن تنقل المرض، و تندرج كل مجموعة منهم تحت نوع من الأنواع.

1- داء الليشمانيات الجلدي:
هو النوع الأكثر شيوعًا، ويسبب قرحة على الجلد. ويمكن الشفاء منه دون أخذ علاج، ولكن مع ذلك فإن العلاج يساعد على الشفاء بسرعة أكبر ويمنع تفاقم الأعراض.

2- داء الليشمانيات الجلدي المخاطي:
نادرًا ما يحدث، ويكون تباعًا للشكل الجلدي، ويمكن أن يحدث بعد عدة أشهر من شفاء تقرحات الجلد. فى هذا النوع، تنتشر الطفيليات إلى الأنف والحلق والفم، قد يؤدي هذا إلى تدمير جزئي أو شامل في الأغشية المخاطية في هذه المناطق. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الداء يعتبر نوع فرعي من الشكل الجلدي، إلا أنه أكثر خطورة ويستوجب الخضوع للعلاج.
3- داء الليشمانيات التجويفي:
يُعرف أيضًا باسم داء الليشمانيات الجهازي أو الكالاازار”kala azar”. لا تظهر أعراضه بعد لدغة الذبابة مباشرة، بل تظهر بين شهرين إلى ثمانية أشهر بعد اللدغة. يُضر بالأعضاء الداخلية مثل الطحال والكبد، ويؤثر أيضًا على نخاع العظام والجهاز المناعي. ولذلك يُعد قاتلًا إذا لم يخضع المريض للعلاج.

تعيش طفيليات الليشمانيا وتتكاثر داخل أنثى ذبابة الرمل، والتي تكون نشيطة في البيئات الرطبة الدافئة وفي الليل. أيضًا يجب توخي الحذر من بعض الحيوانات مثل الكلاب فقد تكون بمثابة خزان للطفيليات، فيحدث انتقال للطفيل من الحيوان إلى الذبابة ومنها إلى الإنسان. ينتقل أيضًا الداء من إنسان مصاب إلى آخر غير مصاب عن طريق نقل الدم أو استخدام إبر مشتركة، وفي بعض الأحيان قد يحدث الانتقال من إنسان مصاب إلى ذبابة رملية غير مصابة.

ينتشر مرض الليشمانيا في كل مكان حول العالم باستثناء أستراليا والقارة القطبية الجنوبية. وحدثت أغلب الحالات الجلدية في الأمريكتين، آسيا الوسطى، حوض البحر الأبيض المتوسط و الشرق الأوسط. أما أغلب الحالات التجويفية فقد حدثت في البرازيل، أثيوبيا، الهند، كينيا، الصومال وجنوب السودان.

تؤثر العوامل البيئية والمناخية بشكل كبير على انتشار المرض خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتُعد الظروف الاجتماعية والاقتصادية ذات أثر كبير أيضًا، حيث أقرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الفقر يزيد من عوامل الإصابة بالمرض عن طريق سوء التغذية والمجاعات ونقص الموارد المالية.
ويساعد أيضًا ضعف الجهاز المناعى على الإصابة بالمرض، فالأشخاص المصابون بفيروس المناعة البشرية، تزيد لديهم خطورة الإصابة بمرض الليشمانيات التجويفي.

 

المصدر

 

كتابة: محمد احمد

مراجعة: ندي اسامة

تصميم: امنية عبدالفتاح

تحرير: اسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى