هل مسموح للأطفال في سن مبكرة بمشاهدة التلفاز؟
بمناسبة اليوم العالمي للطفل 20 نوفمبر، يتفق معظم الخبراء على أنه لا ينبغي على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين مشاهدة التلفزيون.
مدى تأثير التلفاز على الأطفال:
تأثير التلفزيون على الأولاد، وخاصةً الأطفال، موضوع مثير للجدل، إذ ظهرت مجموعة من الدراسات والإحصائيات كل عام حول عادات الأطفال في مشاهدتهم للتلفاز، وقد بدا بعضها مقلقًا، ويشاهد الطفل الأمريكي العادي حوالي أربع ساعات من التلفزيون يوميًا، في حين أن 20 بالمائة من الأطفال دون سن الثانية لديهم أجهزة تلفزيون في غرفهم.
ومن بين الأطفال الذين يبلغ عمرهم 3 أشهر أو أقل، 40% يشاهدون التلفاز، مع زيادة النسبة بشكل كبير للأطفال من سن سنتين وما فوق، وجدت دراسة أجريت في عام 2003 أن الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 6 سنوات يقضون في المتوسط ساعتين في اليوم في التعامل مع “وسائط الشاشة” مثل أجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو.
هل برامج الفيديو تضر الأطفال؟
كما كشفت الدراسة عن وجود علاقة بين الوقت الذي تقضيه في مشاهدة التلفزيون، وصعوبة القراءة، ودفعت العديد من هذه الدراسات الأطباء والمعلمين وغيرهم إلى التوصية بتقليل استهلاك التلفزيون للطفل، وأظهرت دراسة نشرت في أوائل أغسطس 2007 أن برامج الفيديو الموجهة للأطفال مثل «Baby Einstein» قد تضر بنمو الطفل.
تحتوي مقاطع الفيديو المتوفرة في نطاق واسع على القليل من الحوار، وتعتمد على الصور المتداخلة التي لا ترتبط في كثير من الأحيان ببعضها البعض أو يصعب شرحها. يقول العديد من الآباء إنهم يستخدمون هذه المقاطع مثل جليسات الأطفال، ويقومون بتشغيل «Baby Einstein» لأطفالهم حتى تتمكن الأم والأب من تنظيف المنزل، تحضير العشاء، أو رعاية الأعمال الأخرى.
لكن المشكلة هي أن هذه المقاطع لا توفر الفوائد التي تدعيها، بل إنها تسبب الضرر، وتكمن المشكلة ليس فقط في محتوى المقاطع، لكن أيضًا في كيفية تطور أدمغة الأطفال، فدماغه حساس للغاية قبل سن الثانية.
ونظرت دراسة نشرت في مجلة طب الأطفال، في 1000 عائلة، لفحص الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 أشهر و16 شهرًا، إذ شاهد 32 في المائة منهم الذين شملهم الاستطلاع، و17 في المائة منهم لمدة ساعة على الأقل في اليوم، وذلك لتحديد كيفية تأثير برامج التلفاز على التطور.
يبدو أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و24 شهرًا لم يتأثروا بالبرنامج بأي شكل من الأشكال، وقال رئيس الدراسة «فريدريك زيمرمان» من جامعة واشنطن، “لا يوجد دليل واضح على فائدة قادمة من أقراص الفيديو الرقمية ومقاطع الفيديو للأطفال، وهناك بعض الإشارات إلى الأذى”.
لذلك يجب أن يحظر الجميع مشاهدة التلفزيون للأطفال الصغار. وأكد “فريدريك زيمرمان” والباحثون الآخرون النظر في الوقت. مجادلين بأن مشاهدة التلفزيون يضيع “وقت التنبيه”، لأن الأطفال ينامون حوالي 12 ساعة في اليوم، ويمكن للوالدين قضاء الوقت في استيقاظ طفلهما بشكل أفضل من خلال التحدث “حديث الطفل”، والمشاركة في الأنشطة التفاعلية التي لا يستطيع التلفزيون توفيرها.
التأثير السلبى لمشاهدة التلفاز:
حيث يتيح التفاعل البدني والاجتماعي للأطفال الحصول على إشارات خفية تساعد أيضًا على تنمية اللغة، توصي جمعية اللغة الأمريكية للسمع واللغة بمجموعة متنوعة من التمارين لمساعدة النمو المعرفي للأطفال، بما في ذلك استخدام الاتصال البصري والمشاركة في محادثة ذهابًا وإيابًا ولعب “ألعاب الإصبع”.
ويربط الخبراء مشاهدة التلفزيون المفرطة بمجموعة متنوعة من المشاكل عند الأطفال، من بينها السمنة عند الأطفال، نقص الانتباه، فرط الحركة والعدوان. تقدر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال «AAP»: أنه إذا شاهد الطفل ما بين ثلاث إلى أربع ساعات من التلفزيون يوميًا، فسوف يشاهد 8000 جريمة قتل قبل أن يبدأ المدرسة المتوسطة.
نصائح الخبراء:
توصي الأكاديمية «AAP» والخبراء الآخرون بأنه إذا كان طفلك يشاهد التلفزيون، شاهده معه، فالمشاهدة معًا يسهل التفاعلات الإيجابية، إذ يمكن للوالدين شرح المشكلات المتعلقة بالعرض أو الأشياء التي لا يفهمها الطفل.
يقول «زيمرمان» إن مقدار الوقت الذي يقضيه في مشاهدة أقراص DVD مثل “Baby Einstein” يعد عاملًا مهمًا، ولكن هناك حاجة أيضًا إلى مزيد من البحث لدراسة الآثار التطويرية الطويلة المدى لمقاطع الفيديو هذه. ويبدو أن الإستنتاج العام هو أنه حتى التلفزيون التربوي المفترض يمكن أن يكون ضارًا للأطفال دون سن الثانية.
التفاعل بين الوالدين والطفل مهم في أي عمر، لكنه أكثر أهمية بالنسبة للأطفال، وهذا شيء لا يمكن أن تحل محله الشاشة.
كتابة: عبد الستار نور الدين
مراجعة: حمَّاد عيسى
تحرير: زينب أحمد
تصميم: أحمد محمد