المراهقون والإنترنت!
بالنسبة للوالدين الذين يربون المراهقين اليوم، قد يبدو العالم الافتراضي بالنسبة لهم مرعبًا. فتتصدر باستمرار عناوين مخيفة عن الاعتداءات الجنسية عبر الإنترنت وتحديات وسائل التواصل الاجتماعي الخطيرة، مثل تحدي تيد بوب (والذي يتضمن القدرة على التجرؤ وتناول المسحوق عمدًا). لذلك يسأل الآباء أنفسهم، كيف يمكنني أن أمنح أولادي الاستقلال الذي يحتاجونه للتطور إلى صغار بالغين مع حمايتهم من الهجمات الإلكترونية والمحتوى غير المناسب وسوء صنع القرار؟
أهمية الاستقلال:
الآن يمكن للمراهقون المعاصرون أن يشكلوا علاقات عبر الإنترنت، وفي بعض الأحيان لا يلتقون أبدًا مع هؤلاء الأصدقاء شخصيًا. ولكن يجد العديد من الآباء صعوبة في السماح لشبابهم بتشكيل علاقاتهم الخاصة لأنهم قلقون للغاية بشأن حمايتهم من التأثيرات السلبية. ومع ذلك، يحتاج المراهقون إلى الاستقلال من أجل تطوير شخصياتهم. ويمكن أن يصبح الأصدقاء في كثير من الأحيان أكثر أهمية من العائلة. ومن خلال المجموعات الاجتماعية، يستطيع المراهق التنقل في عالم متناقض ومعقد.
ارتكاب الأخطاء:
غالبًا ما يخطئ المراهقون. ويجب ألا يُسمح فقط للمراهقين بارتكاب الأخطاء، بل يجب تشجيعهم على أن يكونوا سهلين على أنفسهم عندما يحدث ذلك. فمعرفة أن بإمكانهم إدارة عواقب أفعالهم يساعدهم على البدء في الثقة في حكمهم.
مخاوف جدية:
الخط الفاصل بين إظهار الاهتمام المناسب، والقلق من جهة، والتدخل من جهة أخرى غير واضح أحيانًا. فغالبًا ما يدفع المراهقون الأسئلة الموجهة ويجعلون من الصعب على الآباء متابعة تحقيقاتهم حول السلوكيات الخطيرة المحتملة. ولكن يمكن أيضًا أن يكون من الخطأ عدم التدخل.
إشارات تحذير:
يمكن للوالدين الحصول على الكثير من المعلومات من خلال مراقبة سلوك أبنائهم لتحديد ما إذا كان تفاعلهم عبر الإنترنت يمثل مشكلة. تشمل علامات التحذير:
1. خسارة أو اكتساب الكثير من الوزن
2. صعوبات النوم
3. تخطي المدرسة أو أداء ضعيف في المدرسة
4. قضاء الكثير من الوقت وحده
5. التحدث عن الانتحار
6. الدخول في مشاكل مع القانون
إذا كانت أي من هذه العلامات موجودة، فمن المهم أن يتكلم الوالدان مع أبنائهم بحزم وربما الحصول على مساعدة من أخصائي الصحة العقلية المدربين.
التواصل هو المفتاح:
التواصل ضروري لضمان أن المراهقين يتخذون قرارات مسؤولة على الإنترنت. يمكن أن تساعد الاستراتيجيات التالية الآباء على المشاركة في المحادثات التي يهتم بها المراهقون:
1. الاستماع بلا مقاطعة
2. طرح الأسئلة لفهم الوضع بشكل أفضل
3. إظهار التعاطف
4. تجنب انتقاد الأفكار أو المشاعر والسخرية منها
5. التحقق من العواطف والأفكار المشتركة خلال المناقشة
6. لا ضغط للحصول على المعلومات
7. تكون على استعداد لتعلم شيء جديد من ابنك المراهق
العالم مكان مختلف الآن عما كان عليه الآباء عندما كانوا في سن المراهقة. ولذلك عليهم أن يحاولوا أن يظلوا منفتحين الذهن وفضوليًين ويرغبوا في معرفة ذلك العالم الجديد!
كتابة: يارا عبد الوهاب
مراجعة: مصطفى طنطاوي
تحرير: إسراء وصفي
تصميم: عمر حسن