الطب

الصداع النصفي (حب الظلام والصمت الكامل)

أغلِق تلكَ الأضواء، كُف عن الكلام، كفاكَ حركة في الأرجاء؛ حسنًا ذلك ليس اضطهادًا أو كُره لمَن وُجِّه إليه الكلام، ولكن ما هو إلا تعبير نابع عن مُعاناة صاحبه مع صداع جعله غير قادر على تَحمُل الضوء، الكلام أو حتى القليل من الهمس، إنَّه يا سادة “الصداع النصفي”.

حالة تُصيب الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 15 والـ 55 عامًا، عادة تأتي على شكل نَوبات ألم تُصيب جانبًا واحدًا من الرأس، قد تستغرق ساعات أو يتطور الأمر فتستمر لأيام مُتتالية.
لا نعلم حتى الآن سبب الصداع النصفي، ولكن هناك بعض التَكهُنات التي تُرجِع الأمر إلى حدوث نشاط غير عادي في الدماغ يُؤدي إلى التأثير على الوصلات العصبية، المواد الكيميائية والأوعية الدموية الخاصة به، لكن هناك بعض المُحفِزات التي تُساعد في حدوث الصداع النصفي منها:
1-التغيُرات الهرمونية:
تُصاب بعض السيدات بنوبات الصداع النصفي خلال فترة الحيض نتيجة التغيُرات الهرمونية.
2-المُحفِزات العاطفية:
بعض المشاعر كالضغط، التوتر، الإحباط والإثارة.
3-المُحفِزات الفيزيائية:
الإرهاق، عدم الحصول على وقت كافِ من النوم وأوضاع الجلوس غير الصحيحة.
4-الأطعمة والغذاء:
على عكس المُتعارَف عليه، قد يُساهم الكافيين في حدوث الصداع النصفي، الفواكه الحمضية والكحول أيضًا من مُحفِزات الصداع النصفي.
5-العوامل البيئية:
تشمل الروائح القوية، الأنوار القوية، التغيُر في درجات الحرارة والأصوات العالية.

هالات من الضوء يتبعها نوبة صداع أم نوبة صداع دون مُقدمات، أيهما يُمثل الصداع النصفي؟
كلاهما يُمثلان الصداع النصفي؛ وذلك لتعدُد أنواع الصداع النصفي والتي منها:
1-صداع نصفي مسبوق بهالات من الضوء:
هذه الحالة تمتاز بوجود عامل إنذار يسبق حدوث نوبة الصداع، فصاحب هذه الحالة قد يرى ومضات ضوئية مجهولة المصدر، خطوط مائلة في مجال الإبصار، نقط عمياء، إحساس كوخزات الإبر أو الدبابيس في القدم أو اليد، تَيبُس الأكتاف، الرقبة أو الأطراف، وشم روائح غريبة.
الأشخاص المُصابون بنوبات الصداع المصحوبة برؤية الهالات قد يُهيَأ لهم رؤية أشياء ليست موجودة أو اختفاء جزء من مجال إبصارهم وعودته فجأة دون تَدخُل.
2-صداع نصفي لا يُصاحبه هالات:
هذا النوع من الصداع النصفي نوع نقي وخالص للصداع لا يُصاحبه أو يسبقه رؤية أي من الهالات أو الومضات، وهو أكثر الأنواع انتشارًا فهو يستحوذ على نسبة تصل إلى 70 – 90 %.
3-الصداع النصفي المُزمِن:
عادة يُصيب صاحبه نوبات كل 15 يومًا خلال الشهر.
4-صداع نصفي يُسبِب ضعف في جانب واحد من الجسم لفترة مُعينة:
تظهر أعراض الصداع النصفي على هيئة ألم يُصيب جانبًا واحدًا من الرأس تتراوح حدته ما بين ألم مُتوسِط إلى ألم شديد قد يشبه الوخزات أو نبضات من الألم.
بعض العوامل تزيد الألم كالنشاط الحركي، في الكثير من الأحيان يتعارض الصداع النصفي مع النشاط المُعتاد للأفراد، فنجدهم غير قادرين على أداء وظائفهم اليومية أو أنشطتهم المُعتادة بالإضافة إلى ميلهم إلى الجلوس في أماكن مُظلمة وهادئة بعيدًا عن الضوء والضوضاء.
العلاج:
يهدف العلاج إلى تقليل نوبات الإصابة، ويشمل مُمارسة الرياضة بشكل مُنتظم، الابتعاد عن الأطعمة التي تُحفز حدوث النوبات، تَجنُب الضغط، الحصول علي فترات كافية من النوم وشرب كميات كافية من الماء.
هناك بعض الأدوية المُستخدَمة في العلاج، وهي المُسكنات أو بشكل أدق ما يُطلَق عليها “قاتلات الألم”، وتلك الأنواع هي أقوى أنواع المُسكنات.
الصداع النصفي ليس صداعًا عاديًا، فهو يُصيب نصف الرأس فقط ولكنَّه أشد وأقوى من الصداع العادي، فعادة ما يُصاحبه غثيان وقيء، وتلك المُسكنات الضعيفة لا تردعه وحتى إن أصبت في القضاء عليه مرة يعود في النوبة التالية أقوى لا يهاب أي من المُسكنات إلا تلك التي لا تُقهَر (قاتلات الألم).

 

المصدر

 

كتابة: نهاد عادل

مراجعة: ياسمين محمد

تحرير: أسماء مالك

تصميم: عاصم عبد المجيد

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى