يشهد عصرنا الحالي تقدمًا هائلاً في عالم التجميل والجمال، وأصبحنا جميعًا نتطلع إلى الحصول على جسم مثالي خالٍ من العيوب مثل علامات التمدد التي تزعج الكثيرين، وتمثل بالنسبة لهم تشوهًا في بشرتهم ويحاولون التخلص منها بشتى الطرق.
فهل يا تُرى أَحرز هذا التطور العظيم هدفاً في التخلص من علامات التمدد التي تؤرق البعض؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه ياعزيزي في مقالنا هذا… فهيا بنا نتعرف عن قرب على هذه العلامات وطرق التخلص منها.
ما هي علامات التمدد (stretch marks)؟
هي ندبات على سطح الجلد تأخذ شكل خطوط طويلة أو علامات متوازية، أو متعرجة غير مؤلمة ولا تسبب ضررًا على الصحة وتختلف في الملمس واللون عن الجلد الطبيعي وتسبب في بعض الأحيان حكة للجلد.
تظهر علامات التمدد على جميع أجزاء الجسم عدا الوجه والكفين والقدمين، وخاصة أماكن تراكم الدهون مثل الأرداف والثديين والبطن وأسفل الظهر والمؤخرة. ويختلف نوعها باختلاف ما يلي:
- عمر ظهورها: يتدرج لونها من اللون الأرجواني أو الوردي الفاتح إلى الرمادي الفاتح وبعد مرور فترة من الزمن تتلاشى ويصبح لونها أبيض باهت.
- نوع الجلد ومكان وسبب ظهورها.
تُشير الإحصائيات إلى أن حوالي 50% : 80% من النساء مُعرضات للإصابة بهذه العلامات ولكن هذا لا ينفي احتمالية إصابة الرجال بها.
أسباب علامات التمدد:
في البداية لابد أن تعرف أن الجلد يتكون من ثلاث طبقات أساسية وهم البشرة والأدمة ونسيج تحت الجلد.
تُفرز الأدمة نوعين من البروتينات هما:
- الكولاجين الذي يمنح الجلد قوته وصلابته.
- الإيلاستين الذي يزود الجلد بالمرونة والقابلية للتمدد.
لذا عندما يحدث تمدد أو انكماش مفاجئ للجلد؛ تعجز طبقة الأدمة عن إفراز كميات الكولاجين والإيلاستين اللازمة لملائمة هذا التغيُّر.
ينتج عن ذلك تمزق في الألياف المرنة للجلد، واحمرار وترقيق طبقة الجلد وظهور الأوعية الدموية لهذه المنطقة، ومع مرور الوقت تضيق هذه الأوعية ويلتئم الجلد وتتحول لندبات تسمى علامات التمدد.
العوامل التي تجعلك أكثر عُرضةً لعلامات التمدد
- الحمل تعاني حوالي ٤٣٪ من الحوامل بدايةً من الشهر السادس أو السابع من علامات التمدد.
- العامل الوراثي.
- استخدام الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون لفترة طويلة، والأدوية التي تؤثر على الهرمونات مثل حبوب منع الحمل.
- فترة البلوغ نتيجة النمو السريع للجسم وتظهر بنسبة 70% من الإناث، و40% من الذكور.
- فقد أو اكتساب الوزن بسرعة، ورياضة كمال الأجسام نتيجة النمو السريع للعضلات.
- اضطرابات الغدة الكظرية (المسؤولة عن إفراز هرمون الكورتيزون) كما في متلازمة كوشينغ.
- بعض الأمراض الوراثية مثل متلازمتي مارفان، وإهلرز- دانلوس.
- بعض الأمراض التي تؤثر على الوزن مثل مرض السكري والسمنة المفرطة.
كيف يمكنك التخلص من علامات التمدد؟
لا توجد دراسة تؤكد وجود علاج حتى الآن يساعد على التخلص من علامات التمدد نهائياً، ولكن توجد بعض الأدوية والتقنيات التي تجعلها أقل وضوحًا.
الوصفات الطبيعية
أثبتت الدراسات عدم فاعلية هذه الوصفات ولكنها تحسن من مظهر الجلد.
- تقشير الجلد باستخدام السكر: يمكنك مزج كمية من السكر مع زيت اللوز المر أو زيت جوز الهند وإضافة عصير الليمون.
- ثم فرك المنطقة المصابة بهذا المزيج لمدة ١٠ دقائق وتكرر عدة مرات أسبوعيًا.
- ترطيب الجلد بالزيوت الطبيعية مثل زيوت جوز الهند، والأرجان، واللوز المر، وزبدة الشيا.
العلاجات الموضعية
قد تجعل الكريمات والمراهم التي تحتوي على الريتينوين المشتق من(فيتامين أ) علامات التمدد الحمراء أقل وضوحاً ولكنها تسبب احمرارًا وتهيجًا للجلد ولا يمكن استخدامها أثناء الحمل والرضاعة.
التقنيات الجلدية الحديثة وتشمل:
- التقشير الكريستالي هو تقنية غير مؤلمة تُستخدم فيها كريستالات مجهرية لإزالة الطبقة العلوية من الجلد ويعطي نتيجة أفضل مع علامات التمدد الحمراء.
- التقشير الكيميائي تُستَخدم بعض الأحماض لتقشير الطبقة الخارجية للجلد.
- العلاج بالليزر: الليزر الكربوني أكثر فاعلية من الفراكشنال ليزر، أثبتت فاعليته في علاج علامات التمدد البيضاء وجعلها أقل وضوحًا.
- استخدام الديرما رولر والديرما بن والميزوثرابي؛ يحفز إنتاج الكولاجين والإيلاستين.
- الجراحات التجميلية مثل عملية شد البطن التي تساعد على التخلص من علامات التمدد، ولكنها مكلفة جدًا (حوالي8225$) وقد تسبب لك مخاطر صحية.
نصيحة
عليك الانتباه أنه كلما كان العلاج في وقت مبكر كانت النتيجة أفضل، وأن هذه العلاجات فعاليتها جزئية ولا تُزيل هذه العلامات تمامًا.
طرق الوقاية منها
كل ما يلي رُبما يقلل من نسبة ظهورها:
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالزنك، وفيتاميني (أ، وسي).
- الحفاظ على وزن صحي ثابت قدر الإمكان.
- أداء التمارين الرياضية لشد الجسم.
- الابتعاد عن التدخين.
- شرب كميات مناسبة من الماء يوميًا.
- استخدام مستحضرات عشبة التنتيلا وحمض الهيالورونيك.
وأخيرًا، حاول النظر بإيجابية لنفسك واعلم أن هذه العلامات شيء طبيعي وغير مؤذٍ وتوجد لدى أغلب الناس، وتتلاشى بمرور الوقت وتصبح أقل وضوحًا.
أما إذا كانت تسبب لك ضررًا نفسيًا ينبغي لك التوجه لطبيب الجلدية لتتعرف على العلاجات المناسبة لحالتك؛ لأنه لا يوجد شيء يُرغمك على تقبلها.
كتابة: رباب جبل
هذا المقال هو ملكية فكرية لصاحبه، ولايمثل ما به من معلومات أو آراء مؤسسة الجرعة اليومية من العلوم.
