كيف يستجيب الدماغ للطعام لمرض السمنة؟
أجريت دراسة جديدة في جامعة ولاية بنسلفانيا بأمريكا وربطت ما بين الإفراط في تناول الطعام واستجابة الدماغ للمكافئات الغذائية في تسليط الضوء على مرض السمنة الذي يمكن أن يؤدي إلى مرض السكر وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في التنفس. وإذا استطعنا معرفة المزيد عن كيفية استجابة الدماغ للطعام، وكيف يرتبط ذلك بما تأكله، فربما يمكننا تعلم كيفية تغيير تلك الاستجابات والسلوكيات؛ لأنه إذا كان بإمكاننا إيقاف الإفراط في تناول الطعام والبدانة في عمر مبكر، وقد يكون ذلك مفيدًا جدًا. شارك في هذه الدراسة 59 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عامًا، وتم إعطاء الأطفال وجبة لتأسيس شهية أساسية، وبعد 20 دقيقة تم تقديم الأطفال إلى بوفيه الطعام لقياس ميل الأطفال للإفراط في الطعام عندما لا يكونون جائعين، وكذلك لعب الأطفال لعبة تخمين وكانت المكافأة للإجابات الصحيحة إما مال أو طعام.
حيث قام الباحثون بقياس استجابة مناطق معينة في الدماغ لتناول الطعام باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وكذلك عن طريق استخدام التصوير المعتمد على مستوى الأكسجين في الدم، فوجدوا أن الاستجابة العالية للدماغ لمكافآت الطعام بدلًا من المال تشير إلى احتمالية أعلى للإفراط في تناول الطعام حتى في حال عدم جوعهم، وبغض النظر عن وزن هؤلاء الأطفال أو مؤشر كتلتهم. حيث هناك بعض العادات الغذائية غير الصحية مع الأطفال مثل عدم القدرة على التوقف عن تناول الطعام أو أو التوقف عن تناول الوجبات الخفيفة والحلوى، فقد تسبق هذه العادات السمنة في وقتٍ لاحق حتى ولو كان لدى الطفل مؤشر كتلة الجسم الصحي، ولذلك قد لا يدرك الوالدان حتى أن طفلهما في طريقه إلى الإفراط في تناول الطعام، ولهذا يجب على الآباء تجنب بعض السلوكيات الخاطئة التي تركز كثيرًا على الطعام، مثل استخدام الطعام باستمرار كمكافأة، وكذلك وضع بعض القيود للوصول إلى الطعام والحلوى، حيث أن هذه فترة حرجة في حياة هؤلاء الأطفال وخصوصًا أنهم مازالوا يتطورون، ويمكن أن تصبح الأشياء والسلوكيات الخاطئة عادةً لهم في وقت لاحق من عمرهم.
وتعطي هذه النتائج نظرة ثاقبة لكيفية تأثير الدماغ على الأكل، وهو أمرٌ مهم؛ لأنه يمكن أن يساعد في تحديد الأطفال المعرضين لخطر السمنة أو عادات الأكل السيئة الأخرى قبل أن تتطور هذه العادات ويصبح من الصعب كسرها. وتعتبر السمنة عند الأطفال إحدى أهم مشاكل العصر الصحية، فزيادة الوزن تسبب مضاعفات صحية خطيرة مثل مشاكل القلب والسكر والجهاز التنفسي وارتفاع ضغط الدم، بجانب تأثيرها على قدراتهم العقلية وتحصيلهم العلمي.
كما يجب على الوالدين تعليم الأطفال السلوكيات الغذائية السليمة وعادات الأكل الصحية، وتشجيعهم على المنتجات الغذائية الطبيعية مثل الخضراوات والفواكه التي تمد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية، وكذلك دفع الأطفال لمزيد من الأنشطة البدنية وممارسة الرياضة، ويجب عدم تعودهم على تناول كميات كبيرة من الطعام وخصوصًا في السنين الأولى من عمرهم بجانب مساعدة الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن بشكل جماعي، بحيث يتعاون أفراد الأسرة في إتباع عادات غذائية أفضل حتى يكتسب الأطفال العادات بهذه الطريقة.
كتابة: أحمد خالد عبدالله
مراجعة: محمود وحيد
تصميم: أمنية عبدالفتاح
تحرير: إسراء وصفي