كيف تُؤثر التمارين الرياضية على المخ؟
كثيرًا ما يقولون أن المخ مثل العضلة بحاجة إلى التمارين، فإذا كنت تنوي تقوية عضلاتك فقط اذهب إلى الصالة الرياضية، ولتقوية دماغك فقط اذهب إلى المدرسة وقم بحل المسائل الرياضية، لا تحب المسائل الرياضية؟ ما رأيك إن أخبرناك أن بقاءك في الصالة الرياضية يقوي جسمك وعقلك معًا!
فقد وُجد أن التمرين يُحسن الإمداد الدموي للمخ بفضل زيادة سرعة ضربات القلب المصاحب للحركة، كما يُساعد في إفراز الهرمونات التي تُساعد في نمو الخلايا العصبية. كما أن التمارين الرياضية ترفع مستويات عوامل النمو بالمخ والتي تُسهل تكوين تشابكات عصبية.
يُقال أن العقل السليم في الجسم السليم، ولكن نحن نخبرك أن الحالة النفسية السليمة أيضًا في الجسم السليم. هل سبق أن لاحظت أن العدَّائين أو من يواظبون على الرياضة بانتظام عامةً أقل عُرضة للتوتر والاكتئاب ودائمًا في حالة نفسية جيدة؟
نفسيًا، وبعد العدو لمسافاتٍ طويلة، يشعر العدَّاؤون بحالة من النشوة أو حتى الشعور بأنهم غير مرئيين، بالإضافة إلى انخفاض الشعور بالألم وعدم الارتياح، بل وأحيانًا فقدان الشعور بالوقت، فيما يعرف بحالة “نشوة العدائين”.
لفترةٍ طويلة كان التفسير السائد لذلك هو أثر هرمون الإندورفين، الذي يتم إفرازه أثناء التمارين الرياضية الطويلة، والذي له أيضًا تأثير مُسكن للألم مُشابه للمورفين، ولكن أثبتت الدراسات خطأ هذا التفسير، فحل مكانه الدوبامين والسيروتونين، حيث يقوم المخ بإفرازهما بتركيزاتٍ عالية أثناء التمارين، كما أن إفرازهما مُصاحب لهبوط معدلات هرمونات التوتر، كما رُجح أن السبب يكمن وراء ارتفاع درجة حرارة الجسم.
الأمر لا يقتصر على كونه حالة مزاجية جيدة فحسب، فهناك دراسة لجامعة ستوكهولم أظهرت الرابط بين التأثير المضاد للاكتئاب المصاحب لنشوة العدائين وبين تحفيز نمو الخلايا العصبية في منطقة الـ hippocampus والمسؤولة عن التعلم والذاكرة، وأضاف الباحثون أن تثبيط نمو الخلايا في هذه المنطقة قد يُشكل أحد طرق الإصابة بالاكتئاب، والتمارين الرياضية لها أثر مضاد للاكتئاب فعال في هذه الحالة، مثل العلاج بالنبضات الكهربائية والأدوية المضادة للاكتئاب.
كتابة: نوران جودي
مراجعة: ياسمين محمد
تصميم: نهي عبدالمحسن
تحرير: هدير رمضان