ما هو مصدر الصوت الناتج عن فرقعة الأصابع؟
تاريخيًا، كان هناك الكثير من النقاش حول كيفية صدور ذلك الصوت من المفاصل، البداية كانت من دراسة أُجريت عام 1947 والتي كانت المرة الأولى التي يحاول فيها علماء التشريح فهم ذلك الصوت. أثبتت الدراسة تكوين فقاعات من الهواء التي تتشكل في المساحات المشتركة عند المفاصل، حيث توجد طبقة من السائل في الغضاريف التي تفصل بين العظام، وعند إجبار المفاصل على الحركة عن طريق الحركات اليومية الطبيعية أو الحركات غير المألوفة مثل التي يؤديها الرياضيون، يؤدي الضغط المنخفض في حيز المفصل إلى تكوين غازات داخل السائل الزلالي (مادة تشحيم طبيعية في المفصل) لتشكيل تجويف للغاز.
تتكون فقاعة الهواء من تجمع من الغازات يشتمل على الأكسجين والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون، وعند فرقعتها يصدر ذلك الصوت، وقد يستغرق الأمر فترة حتى يتم تكوين فقاعة جديدة وهي ليست مقتصرة على الأصابع فقط وإنما جميع مفاصل الجسم يحدث بها نفس تلك الظاهرة.
في البداية ظنَّ العلماء أن الفقاعات تشكلت بعد صدور الصوت والقيام بالحركات المفاجئة، لكن دراسة لاحقة أثبتت أن الضوضاء نتجت بالفعل عن انفجار الفقاعة، هذه الدراسة أُثير حولها الكثير من النقاشات العلمية، ولم يتم حلها حتى تم إثباتها بالتصوير الطبي في عام 2015.
في بعض الأحيان، هناك سبب تشريحي للصوت أيضًا، وذلك عندما تتحرك الأوتار (الأنسجة التي تربط العضلات بالعظام) على نتوءات عظمية، هذا السبب أكثر شيوعًا في الركبة عند الانتقال من وضعية الجلوس إلى وضعية الوقوف بطريقة مفاجئة أو عند صعود الدرج حيث تتحرك الأوتار التي تعبر الركبة فوق المفصل، يحدث هذا بشكل متزايد مع تقدم العمر، حيث تفقد عضلاتنا المرونة وتنقص في الحجم والقوة و تحدث تَغيُرات في الأوتار مما يجعلها أكثر صلابة، تساهم هذه التَغيُرات في الضوضاء الناتجة عن تلامس هذه الأنسجة مع العظام، وهذه الأصوات المفاجئة هي في الغالب غير مؤلمة وليست مدعاة للقلق، ولكن عند تكررها بشكل كبير ومصاحبتها بألم ينصح باستشارة طبيب عن السبب.
كتابة: هيا عبد الوهاب
مراجعة: محمد ضياء
تحرير: ميرنا عزوز
تصميم: عاصم عبد المجيد