الفيزياء والفلك

تأثير موجات الجاذبية على الطقس والمناخ

تتكون موجات الجاذبية بفعل عمليات زعزعة الاستقرار، فعلى سبيل المثال أثناء العواصف أو عند اصطدام الهواء بسلاسل الجبال، وهذه الموجات كانت تستخدم في التنبؤ بالطقس والمناخ، فهي في الغالب غير مرئية، الغريب في الأمر أنه على الرغم من قصر الطول الموجي لموجات الجاذبية إلا أنه يمكن رؤيتها من حين لآخر في السماء كمجموعة من السحاب، وهذا إيجابيّ وفعال جدًا اذ تقوم هذه الموجات بنقل بخار الماء والرياح إلى أماكن بعيدة بالإضافة إلى إمكانياتها في التحكم في درجات الحرارة والتأثير عليها بدرجة كبيرة، كما يُعد تأثير هذه الموجات بمثابة القوى العظمى في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، لذلك بالطبع يكون له تأثير على ما هو واقع أسفلها من طبقات.

 

هذه القوى جعلت من الصعب التنبؤ أو وضع نماذج واقعية للطقس والمناخ في الغلاف الجوي دون الأخذ في الاعتبار مجهود موجات الجاذبية، كما تلعب موجات الجاذبية أيضًا دورًا مهمًا في التنبؤ بتقلبات الجو المفاجئة مثل الأمطار الغزيرة والعواصف.

 

قام فريق بقيادة البروفيسور “أولريش أتشاتز” الأستاذ بقسم علوم الغلاف الجوي والبيئة، بدراسة وصف تأثير الجاذبية في نماذج الطقس والمناخ ومن ثم تدوين النتائج، كما قاموا بتنقيح نموذج الطقس والمناخ الذي تستخدمه هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الألمانية “DWD”، ومعهد “ماكس بلانك” للأرصاد الجوية يسمح للنموذج الجديد “UA-ICON” بتنبؤات أكثر دقة للطبقة العليا من الغلاف الجوي، ويمكن تشغيله بدرجات دقة مختلفة بحيث يمكن محاكاة موجات الجاذبية فيه لأغراض الاختبار.

 

في القادم سيُلقى الضوء على الاهتمام بالتركيز على التأثيرات الجوية فيما يتعلق بالتعمق في التنبؤ بالطقس والمناخ، ويتم الآن -بالتعاون مع جامعة “ماينز”- عمل وصف أفضل للتفاعل بين موجات الجاذبية وسُحُب الجليد والذي من المؤكد أنه في القريب العاجل سيلعب دورًا مهمًا في النهوض بهذه الآلية وإمكانية التنبؤ بالمناخ بصورة أكثر دقة.

المصدر

 

كتابة: سارة صلاح

مراجعة: رضوى أحمد

تصميم: عمر حسن

تحرير: يمنى جودي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى