الجلوكاجون
غذاء الجسد، الجلوكوز، يتيح لنا الحياة جنبًا إلى جنب مع الأوكسجين، يُحرَق لنفعل ما نريد ويُحرَق ليبني جسدنا. نتحكم فيه عن طريق هرمونين، أحدهما: الإنسولين الذي تحدثنا عنه في هذا المقال.
أما الآخر فهو ما سنتحدث عنه هنا وهو «الجلوكاجون» “glucagon”، يتم إفرازه من خلايا ألفا المتواجدة في البنكرياس الذي يتواجد في الجسد فوق المعدة وخلفها يقوم بإفراز أكثر من هرمون، للتحكم في الجلوكوز وأيضًا هضم الطعام.
تم اكتشاف «الجلوكاجون» عام 1923م وتم التعرف على وظائفه كليًا عام 1970م. يُعتبَر «الجلوكاجون» من الهرمونات الهدامة في جسدنا على عكس الإنسولين، فهو الذي يمنع نسبة السكر من النزول إلى مستوى له تأثير على صحة الإنسان، ويعمل مع الإنسولين من أجل جسد متوازن يجد ما يسيره من جلوكوز وقت الحاجة.
لكن هل من الممكن حقن «الجلوكاجون» مثل الإنسولين أم لا؟
في بادئ الأمر جُهِّز لهذا الأمر وحقن وارتفع مستوى السكر بشكل جيد، لكن مع اكتشاف هرمون “جليكوحينولايتك” الذي يقوم بالوقوف ضد الإنسولين، تم توقف استخدامه لتداخله في مرض السكري.
مع أن «الجلوكاجون» يخرج من البنكرياس إلا أن تأثيره الرئيسي يكون على الكبد، عن طريق تكسير “الجليكوجين” وتحويله إلى جلوكوز في حالة انخفاض نسبة السكر في الدم؛ وبالتالي ارتفاعها واستمرار عمل الخلايا.
تتلخص وظائفه في الآتي:
– تحفيز الكبد لتكسير “الجليكوجين” إلى جلوكوز.
– تحويل الأحماض الأمينية إلى جلوكوز.
– تحويل الدهون إلى أحماض دهنية؛ لتعمل كوقود مثل الجلوكوز.
– تقليل استهلاك الكبد للجلوكوز وإتاحته لباقي الجسد.
ببساطة فإنه يهدم كل ما يجده من مواد مخزنة؛ لتوفير الوقود الكافي لتحريك الجسد.
كلا الجلوكاجون والإنسولين يعملان في تناغم، عندما يزيد أحدهما يُفرَز الآخر، في حالة مرضى السكر وانخفاض مستوى الإنسولين أو انخفاض حساسية الخلايا للإنسولين فإن إفراز الجلوكاجون بدون مواجة يكون تأثيره قاتل بارتفاع نسبة السكر في الدم.
بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري، يمكن أن يؤدي وجود «الجلوكاجون» إلى رفع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل كبير، السبب في ذلك هو إما عدم وجود ما يكفي من الإنسولين، أو كما هو الحال في مرض السكري من النوع 2، يكون الجسم أقل قدرة على الاستجابة للإنسولين.
في النوع الأول من السكري، يمكن أن تثبط المستويات المرتفعة من الإنسولين في إفراز «الجلوكاجون» استجابة لنقص السكر في الدم.
يمكن أن يرتفع مستوى «الجلوكاجون» في حالة وجود ورم ما في البنكرياس وبه ترتفع نسبة السكر في الدم وتنخفض نسبة الدهون الثلاثية.
من المواد التي تساعد على إفرازه في جسدنا: هرمون الأدرينالين، الأستيل كولين، الأرجينين. أما المواد التي تقلل إفرازه: سوماتوستاتين، والإنسولين بالطبع، وارتفاع نسبة الأحماض الكيتونية.
كتابة: عمر سند
مراجعة: محمد أحمد
تصميم: عبدالرحمن سعد
تحرير: إسلام حمدي