الجولوجيا وعلم الأحافير

الكشف عن أدلة جديدة حول أكبر انقراض جماعي في التاريخ

منذ ظهور الحياة على الأرض حدث عدد من الانقراضات والتي تسمى الانقراضات الجماعية، ولم تكن هذه التسمية من باب الصدفة، بل لها سبب مقنع. فهذا النوع من الانقراض بالطبع مميز عن الانقراض الفردي الذي قد يؤدي لانقراض نوع واحد فقط من الكائنات الحية، لكن الانقراض الجماعي يحدث فيه موت وانقراض لعدد كبير من الأنواع، فبالتالي تكون الخسائر أكبر، وهذا النوع من الانقراض قد شهدته الأرض عدة مرات على مر الزمان، كان أكبر وأهم انقراض جماعي في تاريخ الأرض، وقد سعى العلماء لتفسير السبب وراء حدوث ذلك الانقراض العظيم.

أما الآن فإنه يمكن لدراسة جديدة أن تساعد في تفسير السبب وراء أكبر انقراض جماعي في تاريخ الأرض، والمعروف باسم “انقراض العصر البرمي الثلاثي”، والمعروف أيضًا باسم “الموت العظيم”، والذي قد حدث قبل حوالي 250 مليون سنة، عندما أدى انفجار بركاني هائل في مكان يعرف اليوم بإقليم سيبيريا الروسي إلى القضاء على ما يقرب من 90 % من جميع أشكال الحياة وأدى لانقراضها. ويطلق الجيولوجيون على هذا بثوران البازلت السيبيري، وقد استمر لما يقرب من مليون عام، فقد كان حجم هذا الانقراض مذهلاً لدرجة أن العلماء قد تساءلوا في كثير من الأحيان ما الذي جعل البازلت السيبيري أكثر فتكًا من الانفجارات المماثلة الأخرى.

قام الباحثون بتوفير عينات من الـ xenoliths وأجزاء من الغلاف الصخري، ومن خلال تحليل العينات، حاول الباحثون تحديد تركيب الغلاف الصخري. ووجد الباحثون أنه قبل حدوث ثوران البازلت السيبيري، كان الغلاف الصخري السيبيري محملًا بشكل كبير بالكلور والبروم واليود، وجميع العناصر الكيميائية من مجموعة الهالوجين. ومع ذلك، يبدو أن هذه العناصر اختفت بعد الانفجار البركاني، وكانت النتيجة التي توصل إليها العلماء هي أن الكمية الكبيرة من الهالوجينات المخزنة في الغلاف الصخري السيبيري تم إرساله إلى الغلاف الجوي للأرض أثناء الانفجار البركاني، مما أدى فعليًا إلى تدمير طبقة الأوزون في ذلك الوقت والمساهمة في الانقراض الجماعي.

المصدر 

 

كتابة: آلاء عمارة

مراجعة: حازم محمود

تصميم: عمر حسن

تحرير: رنا ممدوح

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى