الطاقة والغذاء
الكثير من الإرهاق والتعب، وخمول يجتاح كل الجسد، هي علامات على أن جسدك بحاجة لتجديد طاقته، وإكسابه المزيد من الحيوية والنشاط. وذلك ليس بالأمر الصعب؛ فالقليل من الرياضة -وبعض الحركات- قد تعيد لجسدك نشاطه. ولكن قبل ذلك، يجب أن تعلم أن الجسد بحاجة إلى بعض الطعام ليعيد تغذية خلاياه بالطاقة. ولحسن الحظ فإن حولنا العديد من أنواع الغذاء التي يمكن أن تمدنا بالطاقة اللازمة.
الأطعمة غير المصنعة:
الأطعمة المعلبة، الحلوى، اللحم المحفوظ المطهو مسبقًا، وكذلك الأطعمة الجاهزة للطهو لا ننكر أنها ذات مذاق لذيذ يسيل له لعابك، ولكن قيمتها الغذائية وقدرتها على إمداد الجسم بالطاقة منخفضة للغاية نظرًا لاحتواء العديد من تلك الأطعمة على المواد الإضافية والحافظة، بجانب مكسبات الطعم والرائحة الصناعية.
الفواكه والخضراوات الطازجة والموسمية:
كلما كانت فاكهتك طازجة، كلما كانت ذات قيمة غذائية عالية، ومصدرًا غنيًا بالطاقة. والحرص على تناولها في موسمها يعطي لها قيمة غذائية عالية تفوق كونها مخزنة وفي غير موسمها.
المواد التي لا تحتوي على الكافيين:
حسنًا، لا يمكن أن ننكر أن للكافيين تأثير على مناطق الانتعاش في جسدنا؛ فحين نتناول الكافيين، يهديء ذلك من حالتنا النفسية، ويمدنا بالطاقة، ولكن تلك الطاقة لا تدوم لفترة طويلة. وهنا، يمكن الاستعاضة بمواد ذات طاقة ممتدة لفترات طويلة، وتجنبًا لمخاطر الكافيين المعروفة، وذلك لتحقيق أكبر فائدة غذائية لجسدك. ولا يعني ذلك توقفك تمامًا عن تناول الكافيين، بل عدم الاعتماد عليه كليًا لإمداد جسدك بالطاقة.
البروتينات الخالية من الدهون:
اللحوم الحمراء تحوي في طياتها كميات كبيرة من الدهون المشبعة التي تقلل من نشاط الجسم، على عكس اللحوم البيضاء: كالدجاج، السمك، ولحم الديك الرومي؛ فإن بها كميات كافية من البروتينات، والقليل من الدهون المشبعة. وكذلك، فإن الأسماك تحتوي على كميات كبيرة من الأوميجا 3، وبالأخص سمك التونة والسالمون.
البقوليات:
الكربوهيدرات المشتقة (السكر والدقيق الأبيض) كنظيراتها من المواد المصنعة؛ فهي تحتوي على كميات قليلة من المواد الغذائية. لكن تناول البقوليات كاملة -دون أن تُشتق منها الكربوهيدرات فقط- يضمن حصول الجسم على الفائدة الكاملة من الغذاء والطاقة.
الحبوب والمكسرات:
هي معشوقة الجميع، فمن منا لا يحب المكسرات بمختلف أنواعها؟ مشبعة ولذيذة، وذلك لا يتنافي مع كونها مصدر مهم وطويل الأمد للطاقة، خاصة إذا تم تناولها دون طهو ودون إضافة الملح.
الفيتامينات والمكملات الغذائية:
الفيتامينات -بمختلف أنواعها- من متطلبات الجسم اليومية، وهي متوفرة في العديد من الأطعمة. ولكن إن عجز الفرد عن توفيرها في طعامه، فعليه أن يستشير طبيبه للحصول عليها مصنعة، أو كمكملات غذائية.
الموز:
بالمقارنة مع المياه التي تحتوي على الكربوهيدرات التي يستخدمها الرياضيون، أثبت الموز أنه ذو جدارة لأن يكون بديلًا لتلك المياه؛ فهو يحوي الألياف، الكربوهيدرات، البوتاسيوم والفيتامينات. بجانب كونه طبيعيًا وغير مصنع، كما أنه متوفر وبسهولة.
الشوفان:
حبوب الشوفان أحد أطباق الإفطار الأساسية في كثير من المنازل؛ فمع قليل من اللبن والعسل، يصبح لدينا طبق غني بالطاقة والمكونات الغذائية التي تساعد الجسم لمواجهة تعب اليوم وإرهاقه.
بذور الشيا:
أثبتت في الآونة الأخيرة مدى أهميتها وعلو قيمتها الغذائية؛ فملعقتين من بذور الشيا تحتوي على 24 جرامًا من الكربوهيدرات، كما أنها توفر أوميجا 3، وهي مفيدة لعضلات القلب، وكذلك تمنع الالتهابات. إضافة القليل منها إلى طعام الإفطار أو في العشاء يساهم في إمداد الجسم بالكثير من الطاقة.
الماء:
هو مصدر للطاقة، ولكن ليس في صورة وحدات طاقة؛ فهو العنصر الأساسي لعملية إنتاج الطاقة، فبدونه لا فائدة لما تم ذكره. الخلايا تحتاج المياه للقيام بدروها في تحويل المكونات الغذائية إلى طاقة، وعلى مدار اليوم. لذا، فإن الجسم في حاجة مستمرة إلى الماء، وهنا يسعنا القول بأنه يمكننا أن نقلل من تناول الصودا، وأن نتناول الماء بدلًا منها، أو عصائر الفواكه الطازجة.
الطبيعة من حولنا ملك لنا بكل ما فيها من موارد، سواء: فاكهة، خضراوات، أو حتى حيوانات كمصدر للبروتين. نحن من نحدد طرق استفادتنا منها، نحن من نطوع مكوناتها التي تهبها لنا، فلِم نطوعها في طريق لا يسدي لأجسادنا نفعًا؟ في حين أنه يمكن الاستفادة من تلك المكونات بشكل كبير، ولكن لا بد من اتباع الطرق الصحية لذلك. لذا، فلنقلل من الأطعمة المعبأة والمخزنة، لنقلل من المواد ذات المذاق الجميل والتأثير السلبي على الجسد. الخضروات والفواكه في صورتها الطبيعية أفضل بكثير من إضافة المكونات لها والمواد الحافظة، فذلك يقلل من قيمتها الغذائية.
كتابة: نهاد عادل
مراجعة: عمرو ياسين
تحرير: زياد محمد
تصميم: عاصم عبدالمجيد