تعاني نسبة كبيرة من البشر من مرض الصداع النصفي؛ ففي الولايات المتحدة وحدها يعاني منه أكثر من 37 مليون شخص، طبقًا للمؤسسة الأمريكية للصداع النصفي. وأعراض الصداع النصفي -كما هي معروفة- تشمل: ألم الرأس، الغثيان، حساسية الأصوات، وكذلك الضوء.
منذ أيام قليلة، أعلنت المنظمة الأمريكية للأدوية والغذاء عن توافر خيار علاجي جديد لأولئك الذين يعانون من الصداع النصفي -أو “الشقيقة”-، والذين كانوا يعانون من التأثير الضعيف للأدوية المتاحة والمتداولة.
العقار الجديد -والذي يُدعى “Ubrelvy (ubrogebant)”- يُستعمل لعلاج نوبات الصداع النصفي الحادة في وقت قليل، سواء كان الصداع مصاحبًا لاضطرابات بصرية أو غير مصاحب لها. ولكنه لا يستعمل للوقاية من الإصابة بنوبات الصداع، بل لعلاجها فقط.
جاءت النتائج بناءً على دراستين تم إجراؤهما على مجموعتين من المرضى، حيث تم إعطاء إحداهما “Ubrelvy”، وإعطاء الأخرى علاجًا ليس له تأثير عضوي. وبعد ساعتين، وُجِد أن ألم الصداع قد اختفى تمامًا لدى المجموعة الأولى، بالإضافة إلى اختفاء أعراضه المصاحبة، كالغثيان وحساسية الضوء أو الأصوات.
وكغيره من الأدوية، فإنه يشتمل على بعض الأعراض الجانبية، مثل: الإعياء، الغثيان، وجفاف الفم. أما عن آلية عمل هذا العقار، فهي تتلخص في أنه تابع لمجموعة تسمى مثبطات “CGRP”. وهذه المجموعة عبارة عن بروتين يفرزه العصب الخامس أثناء نوبات الصداع النصفي؛ والذي يُعتقد بأن هذا البروتين يلعب دورًا في تفاقم أعراض الصداع.
يُعتقد أن “Ubrelvy” سوف يحل محل عقار “Triptan”، والذي كان الخيار الأول لمرضى الصداع النصفي؛ حيث أن آلية عمل الأخير هي تضييق الأوعية الدموية وتقليل الالتهابات، مما يجعله ممنوعًا للمرضى الأكثر عرضة لنوبات القلب والسكتات الدماغية. كما أنه يشتمل على الكثير من الأعراض الجانبية، مثل: التنميل، الدوخة، والإحساس بالنوم.
ويبقى سؤال: الدراسة اختبرت تأثير العقار الجديد أثناء نوبة الصداع الحادة، لكننا لا نزال نجهل أعراض العقار الجانبية على المدى البعيد، وكذلك مدى كونه آمنًا. فهل سيتم إيجاد حل لاستخدامه قريبًا؟
كتابة: عمرو ياسين
مراجعة: نهاد عادل
تحرير: زياد محمد
تصميم: امنية عبدالفتاح
