هل شرب القهوة يجعلك تتجنب حصوات المرارة؟
من المُؤكَّد أنكَ قد سمعت عن الفوائد الصحية غير المُتوقَّعة التي تمنحها القهوة، أَضِف إلى ذلك تقليل خطر حصوات المرارة المُؤلِمة وذلك حسب دراسة جديدة.
بعد تَتبُع ما يَقرُب من 105000 دنماركي لمدة ثمان سنوات في المُتوسِط، وجد الباحثون أنَّ أولئك الذين يشربون أكثر من ستة أكواب يوميًا من أكثر مشروبات العالم شعبية (القهوة)، قد شهدوا انخفاض خطر الحصوات لديهم بنسبة 25%.
وقالت مُؤلِفة الدراسة الدكتورة تيبايرج هانسن (وهي رئيس الأطباء في قسم الكيمياء الحيوية السريرية في مُستشفى “Rigshospitalet” بجامعة كوبنهاجن في الدنمارك): “ترتبط كَثرة تَناول القهوة بانخفاض خطر الإصابة بمرض الحصوات المرارية”.
إنَّه نبأ سار بالنسبة إلى الدنماركيين، الذين يشرب 6% منهم ستة أكواب أو أكثر من القهوة يوميًا، ولكن ماذا عن المُواطِن المُتوسِط الذي يتناول فنجانين فقط في اليوم؟ أو الأمريكي العادي أو البريطاني الذي يستهلك ما بين كوب إلى كوبين يوميًا؟
الدراسة لديّها أخبار جيدة بالنسبة لهم أيضًا، اتضح أنَّه حتى كميات صغيرة من القهوة يبدو أنَّها تُقلِل من خطر الحصوات المرارية.
ومُقارَنة بأولئك الذين امتنعوا عن تَناول القهوة، رأى المُشارِكون الذين شربوا كوبًا واحدًا فقط يوميًا انخفاض خطر حصوات المرارة بنسبة 3% تقريبًا، وفي الوقت نفسه، فإنَّ أولئك الذين يستهلكون ثلاثة إلى ستة أكواب يوميًا يرون أنَّ مخاطرهم تتراجع بنسبة 17%، وتمَّ نشر تلك النتائج في مجلة الطب الباطني.
حصوات المرارة عبارة عن قطع شبيهة بالحَصى، يُمكِن أنْ تتراكم في المرارة، حيث يُمكِنها أحيانًا سد القنوات الصفراوية، وعندما تتطور تلك الحالة المُؤلِمة للغاية، غالبًا ما تكون الجراحة لإزالتها هي العلاج الأمثل.
إذًا، ما هو موضوع القهوة الذي يُقلِل من المخاطر؟
قالت تيبايرج هانسن: “في الوقت الحالي، لا يُمكِننا إلا التَكهُن في ذلك”.
لكنها لاحظت أنَّه بسبب اعتراض الكافيين (Caffeine) طريق الصفراء، فمن المُحتَمَل أنَّه يُقلِل من نسبة الكوليسترول الموجود في الصفراء.
وأوضحت تيبايرج هانسن أنَّ ذلك يُمكِن أنْ يُقلِل من خطر الحصاة، بالنظر إلى أنَّ تَطوّر الحصوات المرارية يعتمد على تَوازُن كبير بين الكوليسترول والأحماض الصفراوية.
تُحفِز القهوة أيضًا تَقلُصات العضلات التي تنقل المُحتويات من خلال القناة الهضمية.
وحول ما إذا كان مُحتَوى الكافيين هو بمَثَابة الرصاصة الفضية للقهوة، قالت تيبايرج هانسين: “نعم، هذا احتمال”، وهذا يُثير احتمال أنَّ الشاي أو الشيكولاتة قد يُقلِلان أيضًا من خطر الحصوات، ولكن أيًا كان ما وراء قوة القهوة، فهي تعتقد أنَّ التحليلات الوراثية اللاحقة للفريق تُشير إلى أنَّ القهوة نفسها، وليس عوامل نمط الحياة المُشترَكة بين الذين يشربون القهوة هي التي تلعب دورها.
خبير آخر ليس مُتأكِدًا، وهو الدكتور أنتوني بليير (أستاذ أمراض الكلى في كلية ويك فورست للطب في وينستون-سالم شمال كارولاينا)، والذي لم يُشارِك في الدراسة الدنماركية، ولم يَكُن يعلم من قبل بوجود أي صلة بين خطر القهوة والحصوة.
وحَذَّر قائلًا: “لكن يبدو كل أسبوع أنَّ هناك قصة جديدة حول كيفية ارتباط البُن أو عدمه ببعض الفوائد، يتم جمع المعلومات عن القهوة في العديد من قواعد البيانات الكبيرة، من السهل إجراء مُقارَنة مع أي عامل: هَشاشة العِظام، زِيادة الوزن، فُقدان الوزن، النوم، القرحة، السرطان والوفاة.”
واعترف بليير بأنَّ العديد من الناس سيجدون دراسات مثل هذه مُثيرة للاهتمام، بالنظر إلى أنَّ شُرب القهوة عادة شائعة، وأضاف: “لكن من وِجهة نَظر علمية، أنا لستُ مُعجبًا كبيرًا”.
وقال: “بالنسبة لسبب واحد، فإنَّ تَناول ستة أكواب من القهوة يُعَد أمرًا كبيرًا للغاية، ويُمكِن أنْ يكون للمُستوى المُرتفِع من الكافيين آثار كبيرة على النوم، وارتداد المعدة، وعدم انتظام ضربات القلب.”
لكن الأهم من ذلك، يقول بليير أنَّ الأشياء التي تدفع الناس لشُرب الكثير من القهوة في المقام الأول قد تُسبِب أيضًا تغييرات أُخرى في النظام الغذائي، ويُمكِن أنْ تكون تلك التغييرات الغذائية وليس القهوة نفسها، هي التي تُؤثِر على الحصوات المرارية.
وأضاف: “إنَّ قوة القهوة ليست سببًا رئيسيًا في انخفاض خطر الحصوات المرارية، وفي الوقت الحالي، هذه الدراسات تُظهِر فقط ارتباطًا، وهذا ليس سببًا.”
كتابة: محمد ضياء
مراجعة: محمد خالد
تحرير: أسماء مالك
تصميم: أمنية عبد الفتاح