الحمم البركانية وبراكين الدروع تُشارك في توضيح مدى التباين بين الكواكب
كوكب الزهرة أقرب كوكب للأرض، ورغم ذلك فإن التلسكوبات الأرضية لا تستطيع أن تقوم بتصويره بشكل دقيق، يرجع ذلك لتلك الطبقة الكثيفة من السحب التي تُحيط بالكوكب فتصبح الرؤية التلسكوبية من خلالها صعبة وغير دقيقة.
وقد تم الحصول على أول معلومات مُفصلَة حول سطح كوكب الزهرة في أوائل التسعينيات، عندما إستخدمت المركبة الفضائية ماجلان (المعروفة أيضًا باسم Venus Radar Mapper) الردار لتصوير البيئة الطبوغرافية لسطح هذا الكوكب.
وتوقع الباحثون أن تكشف البيانات الطبوغرافيه التي تم تسجيلها وجود ملامح بركانية على كوكب الزهرة، لكنهم فوجئوا بأن:
1- ما لا يقل عن 90 % من سطح الكوكب تمت تغطيته بتدفقات الحمم البركانية وبراكين الدروع (وهي براكين تأخذ شكل القبة تقريبًا وتمتد لعشرات الكيلومترات ويزيد إرتفاعها عن 2 كيلومتر).
2- هذه الملامح البركانية على كوكب الزهرة كانت هائلة الحجم مقارنة بالأرض.
وبالمقارنة بين الحمم البركانية وبراكين الدروع في كل من كوكبي الزهرة والأرض وُجِد أنه:
(1) براكين الدروع “Shield Volcanoes”:
غالبًا ما تُستَخدم جُزُر هاواي كأمثلة لبراكين الدروع الكبيرة على الأرض، حيث يصل طول هذه البراكين إلى 120 كيلومترًا عند القاعدة وارتفاعها حوالي 8 كيلومتر، وإذا تمت المقارنة في الارتفاع فتُعَد براكين جُزُر هاواي أطول من براكين كوكب الزهرة، ومع ذلك فإنها لن تكون قادرة على المنافسة في العرض حيث يبلغ عرض براكين الدروع الكبيرة على كوكب الزهرة 700 كيلومتر في القاعدة، ولكن ارتفاعها حوالي 5.5 كيلومتر فقط، ومن هذا يتضح أن البراكين الدرعية لكوكب الزهرة تمتد لمساحات أكثر من مثيلاتها على الأرض.
(2) تدفقات الحمم البركانية “Extensive Lava Flows”:
يُعتقد أن تدفقات الحمم البركانية على كوكب الزهرة تتكون من صخور تشبه صخور البازلت الموجود على الأرض، والعديد من تدفقات الحمم البركانية على كوكب الزهرة لها أطوال تصل عدة مئات من الكيلومترات.
ويُعَد معظم سطح كوكب الزهرة مُغطى بتدفقات الحمم البركانية ذات الكثافة المنخفضة للغاية، وتكشف هذه الكثافة المنخفضة أن سطح الكوكب يقل عمره عن 500.000.000 عام، وللأسف لا يُمكِن اكتشاف النشاط البركاني على كوكب الزهرة من الأرض، لكن تصوير الرادار المحسن من مركبة ماجلان (Magellan) الفضائية يُوحي بأن النشاط البركاني على كوكب الزهرة لا يزال مستمرًا.
هذا بالإضافة إلى أن كوكب الزهرة تبلغ درجة الحرارة على سطحه حوالي 470 درجة مئوية، وهي نسبة مرتفعة للغاية بالنسبة لوجود مياه على سطحه (لذلك لا توجد مياه على سطح كوكب الزهرة). كما يُعتَقد أن الغلاف الجوي لكوكب الزهرة يكون ذي كثافة أكبر بحوالي 90 مرة من كثافة الغلاف الجوي للأرض.
ومن هذا يتضح لنا أن كوكبنا ليس الكوكب الوحيد الذي عرف ماهية البراكين، بل شاركنا في هذا كوكب الزهرة الذي تُغطي الحمم البركانية ما يقارب من 90% من سطحه.
وكما أثار هذا دهشتنا، فقد أثار أيضًا فضولنا لمعرفة هل تعرف كواكب أخرى ماهية البراكين؟ أم سيكون للأرض و الزهرة التفرد بالتعرف عليها؟
كتابة: لبنى هانى
مراجعة: الزهراء جابر
تحرير: اسراء وصفى
تصميم: عاصم عبدالمجيد