الطب

داء السكري عند الأطفال

يوم بعد يوم، يزداد معدل انتشار مرض السكري حول العالم. ولم يعد البالغون فقط هم ضحية هذا المرض، بل امتد ليشمل أعدادًا كبيرة من الأطفال أيضًا. فبعد أن كان النوع الأول والمعروف بسكري اليافعين هو الأكثر ظهورًا لدى الأطفال، سجلت العديد من البلدان حديثًا معدل إصابات مرتفع للأطفال بسكري النوع الثاني، والذي ظل لفترات طويلة حكرًا على الكبار. في هذا المقال، سنتعرف سويًا بشكل أعمق على سكري الأطفال؛ أنواعه، أسبابه، أعراضه وطرق علاجه.

  • أسباب ظهور داء السكري

حتى هذه اللحظة، لم يتوصل العلماء لسبب مفهوم ومحدد لنشأة السكري سواء لدى الكبار أو الصغار، لكنهم يعتقدون أن الأمر يعتمد على وجود خصائص جينية معينة يمكن إثارتها للظهور عن طريق بعض العوامل البيئية كالنظام الغذائي والرياضة.

  • أنواع مرض السكري لدى الأطفال

يوجد نوعان من داء السكري:

● سكري النوع الأول: ويسمى أيضًا بسكري اليافعين أو السكري المعتمد على الأنسولين، حيث يتوقف البنكرياس فجأة عن إفراز هرمون الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم سكر الدم. جدير بالذكر أن كثير من الأطفال المصابين به ليس لديهم تاريخ مرضي في عائلاتهم للإصابة بداء السكري، مما يعني أن سبب ظهوره ما زال غامضًا حتى الآن.

● سكري النوع الثاني: وقد كان شائعًا في الماضي لدى الكبار، لكن انتشر ظهوره في الصغار حديثًا. في هذا النوع، يصبح الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين الذي ينتجه، وينشأ غالبًا بسبب السمنة الناتجة عن اتباع عادات صحية خاطئة وقلة ممارسة النشاط البدني.

  • أعراض داء السكري

يشعر الأطفال بنفس الأعراض التي يشعر بها الكبار نتيجة للإصابة بالسكري، تتضمن هذه الأعراض:

▪ الشعور بالعطش الشديد.
▪ كثرة التبول.
▪ الشعور بالإعياء والإجهاد.
▪ نقص الوزن.
▪ الشعور بالجوع الشديد.
▪ رائحة نَفَس تشبه رائحة الفاكهة.

يشعر الأطفال على وجه الخصوص ببعض الأعراض الأخرى كآلام في البطن وصداع وتغيرات سلوكية. يجب على الأهل الانتباه جيدًا لهذه الأعراض، لأنها قد تكون بمثابة جرس إنذار مبكر لمرض السكري، ومن ثم عليهم التوجه مباشرة إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.

  • طرق علاج سكري الأطفال

يعتمد علاج النوع الأول على إعطاء الطفل جرعات معينة من الأنسولين يحددها الطبيب المختص طبقًا لاحتياجات كل طفل وظروفه الخاصة. وفي الغالب تعتمد الجرعات النهارية على الأنسولين سريع المفعول، أما الجرعات الليلية فيستخدم فيها الأنسولين بطيء المفعول.

يلجأ بعض الأطباء أحيانًا إلى ما يسمى بمضخات الأنسولين، وهي عبارة عن أجهزة محمولة متصلة بالجسم تضخ باستمرار كميات محددة من الأنسولين قصير المفعول عن طريق قسطرة توضع تحت الجلد.
أما بالنسبة للنوع الثاني، فعلاجه يعتمد على مدى سوء الحالة الصحية للطفل. في بعض الأحيان، عندما يتم اكتشافه في المراحل المبكرة، فإن العلاج يكون فقط بتعديل نمط الطفل الغذائي وممارسة الرياضة.

  • مضاعفات مرض السكري:

    يؤدي التهاون في تناول علاج السكري من قبل الأهل أو الطفل إلى مضاعفات خطيرة للغاية، فارتفاع مستوى السكر في الدم قد يدمر على المدى البعيد أعضاء مهمة في جسم الطفل كالعين والأوعية الدموية والكلى والأعصاب.

تشمل هذه المضاعفات:

● القلب والأوعية الدموية: يزيد مرض السكري من مخاطر إصابة الطفل بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والجلطات لأنه يؤثر على الأوعية الدموية ويجعلها ضيقة.

● الأعصاب: يدمر مرض السكري جدران الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الأعصاب، مما يؤدي إلى الإحساس بالألم أو الوخز أو التنميل، جدير بالذكر أن تدمير الأعصاب هذا يحدث بالتدريج وعلى فترات طويلة من الزمن.

● الكلى: يتلف مرض السكري تجمعات الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى، والتي تعمل على تنقية جسم الطفل من السموم والفضلات.

● العين: يؤدي السكري إلى إتلاف الأوعية الدموية لشبكية العين، مما قد يسبب مشاكل في الرؤية.

● هشاشة العظام: يؤثر مرض السكري على كثافة المعادن الطبيعية في العظام، وهذا يزيد من مخاطر إصابة الطفل بهشاشة العظام في الكبر.

لذا، يجب الحرص على تناول العلاج واتباع إرشادات الطبيب بدقة من أجل الحفاظ على سكر الدم في معدله المضبوط. يجب على الأهل متابعة أطفالهم المصابين بداء السكري جيدًا، وملاحظة أي تغير قد يطرأ عليهم، كما يجب عليهم أيضًا قياس سكر الدم باستمرار والتأكد أنه في المعدل المضبوط. من المهم أيضًا أن يكون الوالدان والمحيطون بالطفل على دراية بأعراض انخفاض سكر الدم أو ارتفاعه والتي من الممكن أن تصل إلى حد زيادة حموضة الدم (وهي حالة خطيرة جدًا ومميتة)، حتى يتمكنوا من طلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب.

  • أعراض زيادة حموضة الدم

▪ قيء.
▪ جفاف.
▪ رائحة نَفَس غير معتادة.
▪ مشقة في التنفس، وأحيانًا زيادة معدل التنفس.
▪ ضربات قلب سريعة.
▪ شعور بالتوهان والارتباك.
▪ غيبوبة.

  • أعراض نقص السكر في الدم

▪ ضربات قلب سريعة وغير منتظمة.
▪ إعياء.
▪ شحوب الجلد.
▪ رعشة.
▪ توتر.
▪ تعرق.
▪ جوع.
▪ وخز وتنميل بالشفاه واللسان والخد.

  • أنواع الطعام المسموح للطفل مريض السكري

يستطيع مريض السكري تناول نفس الطعام الذي يأكله الصحيح، وليس هناك حاجة إلى منع السكر أو النشويات تمامًا كما يعتقد البعض، ولكن يجب استشارة أخصائي تغذية متخصص في مرض السكري عند الأطفال لوضع نظام غذائي متوازن حسب حالة كل طفل وسنه وحجمه والنشاط الذي يمارسه.

  • ممارسة الرياضة للأطفال مرضى السكري

تُعد الرياضة عاملًا مهمًا في علاج السكري من النوع الثاني، ومع ذلك، يجب أن يمارس الطفل الرياضة بحذر لأن النشاط الزائد قد يؤدي إلى انخفاض سكر الدم. كما يجب أيضًا تقليل كمية الأنسولين التي يأخذها الطفل أثناء التمرن حتى لا ينخفض معدل السكر في الدم عن الحد المسموح به.

أخيرًا، فإن مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تصاحب الطفل طوال حياته، لذا، يجب تهيئة الطفل والأهل نفسيًا لتقبل هذا الأمر، وتوعيتهم بكيفية التعامل معه، وطلب الدعم من الأطباء النفسيين إذا لزم الأمر.

المصادر 1 2 3 4

كتابة: سارة شبل

مراجعة: يوسف احمد

تحرير: محمد بشير

تصميم: ربيكا صايج

اظهر المزيد

سارة شبل

كاتبة بقسم الطب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى