الطب

الأعراض الجلدية لدى مصابي COVID-19

بعد الانتشار الواسع لفيروس “SARS-COV-2” -أو المعروف جماهيريًا باسم “COVID-19”- في الآونة الأخيرة، وزيادة أعداد المصابين به، فقد لوحظ ظهور أعراض جديدة مُصاحبة للمرض.

العديد من التقارير أوضحت حدوث أعراض جلدية مختلفة لضحايا الإصابة بهذا الفيروس.

أعراض الإصابة بهذا الفيروس تتراوح بين ظهور أعراض خفيفة -أو عدم ظهورها من الأساس- إلى وجود أعراض قاتلة تودي بحياة المريض، قد تكون تنفسية، أو بسبب توقف العديد من أعضاء الجسم عن العمل.

والأعراض التي يعلمها الجميع عن هذا المرض هي أعراض تنفسّية في المقام الأول، فقد يبدأ المرض بارتفاع في درجة الحرارة، والسعال، وضيق التنفس، وسيلان الأنف، وآلام الجسد، وفقدان الشهية وحاسة الشم، والصداع، ورعشة الجسم، وغيرها؛ إلا أنه ومع الزيادة المتسارعة في أعداد المصابين، قد لوحظ ظهور أعراض جديدة.

في بادئ الأمر، أوضحت تقارير واردة من الصين أن الأعراض الجلدية ليس لها علاقة بالإصابة بفيروس كورونا، وذلك بغض النظر عن بعض الاستثناءات. فمن هذه الاستثناءات ملاحظة وجود طفح جلدي طفيف مصاحبًا لالتهاب خفيف في بلعوم مسافر واحد من مدينة “ووهان” الصينية، أثناء توجُّهِه لألمانيا في فبراير من العام الحالي، والذي أتت مسحته لفيروس كورونا إيجابية.

حالة أخرى في إيران لطفل يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا مصابًا بهذا المرض، ظهرت عليه بقع جلدية مصاحبة لارتفاع درجة حرارته، وضيق أصاب جهازَه التنفسي.

كما ظهر تقرير أوضح ظهور أعراض جلدية في 20% من المرضى الذين أُجريَ عليهم الفحص، وذلك بعد استبعاد تناول أي عقار جديد يمكن إلقاء اللوم عليه في ظهور هذه الأعراض الجلدية في الخمسة عشر يومًا المنصرمة.
منطقة الجذع عند هؤلاء المرضى -دون أطرافهم- كانت الأكثر تعرضًا لهذه الأعراض، كما أن الشعور بالحَكَّة كان خفيفًا أو منعدمًا، كما اختفت هذه البقع الجلدية في غضون أيام قليلة، مع عدم وجود علاقة واضحة بينها وبين شدة الإصابة بالمرض.

السبب وراء عدم وجود تقارير كافية توضح لنا مدى ارتباط هذه الأعراض الجلدية بالإصابة بفيروس كورونا، هو أنه في العديد من البلدان يتم فحص المرضى المصابين بأعراض تنفسية فقط، أو الذين يحتاجون إلى رعاية سريرية في المستشفى.

خُلاصة النتائج التي تم التوصُّل إليها، أنه قد تأكد لدينا ظهور العديد من الأعراض الجلدية المختلفة مصاحبة للإصابة بفيروس كورونا. وعلى الرغم من عدم وضوح آلية ظهورها، لكن رد فعل الجهاز المناعي هو المُتَّهَم الأول.

العلاقة المحتملة بين فيروس كورونا والأعراض الجلدية أمر يستحق اهتمامَنا، وذلك لمساعدتِنا لتعميق فهمنا بهذه الظواهر.

وجود أعراض جلدية على شخصٍ ما يمكن أن يجعلَنا نشتبه في إصابته بالفيروس، والتعرُّف على الحالات التي يُحتمل أن تكون مُعدِيَةً لغيرِها، ذلك الأمر يضع أطباء الأمراض الجلدية في موضع ذي أهمية كبيرة خلال مجابهتنا لهذا المرض.

أشارت التقارير إلى تنوُّع كبير في هذه الأعراض الظاهرة على الجلد، وتأخُّر ظهورها عن ظهور الأعراض الأخرى، علاوةً على ذلك؛ فإن الصعوبات تزداد بسبب ظهور هذه الأعراض الجلدية على الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة، أو لا يعانون من أعراض بالمطلق.

نحتاج للعديد من الدراسات والتقارير لنقف على أرضٍ صلبة، تجعلُنا نعرف مدى ارتباط هذه الأعراض بالإصابة بالفيروس، فقد يُساعدُنا ذلك في التعرف على الحمض النووي لهذا الفيروس RNA من خلال جزيئاتِه الموجودة داخل الجلد، وقد يكون مفيدًا في متابعة تطور المرض داخل جسم المصاب، ومدى استجابَته للعلاج.

المصدر

كتابة: عمرو ياسين
مراجعة: عمر محفوظ
تحرير: شيماء ربيع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى