علم النفس

هل يمكن للشفقة أن تكون وقودا للنجاح؟

ربما يكون من غير المألوف أن نحاول التفكير في الشفقة ليس كشعور إنساني نبيل فقط، ولكن كوقود ومحرك فعال للنجاح، خاصة أننا نعيش في مجتمع مؤمن جدًا بالمثل الدارج “اللي يصعب عليك يفقرك”.

وهنا سنحاول تغير تلك الفكرة، فالنجاح مرتبط بشكل ما بمشاعر اللين والعطف والشفقة، فحتى “داروين” اقترح أن الأنواع الأكثر كفاءة وفاعلية تمتلك أعضاءًا (أفرادًا) متعاطفين.

 

فبدلا من أن يقف التعاطف أو الشفقة في طريق النجاح، يمكن أن يكون وقودًا حقيقيًا للنجاح وحافزًا له، فمثلا عدد من الدراسات وجدت أن الشفقة (الرحمة) لا تساعد فقط على تحقيق اللين وتنمية الصحة الجسدية، ولكن أيضا هي سمة أساسية من سمات الشخصيات الناجحة والمرنة، فوجود ثقافة الرحمة في مؤسسة أو فريق ما يضمن النجاح والاندماج بين الأفراد وبالتالي مزيدًا من الجودة والتفاهم.

 

ولكن يُوجَد فرق بين التعاطف والشفقة على المستوى العصبي والعملي فحين تتعاطف مع شخص ما حزين أو مُحبَط، ربما تفهم ما يشعر به وتشاركه ذلك الشعور (السلبي)، لكن الرحمة أو الشفقة تجعلك تفهم ما يشعر به الآخرون وفي الوقت نفسه تسعى في إيجاد الحلول وتقديم المساعدة بشكل أسرع؛ لأن هدفك هو تخفيف أو إنهاء الأمر وليس فقط التعاطف معه.

 

ومن ناحية أخرى، أنت أثناء سعيك لإنهاء معاناة الآخرين تشعر بالحماس والإيجابية والمحبة، فتزداد لديك نسبة الدوبامين والسيروتونين؛ مما يعزز شعورك بالإنجاز والنجاح، وهذا المصدر أو الحافز يحقق لك النجاح الذي تريده وتتوقعه أكثر من أي مصدر مادي آخر.

 

و قد وضع “كريس” برنامجًا لزراعة الرحمة (الشفقة) من أربعة مبادئ:

(1) إصغِ لتتعلم: يمكنك بسهولة أن تقطع الاستماع للرد أو التساؤل، لكن من الأفضل أن تتعلم أن تنصت لما يفكر فيه الآخرين أثناء صمتهم، وذلك من خلال ملاحظة وضعية الجلوس ولغة الجسد وحركة العين.

 

(2) افهم لتعرف: حاول أن تربط ما يقوله الناس بالحقائق التي تعرفها جيدًا وضعها في سياق متناسق لتتمكن من رؤية الأشياء بطريقة أكثر شمولية وعمق.

 

(3) اتصل بالقدرات: انظر خارج نفسك! فبعض الأسئلة لا يمكنك الإجابة عليها بنفسك أو بمفردك ولكن يمكنك أن تجد الإجابة لدى فريقك أو مجموعتك، وهذا التواصل يمكِّنك من مساعدة الناس على تجاوز مشاكلهم.

 

(4) العمل على الحل: أن تفعل أي شيء يمكنك القيام به لمساعدة الآخرين، ولكن من المفارقات أو المتناقضات أنك أحيانا تتعمد ألا تفعل أي شيء للآخرين كنوع من إتاحة الفرصة لهم كي يتمكنوا من تحمل المسؤلية والمرونة في مواجهة التحديات.

المصدر

 

كتابة: ايات أحمد

مراجعة: محمود وحيد

تصميم: أمنية عبدالفتّاح

تحرير: إسلام حمدي

اظهر المزيد

ميار محمد

المدير التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى