الفيزياء والفلك

القنبلة الذرية

في أغسطس من عام 1945، شنَّت الولايات المتحدة الأمريكية هجومًا نوويًا على اليابان، وتحديدًا مدينتي هيروشيما وناجازاكي. قامت الولايات المتحدة بإطلاق قنبلة “الولد الصغير” على مدينة هيروشيما، ثم تلاها إطلاق قنبلة “الرجل البدين” على مدينة ناجازاكي بعدها بثلاثة أيام فقط.

أحداث مؤسفة نتجت عن هذا الحدث التاريخي المؤسف. الخسائر البشرية كانت مهولة، ولكن ما هو هذا السلاح الذي تسبب في كل هذا الخراب؟

القنبلة الذرية

القنبلة الذرية هي سلاح ذو قوة تفجيرية كبيرة، ينتج عن الإطلاق المفاجئ للطاقة عند انقسام أو انشطار نوى عنصر من العناصر الثقيلة مثل البلوتونيوم أو اليورانيوم. عندما يصطدم نيوترون بنواة ذرة من نظير “اليورانيوم -235” أو “البلوتونيوم -239″، فإنه يتسبب في انشطار تلك النواة إلى جزئين، كل منهما عبارة عن نواة بها حوالي نصف بروتونات ونيوترونات النواة الأصلية. في عملية الإنشطار، يتم إطلاق كمية كبيرة من الطاقة الحرارية، وكذلك أشعة جاما. في ظل ظروف معينة، تصطدم النيوترونات الهاربة، وبالتالي تنشطر المزيد من نوى اليورانيوم المحيطة، والتي تنبعث منها بعد ذلك المزيد من النيوترونات التي تقسم المزيد من النوى. هذه السلسلة من الانشطارات المتضاعفة بسرعة تبلغ ذروتها في تفاعل متسلسل يتم فيه استهلاك كل المواد الانشطارية تقريبًا، في عملية تولد انفجار القنبلة الذرية.

مشروع منهاتن

كان “مشروع مانهاتن” هو الاسم الرمزي الذي تم اختياره للجهود التي قادتها الولايات المتحدة لتطوير سلاح نووي خلال الحرب العالمية الثانية. أثار هذا المشروع المثير للجدل انتباه بعضًا من العقول العلمية الرائدة في العالم، بالإضافة إلى الجيش الأمريكي، وقد تم تنفيذ معظم العمل في لوس ألاموس، نيو مكسيكو، وليس في مدينة نيويورك التي من أجلها كان اسمه في الأصل. بدأ مشروع مانهاتن استجابةً للمخاوف من أن العلماء الألمان كانوا يعملون على سلاح باستخدام التكنولوجيا النووية منذ الثلاثينيات، وأن أدولف هتلر كان مستعدًا لاستخدامه.

تم تنفيذ الكثير من العمل في مشروع مانهاتن تحت إشراف الفيزيائي النظري جي روبرت أوبنهايمر ( J. Robert Oppenheimer)، “أبو القنبلة الذرية”. في 16 يوليو 1945، في موقع صحراوي بعيد بالقرب من ألاموغوردو، نيو مكسيكو، تم تجربة أول قنبلة ذرية بنجاح -اختبار ترينيتي (the Trinity Test)-. لقد خلقت سحابة فطر هائلة يبلغ ارتفاعها حوالي 40 ألف قدم، وبشرت هذه التجربة ببداية العصر الذري.

وقف الأسلحة الذرية

أخذت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي زمام المبادرة في التفاوض على اتفاقية دولية لوقف انتشار الأسلحة النووية في عام 1968.
دخلت معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية حيز التنفيذ في عام 1970. وقُسِّمت دول العالم إلى مجموعتين، الدول الحائزة للأسلحة النووية، والدول غير الحائزة للأسلحة النووية.
تضمنت الدول التي تمتلك أسلحة نووية الدول الخمسة التي كان من المعروف أنها تمتلك أسلحة نووية في ذلك الوقت، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا العظمى وفرنسا والصين.
وفقًا للمعاهدة، وافقت الدول الحائزة للأسلحة النووية على عدم استخدام الأسلحة النووية أو مساعدة الدول غير النووية على امتلاك أسلحة نووية. كما اتفقا على تقليص مخزوناتهما من الأسلحة النووية تدريجيًا بهدف نهائي هو نزع السلاح الكامل. وافقت الدول غير الحائزة للأسلحة النووية على عدم امتلاك أو تطوير أسلحة نووية.

عندما انهار الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات، كان لا يزال هناك آلاف من الأسلحة النووية منتشرة في جميع أنحاء أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى. تم العثور على العديد من الأسلحة في بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا. تم إبطال مفعول هذه الأسلحة وإعادتها إلى روسيا.
أرادت بعض الدول خيار تطوير ترسانة أسلحتها النووية، ولم توقع على معاهدة عدم الانتشار. كانت الهند أول دولة خارج معاهدة حظر الانتشار النووي تختبر سلاحًا نوويًا في عام 1974.
في النهاية الحروب تلحق الضرر بكل الأطراف، لا يوجد فائز في الحرب، العالم في هذه الأوقات أصبح أكثر اتحادًا وانفتاحًا من النواحي الثقافية والاقتصادية، وأصبحت المصالح مشتركة، وأي ضرر لأي دولة سيترتب عليه ضرر لعدة دول غيرها.

المصادر 1 2 3 4

كتابة: أحمد مغربي

تحرير: إسراء وصفي

اظهر المزيد

أحمد مغربي

مسئول قسم الفيزياء والفلك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى