الطب

جهاز ممتص للصدمات يُزرع لأول مرة في الركبة

تُعد الركبة أكبر مفصل في جسم الإنسان، والمحافظة على كونه سليم يُعد ضرورة واجبة لممارسة كافة الأنشطة اليومية، تتكون الركبة من الطرف السفلي لعظم الفخذ (femur)، والجزء العلوي من عظم الساق (tibia)، والرضفة (patella)، وفي نقطة التقاء الثلاث؛ يوجد الغضروف المفصلي”articular cartilage”، وهي مادة ناعمة تحمي العظام وتُمكنها من الحركة بسهولة، كما توجد الأوتار التي تربط عظام الركبة بعضلات الساق التي تُحرك مفصل الركبة، والأربطة التي تربط عظام الركبة ببعضها وتمنحها ثبات وقوة، ثم يأتي دور قطعتين من الغضاريف على شكل نصف دائرة “meniscus” وهو امتصاص الصدمات بين عظام الفخذ والساق.
على الرغم من وجود هذا النظام المتكامل لعظام الركبة، إلا أن هناك بعض الأمراض التي قد تصيبها فتؤدي إلى ضعف المفصل والألم المستمر به، ومن أمثلة هذه الأمراض:
1- الفصال العظمي”Osteoarthritis”: هو نوع من أنواع التآكل للغضروف المفصلي فيضعف ثم ينزلق مما يؤدي إلى احتكاك العظم ببعضه البعض فيسبب ألم وصعوبة في تحريك المفصل.
2- التهاب المفاصل الروماتويدي: يصبح الغشاء الزلالي المحيط بالمفصل ملتهبًا ومكثفًا، ويمكن لهذا الالتهاب المزمن أن يتلف الغضروف ويؤدي في النهاية إلى فقدان الغضروف والألم والتصلب.
3- التهاب المفاصل ما بعد الحوادث: قد تتسبب كسور العظام المحيطة بالركبة أو التمزق في أربطة الركبة في إتلاف الغضروف المفصلي مما يسبب ألم في الركبة ويحد من وظيفتها.
والحل لكل هذه المشاكل عادةً ما يكون استبدال الركبة الكلي، ولكن مثل هذه العمليات الجراحية يصعب تنفيذها، وتتطلب قدرًا كبيرًا من إعادة التأهيل، وكثيرًا ما تكون نتائجها دون المستوى الأمثل، تم حاليًا ولأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية زرع جهاز كاليبسو لامتصاص الصدمات في الركبة على رجُل إطفاء متقاعد، كان يشعر بألمٍ في ركبته أثناء عمله أو أي نشاط يقوم به، وقد شُخِّص أنه مُصاب بالفصال العظمي وسيحتاج إلى عملية تغيير مفصل، ولكن قام دكتور ديفيد فلانيجان باستبدال هذه العملية المعقدة بزرع جهاز ممتص لصدمات الركبة في مركز ويكسنر الطبي بجامعة أوهايو.
صُمم الجهاز لتقليل الضغط على مفصل الركبة حيث يُعلق الجهاز على طرفي عظام الفخذ والساق ويعمل بنفس فكرة ممتصات الصدمات في السيارة، ولكن طُبِّق على الركبة، حيث يُخفف جهاز كاليبسو الضغط على مفصل الركبة، ويعمل كما يعمل الغضروف المفصلي في الركبة السليمة. يقول دكتور ديفيد أن الجهاز سيمتص بعضًا من الضغط الواقع على الركبة ويُمكن للمريض القيام بكافة الأنشطة ويقلل من ألمه، كما يؤخر من احتياجه لعملية استبدال مفصل الركبة بالكامل.
ووفقًا للشركة المُصدرة للجهاز فإنه مصنوع من مواد حيوية متطورة، وقد اجتاز اختبار المتانة واختبار التوافق الحيوي مع جسم الإنسان، وهو مثالي لأي شخص يُعاني من ألمٍ في الركبة خاصة أثناء الحركة، ولأي شخص يريد تحسين نشاط المفصل أو استعادة النطاق الكامل للحركة، وسواء تم استخدامه كإجراء وقائي أو لمعالجة بعض ظروف الركبة، قد يتمكن من استعادة المفصل إلى ظروفه الطبيعية وكذلك تخفيف الألم.

 

المصادر 1 2

 

كتابة: ندا اسامة

مراجعة: منار ابوالحسن

تصميم: اميره فيصل

تحرير: اسراء وصفي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى