البنكرياس الصناعي
أجرى عدد من الباحثين تجربة للمقارنة بين القدرة العلاجية للبنكرياس الصناعي ثنائي الهرمون وعلاج السكري التقليدي باستخدام مضخة الإنسولين، وأظهروا مستويات جيدة من الجلوكوز وانخفاض في مخاطر نقص السكر في الدم، ووجدوا أن النتائج يمكن أن يكون لها تأثير كبير على علاج مرض السكري من النوع الأول من خلال تسريع تطور البنكرياس الصناعي الخارجي.
يعد البنكرياس الصناعي نظامًا آليًا يحاكي البنكرياس الطبيعي ويماثله في الوظيفة من خلال العمل على توصيل الإنسولين بشكل طبيعي وذلك حسب التغيرات في مستويات الجلوكوز، يتحكم البنكرياس الصناعي ثنائي الهرمون في مستويات الجلوكوز عن طريق توصيل كل من الإنسولين والجلوكاجون تلقائيًا إذا لزم الأمر، بناءً على قراءات جهاز قياس مستوى الجلوكوز المستمرة (continuous glucose monitor) وتوجيهها بطريقة خوارزمية متقدمة.
وقال أحمد حيدر -الباحث الرئيسي في الدراسة والحاصل على دكتوراة في وحدة بحوث (IRCM)- أنهم وجدوا أن البنكرياس الصناعي قدم لنا تحكمًا أفضل في مستوى الجلوكوز بنسبة 15%، وقلل أيضًا من مخاطر انخفاض السكر في الدم مقارنة بالطريقة التقليدية للعلاج بالإنسولين.
وقال أيضًا: “لقد أدى البنكرياس الصناعي إلى تقليل خطر الإصابة بنقص السكر في الدم بمقدار 8 أضعاف وانخفاض بنسب 20 ضعفًا من خطر نقص سكر الدم الليلي”.
وأجريت هذه الدراسة مع 15 من المرضى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الأول الذين كانوا يستخدمون علاج الإنسولين التقليدي لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، تم إدخال المرضى مرتين إلى مرفق الأبحاث السريرية التابع لـ (IRCM) بترتيب عشوائي، وتلقوا كلا العلاجين: البنكرياس الصناعي ثنائي الهرمون وعلاج الإنسولين التقليدي، وخلال كل زيارة مدتها 15 ساعة تم رصد مستويات الجلوكوز في الدم أثناء ممارسة التمارين على دراجة رياضية ثابتة، وتلقي وجبة مسائية ووجبة خفيفة قبل النوم، والنوم في نفس المرفق.
وتتمثل فكرة عمل البنكرياس الصناعي في محاكاة الوظيفة التنظيمية لمستويات الجلوكوز للبنكرياس الطبيعي في الشخص السليم، وتتكون معظم أنظمة البنكرياس الصناعي من ثلاثة أنواع من الأجهزة المألوفة بالفعل لكثير من مرضى السكري: نظام مراقبة الجلوكوز المستمر (CGM)، ومضخة الإنسولين وجهاز جلوكوز الدم (مثل جهاز قياس السكر) يستخدم لقياس نسبة الجلوكوز.
لن يراقب جهاز البنكرياس الصناعي مستويات الجلوكوز في الجسم فحسب، بل ويضبط تلقائيًا توصيل الإنسولين إلى الدم لتقليل مستوى الجلوكوز أو زيادته حسب حاجة الجسم.
وبعد أن عرضنا فكرة البنكرياس الصناعي فماذا عن أعراضه الجانبية؟
في الحقيقة ليست هناك أعراض جانبية خطيرة مرتبطة بالبنكرياس الصناعي إنما قد تصادفك بعض المشاكل البسيطة مثل:
-
ارتفاع بسيط في مستوى السكر في الدم (Hyperglycemia).
-
انخفاض بسيط في مستوى السكر في الدم (Hypoglycemia).
-
احمرار في الجلد حول منطقة الضخ.
وفي سبتمبر عام 2016، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على أول بنكرياس صناعي للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول الذين تبلغ أعمارهم 14 عامًا أو أكثر، ويطلق عليه (Mimi med 670 G)
ويعتبر هذا النظام نظامًا “هجينًا”؛ حيث لا يعتبر آليًا بالكامل فلا يزال يتعين عليك إخبار الجهاز بكمية الكربوهيدرات التي تناولتها يدويًا حتى يتمكن النظام من تعديل جرعة الإنسولين، ولكن قد تكون النسخة التامة الكاملة في الطريق ويتم حاليًا اختبار النماذج في التجارب السريرية.
وماذا عن تكلفة الجهاز؟
كان من المتوقع أن تدخل بعض الأنظمة الجديدة السوق في وقت مبكر من أواخر السنة الماضية ومؤشرات الأسعار المحددة ليست متاحةً بعد، ولكن يجب ألا يتجاوز ثمن الجهاز تكلفة المكونات التي سبق ذكرها كمضخة الإنسولين وجهاز معايرة الجلوكوز . ومن المنتظر أن يتوفر الجهاز في الأسواق خلال الفترة المقبلة.