من منا لم يشاهد فيديو تحية الفنان أحمد عز لللاعب الشهير مؤمن زكريا، ومن منا لم يتأثر بحالته المرضية.
كيف لشخص كان يجول الملاعب مسجلاً الأهداف يفقد ليس القدرة على اللعب فقط بل القدرة على النطق ايضاً.
نعم إنها الحياة.
تفرد في مرضه كما تميز في لعبه.
حيث أن مرض التصلب الجانبي الضموري نادر خصوصاً في هذا السن الصغير، لكن أصبح التفرد تلك المرة مأساة أنهت مسيرته الكروية.
فتلك هي الحال لمصابي مرض التصلب الجانبي الضموري.
لذا دعنا نتعمق في هذا المقال لنعرف أكثر عن هذا المرض.
ماهو مرض التصلب الجانبي الضموري؟
هو مرض عصبي يؤثر على الخلايا العصبية في الحبل الشوكي والمخ
مما يسبب فقدان القدرة على تحكم في العضلات.
ويسمى أيضاً متلازمة لو جيهريج نسبة إلى أول طبيب شخص المرض عام 1930.
كما أنه هو نفسه المرض الذي أصيب به ستيفن هوكينج.
الأعراض
يعد مرض التصلب الجانبي الضموري من الأمراض التدريجية.
حيث تتطور الأعراض تدريجياً في البداية تتأثر اليدين ثم الذراعين والساقين وهكذا حتى يتأثر الجسم كله.
كما تختلف الأعراض في كل شخص عن الأخر تبعاً لمكان الخلايا العصبية المصابة وتظهر الأعراض كالأتي:
- صعوبة في المشي أو أداء الأنشطة اليومية.
- التعثر والسقوط.
- ضعف في القدم والساق.
- الصعوبة في الحفاظ على وضعية جيدة أو إبقاء الرأس مستقيماً
- صعوبة في النطق والبلع.
- التعب.
- عدم التحكم في اللعاب أو المخاط.
- تقلصات أو ارتعاش عضلات كل من الذراعين والكتف واللسان.
- فقدان التحكم في الضحك أو البكاء أو التثاؤب.
- تغيرات في التصرفات والمشاعر.
- عدم القدرة على التنفس وهذا في المراحل المتأخرة.
الأسباب
حتى الآن لم يتوصل العلماء للسبب الأساسي لمرض التصلب الجانبي الضموري.
ولكن من 5% ل 10% من الحالات المصابة تكون بسبب عوامل وراثية حيث أن هناك 12 جين يؤثر في ظهور المرض.
أما الحالات الأخرى فهي مجهولة السبب.
العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة
هناك عدة عوامل من المرجح أنها تكون سبب في زيادة خطر الإصابة بالمرض مثل:
- الوراثة.
- السن: فكلما تقدم السن أصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة.
- اضطراب في الجهاز المناعي.
- خلل في الميتوكوندريا وهي المسؤولة عن إنتاج الطاقة بالخلية.
- ارتفاع مستوى الجلوتامات بالخلايا العصبية -المادة المسؤولة عن إرسال الإشارات بالخلايا العصبية- مما يسبب تسمم الخلايا العصبية.
- بعض العوامل البيئية مثل :
- التدخين
- الحياة في البلاد النامية نتيجة التعرض للسموم والتلوث.
- الأشخاص المشاركين في الحروب.
- التعرض للمواد الكيميائية والمشعة باستمرار ولفترات طويلة.
العلاج
حتى الآن لا يوجد علاج شافي لمرض التصلب الجانبي الضموري وجميع العلاجات المستخدمة هي لمجرد التخفيف من حدة الأعراض وتقلل من معدل تطور المرض .
ويجب أن يستعين المريض بالعلاج النفسي لمساعدته على تقبل المرض.
لماذا أصبح مرض مؤمن زكريا صدمة؟
تعد إصابة مؤمن زكريا بهذا المرض صدمة شديدة نظراً لظهور الإصابة فجأة و لطبيعة عمله فهو شخص رياضي دائم الحركة.
ولأن المرض ليس فقط نادر ولكنه أيضاً لا يصيب غالباً إلا من هم فوق سن 65 فصغر سن هذا اللاعب أيضا من أسباب الصدمة.
هل المرض التصلب الجانبي الضموري معدي؟
بالطبع لا، فهو مرض عصبي.
هل المرض وراثي؟
نعم ولكن بنسبة إصابات لاتتعدى 5% إلى 10%.
هل يسبب المرض الوفاة؟
من المؤسف أنه يسبب الوفاة سريعاً فالوفاة غالباً ما تحدث بعد 3 إلى 5 سنوات من ظهور الأعراض.
المضاعفات
تكون المضاعفات صعبة ومرعبة فالأمر يتطور بسرعة مخيفة كالآتي:
يبدأ الأمر بوهن في عضلات الساق والذراعين.
ثم تتوالى الأحداث من ارتعاش إلى فقدان القدرة على المشي و الامساك بالاشياء ثم عدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية ثم فقدان النطق التدريجي وصعوبة البلع والتنفس ثم الوفاة.
الصحة النفسية للمريض
يصاب المريض بالعديد من المشاعر المختلطة :
- الحزن على نفسه فهو من الأمراض التي يشاهد الإنسان نفسه ينهار تدريجياً وهذا هو أصعب شعور على النفس البشرية خاصة لو كان شخص كثير الحركة.
- الخوف من المستقبل.
- الصعوبات الإدراكية والعاطفية التي يواجها تجعل المصاب يميل للعزلة.
- نوبات القلق خصوصاً على الأهل.
- الاكتئاب الشديد.
كيفية التعايش مع مرض التصلب الجانبي الضموري
- من الممكن أن تشعر بالخوف والقلق والحزن في بادئ الأمر فنَفِّس عن كل مشاعرك ولا تكتمها وخذ ما يلزمك من الوقت لهذا.
- استعن بطبيب نفسي ومجموعات الدعم فهي ذات دور فعال في تحسين نفسيتك.
- بدلاً من العزلة والاكتئاب حاول أن تتواصل مع الأهل والأصدقاء واجعلهم حولك فطلب الدعم ليس عيباً.
- تابع أخر الأبحاث عن المرض فكما أصبت فجأة فمن الممكن أن يُكتشف العلاج في أي وقت.
كيفية التعامل مع المريض
- يجب أن يحصل المحيطين للمريض من الأهل والأصدقاء على الدعم النفسي أيضاً فوقع المرض وطبيعته يكون شديد على الأهل أيضاً.
- اسأل الطبيب عن وضع الشخص المصاب ومراحل تطور المرض وكيفية مساعدته.
- الاهتمام بالحالة النفسية للمريض فشعور المريض بالاهتمام والسعادة والحب والاحترام هي من أساسيات التعامل مع المرض.
- ابحث عن المرض واقرأ عنه كثيراً حتى تستطيع التصرف بحكمة.
- شعور المريض بالاطمئنان والأمان والأمل أيضاً يدفعه لمواجهة المرض.
في النهاية كم من مرض عضال اُكتشف علاجه، فلا بد من التحلي بالأمل والإيمان ولا يسعنا غير تمني اكتشاف العلاج لمرض التصلب الجانبي الضموري و الشفاء لجميع المرضى و اللاعب مؤمن زكريا.
كتابة: د. هبه الجوهري
هذا المقال هو ملكية فكرية لصاحبه، ولايمثل ما به من معلومات أو آراء مؤسسة الجرعة اليومية من العلوم.
