مرض الثعلبة
يُعتبر مرض الثعلبة (Alopecia Areata) من الأمراض التي طالما نواجهها أو تواجه الأشخاص المصابين بها، ويمكن تصنيفه على أنه من أمراض المناعة الذاتية؛ حيث تحدث عند مواجهة الجهاز المناعي لبُصيْلات الشعر مما يؤدي إلى تساقطها، وذلك يحدث في بقعٍ معينة من فروة الرأس، والتي تكون غير ملحوظة في البداية، ولكن مع تَعقُّد الأمر واتصال تلك البقع ببعضها البعض، نجد حينها أن المشكلة أصبحت أصعب بكثير، وأصبح هذا الصلع الجزئي مَلحوظًا بشكلٍ كبير، ويمكن أن يكون ذلك إما بشكل مفاجئ أو بمرور السنين.
إليك بعض الحقائق لتعرفها عن مرض الثعلبة:
1- من بين خمسة أشخاص مصابين بالمرض، يوجد واحد منهم لديه فرد من أفراد العائلة مصابًا بالمرض أيضًا.
2- غالبًا ما تتطور الثعلبة بشكل مفاجئ، على مدار بضعة أيام فقط.
3- هناك القليل من الأدلة العلمية على أن الثعلبة سببها الضغط العصبي.
4- غالبًا ما نجد أن الأشخاص المصابين بالثعلبة، والذين ليس لديهم سوى عدد قليل من بقع تساقط الشعر، يقومون بالتعافي التلقائي الكامل دون الحاجة إلى العلاج.
-
أسباب مرض الثعلبة
يحدث المرض عندما تقوم خلايا الدم البيضاء بمهاجمة الخلايا الموجودة في بُصيلات الشعر مسببةً تقلُّصها، وأيضًا تُقلل من عملية إنتاج الشعر بشكل كبير، وليس من المعروف تمامًا ما الذي يدفع الجهاز المناعي للجسم لمهاجمة بصيلات الشعر بهذه الطريقة.
وبينما يقوم العلماء بالتفكير واختلافهم حول سبب حدوث هذه التغيرات، يدخل الجانب الوراثي في هذا التفكير، حيث وُجد أن غالبية الحالات تكون للأشخاص الذين لديهم فرد مقرب من أفراد العائلة مصاب بنفس المرض، فيُعَد واحد من بين خمسة أفراد مصابين بالثعلبة له فرد من أفراد العائلة لديه نفس المرض.
وتوصلت دراسة أخرى إلى أن معظم الأشخاص الذين لديهم فرد من العائلة مصابٌ بالمرض، لديهم أحد الأقرباء المصابين بمرض من أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
بالرغم من اعتقاد الكثير من الناس، هناك القليل من الأدلة العلمية التي تدعم الرأي القائل بأن مرض الثعلبة سببه الضغط العصبي، فيمكن أن تؤدي الحالات القصوى من الضغط العصبي إلى حدوث الحالة، لكن معظم الأبحاث الحديثة تشير إلى سبب وراثي.
-
ما هو علاج مرض الثعلبة؟
لا يوجد حاليًا علاج فِعْلِيّ لمرض الثعلبة، بالرغم من وجود بعض الأدوية التي يُنصح بها من قبل الأطباء؛ حيث تساعد على إعادة نمو الشعر بشكل سريع، وبالتالي تعويض الجزء المصاب بالصلع في فروة الرأس.
ومن أهم هذه الأدوية هو الكورتيزون (Corticosteroids)، ويعتبر فعالًا جدًا، فهو يُصَنَّف من ضمن مضادات الالتهاب التي تُثبّط الجهاز المناعي وتمنعه من مهاجمة بصيلات الشعر، فقد ذكرنا أن السبب الرئيسي للمرض ناتج عن وجود خلل في الجهاز المناعي مسببًة تساقط الشعر بتلك الطريقة، ويُستخدم العلاج بأكثر من شكل، فيمكن أخذه في صورة حقن موضعي، دهان (كريم)، أو عن طريق الفم.
ويوجد العديد من الأدوية التي تُعزز نمو الشعر وتعمل على إنتاجه بشكل سريع، أو تؤثر على الجهاز المناعي.
قام البعض بمقارنة مرض الثعلبة بمرض آخر يسمى مرض البهاق (Vitiligo)، وهو أحد أمراض الجلد، وهو أيضًا من ضمن أمراض المناعة الذاتية، يقوم خلالها الجسم بمهاجمة الخلايا المسئولة عن إفراز صبغة الميلانين، وبالتالي ظهور بقع بيضاء على الجسم. تشير الأبحاث إلى أن هذين المرضين قد يشتركان في نفس المسببات المرضية، مع أنواع مماثلة من الخلايا المناعية والسيتوكينات (Cytokines) التي تقود الأمراض وعوامل الخطر الجينية الشائعة.
وَجدت البحوث الأولية التي أُجريت على الحيوانات، أن هناك مادة موجودة في الفواكه والخضراوات تُسمى الكيرستين (Quercetin) يمكنها الحماية من خطر تطور الثعلبة، وبالتالي تُمثل علاجًا فعالًا لتساقط الشعر، وهناك حاجة إلى مزيد من البحوث، بما في ذلك التجارب السريرية البشرية، قبل أن يُعتبر الكيرسيتين علاجًا لمرض الثعلبة.
-
بعد كل ذلك، هل توجد علاجات منزلية لمرض الثعلبة؟
نظرًا لأن العلاجات التقليدية لمرض الثعلبة محدودة للغاية، فإن الدراسات التي تَدعُم العلاجات الطبيعية للمرض تكون من منتجات الأرض؛ فهناك بعض الأشخاص الذين يوصون بفَرك البصل، أو عصير الثوم، أو الشاي الأخضر المبرد، أو زيت اللوز، أو زيت إكليل الجبل، أو العسل، أو حليب جوز الهند في فروة الرأس، على الرغم من أن فعاليتها لا تدعمها الأبحاث.
ويلجأ بعض الناس إلى طرق العلاج البديلة مثل الوخز بالإبر والعلاج بالروائح، بالرغم من وجود القليل من الأدلة -إن وُجِدَت- لدعم هذه العلاجات.
كتابة: محمد خالد
مراجعة: عمر محفوظ
تحرير: هاجر هشام