السير أليكس فيرغسون
من يكون أليكس فيرغسون؟
أليكس فيرغسون هو مدرب استكلندي اشتهر بتدريبه لنادي مانشستر يونايتد في فترة تصل إلى 25 عامًا، بداية من 1986 م وحتى شهر مايو عام 2013 م، وهو يُعد واحدًا من أعظم المدربين على مر التاريخ، حيث تمكن من تحقيق الإمتاع والإقناع في المستطيل الأخضر، وتحقيق العديد من الألقاب، وتكوين وزيادة فاعلية لاعبين؛ أصبحوا الآن من صفوة لاعبي العالم، فهيا بنا يا صديقي لنعرف القليل عن سيرة هذا الرجل العظيم.
ميلاد السير
في يوم من أيام شتاء عام 1941 م، وبالتحديد في يوم 31 من شهر ديسمبر، وُلد أليكس فيرغسون، وكان مولده في حي جوفان (Govan) بمدينة غلاسكو، وكان والد السير يعمل في صناعة السفن. كان الفتى الصغير يعيش في مبنى سكني على شارع جوفان، حيث ذهب إلى مدرسة جوفان الثانوية ولكنه لم يبدِ اهتمامًا بالدراسة والمذاكرة، وعندما بلغ سن السادسة عشر، بدأ في شق طريقه كلاعب مبتدئ، وكان أول ظهور له مع نادي كوينز بارك لكرة القدم (Queen’s Park F.C).
بداية السير كمهاجم
كان السير أليكس مهاجمًا واعدًا جدًا وناضل من أجل الحصول على مقعد ثابت في الفريق، ومن ثم انتقل بعدها إلى نادي سانت جونستون، وللمرة الثانية، كافح من أجل الحصول على مكان في فريقه، ولكن فشله في ضمان مكان منتظم دفعه إلى التفكير في الهجرة إلى دولة كندا، ولكن في عام 1964م، مضى عقده كلاعب محترف في نادي دونفرملين أثلتيك (Dunfermline Athletic F.C).
كان موسم 1965 – 1966 هو موسم الانطلاقة لفيرغسون؛ ففيه سجل 45 هدف في 51 مباراة، وهذا ما دفع نادي رينجرز -وهو نادي الطفولة لفيرغسون- إلى شرائه مقابل 65 ألف جنية إستراليني، ولكن فترة فيرغسون مع نادي رينجرز لم تكن ناجحة بالكامل، ففي عام 1969 م عندما خسر الفريق كأس استكلندا، تم لوم فيرغسون على استقبال الهدف، وهو ما جعله يشعر بالحزن، بعدها انتقل فيرغسون إلى نادي أير يونايتد ونادي فالكريك قبل أن يعلن اعتزاله كلاعب في 1974 م وهو يبلغ 32 عامًا.
فترة تدريبه في اسكتلندا
ولم يكد ينهي فيرغسون حياته المهنية كلاعب -على الرغم من صغر سنه، فهو فقط 32 عامًا- أتته الفرصة أن يصبح مدرب كرة قدم، وبالفعل تولى تدريب نادي سانت ميرين في الفترة ما بين 1974م و1978م، ونجح في الصعود بالفريق إلى دوري الدرجة الأولى وتحسين أداء الفريق، وفي عام 1978م، أُقيل من نادي سانت ميرين بحجة سماحه بأموال غير شرعية للاعبين، وتم فسخ عقده بالذهاب إلى نادي أبردين إف سي (Aberdeen).
كانت الفترة ما بين 1978م وحتى عام 1986م ناجحة جدًا لهذا النادي الإسكتلندي الصغير على يد المدرب فيرغسون، في عام 1980 م قادهم فيرغسون إلى أول لقب دوري لهم منذ عام 1955 م، وللمرة الأولي منذ 15 عامًا، لم يفز بلقب الدوري أي من فريقي سليتك ورينجرز، وفي عام 1983 م قادهم إلى الفوز بكأس الكؤوس الأوروبية ليصبحوا الفريق الإسكتلندي الثالث الذي يفوز بهذه الكأس، وكذلك مكنهم من الفوز بالكأس المحلية في موسمي 1982-83 م و1983-84 م.
فترة السير مع نادي مانشستر يونايتد
في عام 1986 م، تواصل معه العديد من أفضل الفرق الأوروبية لقيادتهم، واستقر بعد ذلك أليكس فيرغسون على قيادة فريق مانشستر يونايتد.
في ماشستر يونايتد، وضع السير خطة لزيادة انضباط اللاعبين، وكذلك جلب لاعبين جدد للفريق، وبعد مرحلة أولية له وبحلول موسم 1989 – 1990 م، وعندما خسر النادي من غريمه مانشستر سيتي بخماسية طالبت الجماهير برحيله، ولكنه استمر في وظيفته وتمكن من الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي في نهاية الموسم، وفي عام 1992 م، أحضر فيرغسون اللاعب إيريك كانتونا (Eric Cantona ) من نادي ليدز يونايتد، وأخيرًا فاز نادي مانشستر يونايتد بأول لقب دوري في فترته وذلك موسم 1992م -1993 م، وقال فيرغسون أن كانتونا هو واحد من أعظم اللاعبين.
وفي السنة التالية، جلب فيرغسون للنادي بطولة الدوري وكأس الاتحاد معًا؛ ليبدأ بعدها عقدين من النجاحات بها العديد من ألقاب الدوري والكؤوس وبطولتين دوري أبطال أوروبا.
ألقاب السير مع مانشستر هي تحقيق لقب الدوري 13 مرة، وكأس الاتحاد الإنجليزي 5 مرات، وكأس الدوري 4 مرات، والدرع الخيرية 10 مرات، وبطولتين من دوري أبطال أوروبا، وبطولة كأس السوبر الأوروبي، وبطولة كأس العالم للأندية، وكأس إنتركونتيننتال، وبطولة كأس الكؤوس الأوروبية.
واحد من أكثر اللحظات تذكرًا هي مبارة النهائي في عام 1999 م، بين مانشستر يونايتد ونادي بايرن ميونخ، حيث جاء نادي ماشستر وحسم اللقب في الوقت الإضافي للمبارة ليفوز بعدها باللقب.
اعتزال السير التدريب
في شهر مايو 2013، أخيرًا أعلن فيرغسون اعتزاله التدريب بعد نهاية موسم 2012م – 2013 م، وهو في عمر الـ 72، وخرج من الباب الكبير عندما حقق للنادي لقبهم الثالث عشر تحت قيادته، ولاقى تقاعده تكريمًا واسعًا وكبيرًا، وصرَّح العديد من الأشخاص في اللعبة أنهم غير محظوظين لأنهم لن يروا مثل المدرب أليكس فيرغسون مجددًا، في السنة التالية بعد رحيله، تبين أنه عام سيء للنادي، حيث استطاع تحقيق المركز السابع تحت قيادة المدرب ديفيد مويس.
شخصيته وكتاب سيرته الذاتية
كانت شخصية أليكس فيرغسون قوية وصارمة، وتلك الشخصية أدت إلى خلافات مع لاعبين محترفين ونجوم، واُتهم من قبل أنه ألقى بإناء الشاي وأحذية القدم على اللاعبين في الوقت بين الشوطين، وعلى الرغم من أنه حازم مع اللاعبين، إلا أنه كان يحتفظ بولائهم له، فلاعبون مثل راين غيغز، وبول سكولز، قضوا جزءًا كبيرًا من مسيرتهم المهنية في صفوف النادي، حتى اللاعبين النجوم والمحترفين مثل كريستانو رونالدو، وديفيد بيكهام، ما زالوا يحتفظون بحبهم وتعلقهم بالسير، وهو بالتأكيد كان يحب الفوز جدًا.
فيرغسون كان دائمًا في العنوانين الرئيسية بسبب انتقاداته الحادة للحكام، بل إنه كان كثيرًا ما يذهب إلى اللجان التأدبية؛ لتبرير تصرفه، وقد اتهم أيضًا بلعب ألعاب ذهنية مع المدربين الآخرين.
خارج المستطيل الأخضر كان عنده شغف رياضة ركوب الخيل، وكان يمتلك العديد من فرسان السباق، وكان يذهب كثيرًا لمشاهدة هذه السباقات، والسير لديه ثلاثة أبناء.
وقد حصل على لقب فارس بواسطة الملكة عام 1999 م.
نشر السير أليكس في شهر أكتوبر عام 2013 م كتابه الثاني عن سيرته الذاتية، وقد تناول فيه وقته في مانشستر يونايتد وانتقد الكثير من اللاعبين القدماء والمدربين القدماء.
لو وصلت يا صديقي إلى نهاية المقال، فأنت بالتأكيد شخص عظيم مثل السير لأنك أكملته للنهاية، ولو عاصرت يا صديقي فترة السير، فما هي أكتر لحظة له عالقة في ذهنك؟ ولو لم تعاصره، فأنت بالتأكيد فاتك الكثير.
المصادر: 1
كتابة: عبدالرحمن ناجح علي
مراجعة: آية ياسر
تدقيق لغوي: إسراء وصفي