سديم النمل
عند تفاعل مجموعة من الغبار والغاز مُعظمها غازي الهيدروجين والهيليوم، ناتجة عن موت وانفجار بعض النجوم، تتكون سحابة ضخمة قد تتخذ العديد من الأشكال كالسوبر نوفا “المستعمر الأعظم”، وهى ما تُسمَّى بـ”السدم”، وكذلك تُعرَف بـ “السدم الكوكبية”.
بعض السدم تُعتبر مصدرًا لإنشاء العديد من النجوم الجديدة فتُسمَّى بـ “حاضنات النجوم”، تُوجد السدم في الفراغات بين النجوم، حيث يُعرَف باسم “الفضاء بين النجوم”.
يتم استخدام تليسكوبات قوية للغاية، ليتم دراسة هذه السدم ومعرفة أشكالها وطريقة تكوينها.
تتكون النجوم من السدم بداخلها عن طريق الجاذبية، لكنها تكون ضعيفة جدًا، حيث تتجاذب الغازات والغبار الكوني ببطء، وتتعرض للعوامل الخارجية المُحيطة بها كالحرارة الداخلية في تكوين المادة نفسها وتغيُّراتها، فينتج عنها كتلة ضخمة ذات جاذبية أقوى، حيث كلما ازدادت الكتلة كلما أصبحت الجاذبية أقوى وأقوى، يتشكل جزء صغير بداخل هذه الكتلة ذو درجة حرارة عالية، فيُكوّن نواة النجم، وبداية لتكوين نجم.
سديم النمل
تمَّ تسميته بهذا الاسم لأنَّ مُعظمه أجسام كروية تشبه الكواكب، حيث الفصان يشبهان رأس وجسم النملة، تمَّ اكتشافه أول مرة عبر تليسكوبات قديمة أقل قوة من التي تمَّ اكتشافها حاليًا، السبب أنه يحتوى على هياكل مُتوهجة من الغازات المُنبعثة من النجوم المُحتضرة الشبيهة بالشمس.
أُطلق عليه اسم “غرفة الرعب”، حيث أنه عبارة عن قلب لامع، يحتوي على ثلاثة أزواج مُتداخلة من الفصوص ثُنائية القطب، وهناك تدفق خارجى يشبه الحلقة، يُعدّ أحد السدم الأكثر شهرة بين السدم الكوكبية الأُخرى.
تسائل العلماء: كيف لنجم كروي “النجم المركزي” أن يُنتج هذه الهياكل المُعقدة؟
وظنوا أن السبب قد يكون أنه من الضروري أن يتم دراسة القرص المُحيط بالنجم المركزي جيدًا، حيث أنه يتعرض دائمًا للعديد من العوامل التي تُحيط به، والتي تُهيئ الظروف المُلائمة لتُساعد على تشكيل العديد من الأجسام غير المُتجانسة.
حيث أن هذا الغاز الكثيف القريب من النجم يُساعد على إنتاج شعاع الليزر من قلب النجم، كما يُشير القرص إلى وجود رفيق ثُنائي، لأنه من الصعب جعل الغاز المقذوف يذهب إلى المدار ما لم يُحرفه نجم مُصاحب في الاتجاه الصحيح، كما يمنحنا الليزر طريقة فريدة لدراسة النجم المُحتضر، في أعماق هذا السديم الكوكبي.
مُعظم الأدوات الفلكية لم يكن من السهل عليها أن تعثر على أقراص السدم الكوكبية، حيث تحتاج للعثور عليها ودراستها إلى شيء ذي قوة عالية جدًا بالفعل، عن طريق اكتشاف مقياس التداخُل للتليسكوب تم اكتشاف سديم النملة، حيث أنه ليس من السهل اكتشافه ودراسته جيدًا بواسطة تلسكوب ضعيف القوة بحجم 8.2 م، حيث أنه بمقياس التداخُل وهو بقوة تليسكوبات بحجم 8.2 م، ليقوم بدمج الضوء بقوة عالية وتوضيح الرؤية، تم اكتشاف هذا المقياس عبر المرصد الأوروبي الجنوبي هيرشيل الفضائى التابع لوكالة الفضاء الأوروبية ESO.
يقع سديم النمل على بعد ما بين 3000 و6000 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة نوران الجنوبية، يمتد القرص حوالي 9 أضعاف مُتوسط المسافة من الأرض والشمس.
كتلة الغبار المُحزمة في القرص تُساوي 100,000من كتلة الشمس، وهي أصغر بمائة مرة من الكتلة الموجودة في الفصوص ثُنائية القطب.
كتابة: هدير أحمد
مراجعة: أحمد مغربي
تحرير: أسماء مالك