التكنولوجيا

كيف تعمل التكنولوجيا الحديثة على تحسين صحتنا؟

يسير الطب والتكنولوجيا جنبًا إلى جنب، سواء أدركنا ذلك أم لا. فما مقدار الاختلاف بين متوسط ​​الإقامة في المستشفى، أو العملية، أو موعد الطبيب، أو حتى إدارة مرض مزمن مقارنةً بما كان عليه الحال في الماضي؟

ما هي التطورات الرئيسية التي دفعت بحدود عالم الطب وسمحت للأطباء برعاية المرضى وعلاجهم بشكل أكثر فعالية؟ حسنًا، إذا كنت تريد معرفة ذلك، فأنت في المكان الصحيح!

1- التكنولوجيا القابلة للارتداء

أصبحت التكنولوجيا القابلة للارتداء وسيلة هائلة لتحسين صحتنا؛ مما يسمح لنا بمراقبة مستمرة للعلامات الحيوية.

شهد عام 2016 قفزات هائلة في هذا المجال، مع إطلاق شركة “Philips” رقعة مستشعر حيوي طبية تستهدف مرضى المستشفيات، ويمكنها أن تقيس العلامات الحيوية مثل معدل التنفس، ثم ترسل البيانات إلى البرامج القائمة على التطبيق عبر البلوتوث لإبلاغ الطبيب بأي مشاكل.

أطلقت شركة “GreatCall” جهازًا يُسمَّى “Lively Wearable”، وهو جهاز يوضع حول المعصم، وبه زر يتصل بفريق متخصص في حالات الطوارئ. ومع ذلك، ليست كل الأجهزة القابلة للارتداء مخصصة لحالات الطوارئ.

في المملكة المتحدة، قامت هيئة الخدمات الصحية الوطنية -“(NHS), National Health Service”- بتجربة جهاز تدريب رقمي للمرضى المصابين بداء السكري من النوع الأول والثاني، كان هذا لإدارة حالتهم بعد التقارير في عام 2015 التي أفادت بأن أكثر من 20% من مرضى السكري يعانون من نوبة نقص سكر الدم التي يمكن تجنبها في المستشفى.

كل هذه الأجهزة هي في الأساس وسيلة لمراقبة الحالة، وإيقاف الرحلات غير الضرورية إلى المستشفى، وحالات الطوارئ المحتملة التي تهدد الحياة.

2- طباعة ثلاثية الأبعاد

التكنولوجيا التي تقدم أحد أكبر التحسينات على صحتنا، خاصة في المستقبل القريب، هي الطباعة ثلاثية الأبعاد. عندما قدم “تشارلز هال – Charles W Hull” براءة اختراعه للطابعة ثلاثية الأبعاد، لم يُعتقد أبدًا أن الجهاز سيصبح ذي شعبية كبيرة في عالم الطب.

كان أول استخدام جراحي كبير في عام 1999، عندما تم زرع مثانة اصطناعية في مريض لأول مرة، وجاءت القفزة التالية مع طباعة الأعضاء باستخدام نسيج مكرر بالحبر الحيوي، والمثال الأول هو كلية غير حية طبعت عام 2002.

في عام 2016، أنشأ العلماء النظام المتكامل للأعضاء والطباعة (ITOP) الذي يستخدم البلاستيك القابل للتحلل الحيوي لطباعة أشكال الأنسجة، والحبر المائي لإبقاء الخلايا والقنوات الدقيقة مفتوحة للسماح بتدفق الهواء والمواد المغذية من خلالها.

المشكلة الرئيسية في الطباعة البيولوجية ثلاثية الأبعاد هي إبقاء الخلايا حية، هذا ما يحاول العلماء في جميع أنحاء العالم فعله. لكن كن مطمئنًا؛ عندما يتم إتقان ذلك، ستصبح طباعة الأعضاء قفزة هائلة إلى الأمام، خاصة بالنسبة لأولئك المُدرَجين في قائمة الزرع.

3- الجراحة الروبوتية

“الجراحة الروبوتية”، من الممكن أن يكون الآن مفهومًا بعيد المنال لا يمكننا رؤيته أبدًا في حياتنا، ولكن هذا ليس حقيقيًا. إن جهاز “DaVinci” هو قطعة من المعدات المستخدَمة في العديد من العمليات الجراحية في الولايات المتحدة، بما في ذلك استئصال الورم العضلي، وإزالة بعض الأورام.

يمنح هذا النظام الجرّاحين تحكمًا كاملًا في العملية، ويقلل من الألم أثناء فترة الشفاء، بالإضافة إلى تقليل مخاطر العدوى بشكل كبير.

حتى الآن، لا توجَد إجراءات جراحية أوتوماتيكية بالكامل، ولكن هناك العديد من الدراسات التي يتم إجراؤها، إنها مسألة وقت فقط حتى تستطيع الجراحة الروبوتية القيام بعملية جراحية كبرى. وهذا إنجاز لا يُصدَّق يعود إلى التقدم في التكنولوجيا.

4- تشخيص الحاسوب

أصبح تشخيص الكمبيوتر خيارًا أكثر فعالية من حيث التكلفة، ويتم تجربته بالفعل من قِبل بعض المستشفيات في جميع أنحاء العالم، حيث أن أجهزة الكمبيوتر أسرع بكثير وأقل عرضة للأخطاء.

سيستخدم الأطباء “واتسون – Watson” -كمبيوتر عملاق أنشأته “IBM” لمساعدة الأطباء في تشخيص المرضى والتوصية بالعلاج- لمتابعة تاريخ المريض، والبقاء على اطلاع دائم بالبحوث الطبية، والعمل على خيارات العلاج.

في عام 2016، عالج (واتسون) 200 مريض في مستشفيات نيويورك، مثل “مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان – the Memorial Sloan-Kettering Cancer Center”.

في “جامعة إنديانا – University of Indiana”، تم تكليف جهاز كمبيوتر مشابه لـ(Watson) بتشخيص ووضع خطط العلاج لـ 500 مريض. تمكن الكمبيوتر من إدارة هذا بنسبة 42% أفضل من نظرائه من البشر، بتكلفة أقل بنسبة 62%.

5- الهواتف والأجهزة اللوحية

لقد أزالت الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وشبكة (Wi-Fi)، وغيرها من التقنيات اللاسلكية، الطبيعة المقيدة للوصول إلى البيانات الطبية في المستشفيات.

يمكن للأطباء الآن عرض السجلات الصحية الإلكترونية بجانب سرير المريض أو أثناء التنقل، يمكنهم بسهولة مشاركة المعلومات وعرض عمليات المسح والنتائج، مما يمنحهم أفضل فرصة لإصدار أحدث التشخيص والعلاج.

يمكن للمرضى أيضًا حجز المواعيد والتقييمات مع طبيبهم عن بُعد عبر “FaceTime” و”Skype” وبرامج أخرى، ويمكنهم مشاركة الصور وتتبع علاجهم بسهولة أكبر.

هذه التقنيات مفيدة بشكل خاص لأولئك الذين يعيشون في مناطق ريفية أكثر، والذين يتعين عليهم السفر أو يُحتمَل أن يتلقوا رعاية من الدرجة الثانية، وأولئك الذين لا يستطيعون الحصول على موعد بسبب التزامات أخرى.

في الخمسة عشر عامًا الماضية فقط أو نحو ذلك، أثرت التكنولوجيا بشكل خطير في كيفية تعاملنا مع صحتنا، وستصبح أفضل وأكثر مشاركة.

يمكن للتكنولوجيا أن تقلل من استخدامنا للأطباء، وتخفض التكاليف، وتسرع الرعاية، وتمنح المرضى المزيد من القوة، سواء كان الأمر يتعلق بالمراقبة المستمرة للعلامات الحيوية باستخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء، أو كان الأمر بسيطًا، مثل قدرة طبيبك على إعطائك النصائح الدقيقة حول حالتك أينما كنت في العالم.

فقط تذكَّر أن التقدم التكنولوجي لجيلنا ليس رائعًا فقط لقتل الوقت وتسهيل الحياة، بل إنه يؤثر أيضًا بشكل كبير في صحتنا.

المصدر

كتابة: شيماء وصفي
تحرير: زياد محمد

اظهر المزيد

الجرعة اليومية من العلوم

مؤسسة علمية تطوعية هدفها نشر وتبسيط العلوم، وإثراء المحتوى العربي العلمي عبر الإنترنت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى