الحمل الكاذب
بالطبع تكون فترة الحمل مميزة للأبوين، لكن نهايتها ليست في كل الأحيان سعيدة.
في بعض الحالات النادرة، تعتقد الأم أنها حامل، ثم تكتشف بعد ذلك أن جميع الأعراض كانت بسبب شيء آخر غير الحمل نفسه!
يُعرَف الحمل الكاذب طبيًا باعتقاد الأم أنها تتوقع قدوم طفل جديد للحياة، بينما في الواقع رحمها لا يحمل شيئًا، بل إن اللائي تعانيْن من تلك الحالة لديهن معظم -إن لم تكن كل- أعراض الحمل، لكن ليس لديهن سوى شيئًا واحدًا فقط، وهو تكوّن الجنين بداخل أجسادهن.
لا تتعلق هذه الحالة بالإجهاض، حيث أنه لا يوجد تكوّن لأي طفل من البداية.
ما مدى شيوع حالات الحمل الكاذب؟
من الجدير بالذكر أن الحمل الكاذب ليس مصطلحًا حديثًا؛ فقد ورد ذكره منذ 300 عامًا قبل الميلاد.
وفي الأربعينات من القرن الماضي، كان يحدث الحمل الكاذب في حالة واحدة من كل 250 حالة حمل، انخفض هذا المعدل إلى تقريبًا 6 حالات كل 22000 ولادة.
ولقد اتضح أن معظم أعمار النساء اللاتي يختبرن الحمل الكاذب 33 عامًا، لكنه أُبلِغ عن وجود حالات للحمل الكاذب بين الأطفال من 6 أعوام وحتى تبلغ المرأة 79 عامًا من عمرها.
الأسباب
على الرغم أن الأسباب الحقيقية ليست معروفة حتى الآن لكن يشك الأطباء أن هناك عوامل نفسية قد تخدع الجسم وتجعله “يبدأ في التفكير أنه حاملًا”؛ فعندما تشعر المرأة برغبة ملحّة في الحمل النابعة من شيء متعلق بالعقم، اليأس من الإجهاض المتكرر، سن اليأس الوشيك أو حتى الرغبة في الزواج، يظهر على الجسد علامات تدل على الحمل؛ مثل: انتفاخ البطن، كبر حجم الثديين، أو حتى الشعور بحركة الجنين داخل أحشاء الأم!
ثم يأتي دور المخ ويترجم هذه الإشارات والعلامات على أنها أعراض حمل بالفعل، فيحفز إفراز هرمونات الحمل كالإستروجين والبرولاكتين.
أيضًا اقترح بعض العلماء أن الفقر، الجهل، الاعتداء الجنسي خلال مرحلة الطفولة، أو مشكلات العلاقات العاطفية قد تلعب دورًا في ظهور علامات الحمل الكاذب.
ما هي أعراض الحمل الكاذب؟
كما قلنا، تظهر جميع أعراض الحمل الحقيقي باستثناء عدم وجود جنين. وفي كل الحالات، تشعر المرأة أنها حامل في الواقع.
ظاهريًا، أكثر الأعراض شيوعًا هي البطن المنتفخة. تبدأ البطن في الانتفاخ كما يحدث في الحمل الحقيقي، إلا أنه في هذه الحالة ليس السبب نمو الجنين، بل يُعتقَد أن هذا التمدد سببه تجمع كل من:
– الغازات.
– الدهون.
ثاني أكثر الأعراض شيوعًا اضطراب الطمث، حيث وُجِد أن معظم النساء اللائي مررن بتلك الحالة شعروا بحركة الجنين، كما أبلغ العديد من النساء بشعورهن بركلة الجنين داخل أحشائهن على الرغم من أنه لا يوجد جنين!
وتشمل باقي الأعراض:
– ما يُعرف بغثيان وتقيؤ الحمل.
– ألم الثدي عند اللمس.
– تغيرات تطرأ على الثدي في الحجم واللون.
– زيادة الوزن.
– آلام الولادة.
– زيادة الشهية.
– كبر حجم الرحم.
– الطلق الكاذب.
الجدير بالذكر أن هذه الأعراض غالبًا ما تخدع الأطباء في التشخيص، وذلك لصعوبة تمييزها عن أعراض الحمل الحقيقي.
اختبارات لفحص الحمل الكاذب
سوف يقيّم الطبيب أعراض الأم، ويقوم بفحص الحوض وتصوير البطن بالموجات فوق الصوتية -نفس الاختبارت المعتادة أثناء الحمل الطبيعي-.
ففي حالة الحمل الكاذب، لن يُرَى أي طفل في التصوير بالموجات الصوتية.
ومع ذلك، قد يجد الطبيب بعض التغيرات الجسدية التي تطرأ في فترة الحمل؛ كتضخم الرحم، وتليين عنق الرحم، في هذه الحالة، ستكون نتيجة اختبارات الحمل البولية سلبية -بالطبع بعد استثناء وجود أي أورام سرطانية-.
العلاج
في تلك الحالة، تصدق المرأة أنها حامل بالفعل، خصوصًا بعد انقضاء عدة شهور، لذا؛ سيكون وقع إخبارها بعدم حملها مزعجًا جدًا.
لذلك يحتاج الأطباء إلى نقل الخبر إليها بطريقة لطيفة إلى حد ما، وأيضًا من المهم تقديم الدعم النفسي إليها، بما في ذلك العلاج النفسي، لمساعدتها في تخطي هذا الإحباط.
كتابة: يوسف أحمد
مراجعة: محمد ضياء
تدقيق لغوي: إسراء وصفي