الخلايا الجذعية.. اكتشاف يعِد العالم بمستقبل أفضل
هل تساءلت يومًا كيف تتحول البويضة المُلقَحة من خليتين مندمجتين لطفل مكتمل الأجزاء؟ كيف تستطيع الخلايا أن تأخذ أشكالاً فتكون نسيج عظمي، أو قلبي، أو كبدي، أو عضلي؟
إنها الخلايا الجذعية التي تتكون في أولى مراحل الحمل؛ خلايا لا تختص بوظيفة معينة، ولكن لديها القدرة أن تبرمج نفسها، لتكون الأنسجة المختلفة.
فهل هناك أنواع أخرى من الخلايا الجذعية؟
تابع معنا المقال لتعرف أكثر عن الخلايا الجذعية واستخداماتها.
لماذا يهتم العلماء بالخلايا الجذعية؟
لفهم أعمق لكيفية حدوث الأمراض بمراقبة الخلايا وهي تتحول لقلب وكبد وعظام، قد يساعد هذا في كشف بداية حدوث المرض.
استبدال الأنسجة المريضة بأنسجة سليمة، عن طريق دفع الخلايا الجذعية لتكوين أنسجة صحية جديدة.
اختبار العقاقير والأدوية الجديدة من حيث الأمان والفاعلية على الخلايا التي يستهدفها الدواء، فمثلًا إذا كان الدواء يستهدف الخلايا العصبية، سيحفز العلماء الخلايا الجذعية لتكوين خلايا عصبية. هذا بالطبع سيعطينا نتيجة أكثر دقة عن فاعلية الدواء.
قد نصل في يومٍ ما إلى استبدال عضو كامل مريض بآخر سليم وبنفس الصفات الوراثية دون حاجة لانتظار المتبرع.
أنواع الخلايا الجذعية
- الخلايا الجذعية الجنينية
نجد الخلايا الجذعية في الكيسة الأريمية (blastocyst)، كرة من الخلايا مجوفة وتتكون في اليوم الثالث من تلقيح البويضة.
تستطيع تلك الخلايا أن تنتج أنواع الخلايا المتخصصة، لتبني جسدًا كاملًا. يجمع العلماء الخلايا الجذعية من الأجنة الناتجة عن التلقيح الصناعي. - الخلايا الجذعية البالغة
نوع أكثر تخصصاً من النوع الجنيني، تستطيع أن تولد الخلايا المكونة للأنسجة المختلفة، مثل خلايا النخاع العظمي المكونة لكرات الدم، وكنا نظن أن تلك الخلايا لا تستطيع أن تكون كبد أو أي عضو آخر، ولكن بالأبحاث ثبت أنها قد تتمكن من إنتاج مختلف الأنسجة. - الخلايا الجذعية الوسيطة
هي الخلايا التي توجد في الأنسجة الضامة التي تحيط بالأعضاء. أكتُشفت أول خلايا جذعية وسيطة في النخاع العظمي، وتبين قدرتها على تكوين العظام، والغضاريف، والخلايا الدهنية. - الخلايا الجذعية المحفزة
وهي خلايا متخصصة، مثل خلايا الجلد، حفزت في المعمل للتحول إلى خلايا جذعية،
استخدامات الخلايا الجذعية
إن قائمة الأمراض التي كان علاجها الخلايا الجذعية ما زالت قصيرة للغاية، ولكن إليك العلاجات الفعلية الموجودة في الساحة:
تصنيع خلايا جلدية جديدة، بحقن الخلايا الجلدية تحت سطح الجلد، مما ساعد الكثيرين على استبدال الجلد المحترق.
علاج أمراض الدم، مثل اللوكيميا وأنيميا الخلايا المنجلية، بحقن الخلايا الجذعية المكونة للدم.
وإليك بعض العلاجات التي قد نسمع عن خروجها للنور قريباً:
في عام 2013، استطاع فريق من الباحثين تحفيز إنتاج وعاء دموي في فئران تجارب باستخدام الخلايا الجذعية، هذا قد يساعد الكثير من مرضى القلب والأوعية الدموية في المستقبل.
يحاول الباحثون استخدام الخلايا الجذعية الجنينية في علاج أمراض المخ، مثل الزهايمر والشلل الرعاش، فتلك الأمراض ناتجة عن تضرر في خلايا المخ.
في عام 2016، أحرز باحثين جائزة، لتمكنهم من تحفيز الخلايا الجذعية لتكوين أسنان طبيعية.
قد نزرع خلايا بانكريسية في مرضى السكري من النوع الأول، مقدمين لهم الإنسولين الذي فقدت أجسادهم القدرة على إنتاجه بصورة طبيعية.
جدل قائم حول بعض استخدامات الخلايا الجذعية
هناك هجوم على أبحاث الخلايا الجذعية، لانتهاكها بعض الأخلاقيات بعدة طرق:
استخدام الأجنة الناتجة عن عملية الإخصاب الصناعي لجمع الخلايا الجذعية الجنينية، مما يعني تدمير أجنة بشرية كانت ستصبح أناساً، لذا حاول العلماء ابتكار تقنيات، لإعادة برمجة الخلايا العادية وتحويلها إلى خلايا جنينية.
حقن الخلايا البشرية داخل حيوانات التجارب، يعترض الناس عن هذا، لخوفهم من تكون سلالات غريبة تحمل الجينات البشرية.
لم تعتمد منظمة الغذاء والدواء معظم استخدامات الخلايا الجذعية، ورغم ذلك حاول الكثير من الأطباء استغلال آمال المرضى، بتقديم لهم العلاج بدون التأكد من سلامته.
ترى هل ستنجح الخلايا الجذعية في كل التجارب التي يجريها العلماء والباحثون حول العالم؟
هل سنرى يوماً علاجاً لأكثر الأمراض ضراوة وأساسه من داخلنا؟
هل سنجد الحل للحالات التي وقفنا أمامها عاجزين؟
كتابة: تقى عوف
مراجعة: أحمد جمال
تدقيق لغوي: سعاد حسن